1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"تقوى-كور": ثقافة "البانك" بنكهة إسلامية

٢٧ أكتوبر ٢٠١٠

يسلط فيلم وثائقي الضوء على ظاهرة جديدة لشباب مسلمين أمريكيين يجمعون بين ثقافة Punk أو البانك المعروفة بتمردها وثورتها، والورع الديني الإسلامي، في مزيج فريد من نوعه. الفيلم حصد عدة جوائز ويعرض حالياً في مدينة لايبزيغ.

"تقوى-كور": مولد ثقافة البانك الصاخبة لدى الشباب المسلمصورة من: Omar Majeed

يقدم مهرجان لايبزيغ للأفلام الوثائقية فيلماً فريداً من نوعه، يتبع خطى فرقة موسيقية أمريكية يتكون أعضاؤها من شباب مسلمين ينتمون إلى ثقافة البانك، التي انبثقت عن موسيقى البانك روك في الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا في منتصف سبعينات القرن الماضي.

موسيقى صاخبة وصلاة خاشعة


ويقول مايكل محمد نايت، مؤسس هذه الفرقة الموسيقية، والتي تطلق على نفسها اسم "تقوى-كور"، إن "من يريد أن يفهمنا، سيرى أننا، في خضم حرب الثقافات، نوجه سخريتنا واستهزاءنا في كل اتجاه". وكان محمد نايت قد نشأ في عائلة إيرلندية كاثوليكية، قبل أن يعتنق الإسلام الأصولي الوهابي في سن السادسة عشر، ليصل بعد ذلك بطريقة ما إلى ثقافة البانك.

يثير أعضاء الفرقة المسلمون الانتباه أينما كانوا، وذلك بسبب أسلوبهم الاستفزازي الساخرصورة من: Omar Majeed

ويوضح مؤسس فرقة "تقوى-كور" أن هناك "إسلاماً جذاباً، لكن يجب على المرء أن يبحث عنه أولاً. يجب أن يمر المرء بكل شيء، لكن هذا الإسلام موجود". اسم الفرقة (تقوى-كور) يتكون من مقطعين ينتميان إلى لغتين مختلفتين: التقوى المستقاة من الإسلام، وكلمة "كور" المشتقة من كلمة "هاردكور" الإنجليزية، والتي تعني هنا "الموسيقى الصاخبة".

تتخذ الفرقة من مدينة بوسطن الأمريكية مقراً لها، حيث تعزف ليلاً موسيقاها الصاخبة ذات النصوص الدينية السياسية في حانات تقع في سراديب المباني. إلا أن أعضاءها يستيقظون في الصباح الباكر لأداء صلاة الفجر. ويحكي الفيلم الوثائقي قصة توصل أعضاء هذه الفرقة لحل المعضلة التي تواجههم، في صور سينمائية سريعة وجذابة.

تمرد دون العنصر النسائي


ويحاول مخرج الفيلم الكندي من أصول باكستانية، عمر مجيد، التخفيف من محاولات الفرقة الترويج لنفسها من خلال فيلمه، إذ يصور أحد المشاهد مثلاً الحافلة ذات اللون الأخضر الفاقع، التي تستخدمها الفرقة للطواف في أرجاء الولايات المتحدة وإقامة الحفلات، وكيفية استمتاعهم بالانتباه الذي يثيره وجودهم. وكما هو الحال في كل فرقة بانك روك موسيقية، ينتمي عدد من العبارات الاستفزازية لمفردات أعضائها، كتهديدهم للميكانيكي الذي يقوم بإصلاح حافلتهم، بقولهم: "لا نريد أن تنفجر الحافلة قبل أن نأذن لها بالانفجار".

ذروة الجولة الفنية للفرقة هو عرض على هامش المؤتمر الإسلامي في مدينة شيكاغو، والذي يعتبر أكبر ملتقى للمسلمين في الولايات المتحدة، ويخصص في إطاره أيضاً عدد من المسارح لفرق إسلامية شابة. عرض فرقة "تقوى-كور" قوبل بحيرة الحاضرين، لاسيما الشابات المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب. إلا أنهن يبدأن بعد فترة وجيزة بالتمايل على أنغام موسيقى الفرقة، وكأنهن لسن واثقات من السماح لهن بالإعجاب بما تقدمه هذه الفرقة.

لكن حيرة الحاضرين اختفت بمجرد أن تطأ قدما سينا حسين، وهي فنانة كندية من أصول باكستانية تتشبه بالرجال وتتقمص أدوارهم، خشبة المسرح. منظمو المؤتمر سارعوا إلى الإعلان عن إيقاف عرض الفرقة، كما يصور الفيلم منظمة الحفل وهي تبرر منع الفرقة من الاستمرار بقولها: "لقد قلت لكم إننا لا نريد مغنيات، ولا نريد رقصاً، ونريد أن يكون العرض مناسباً للطابع الإسلامي. هذا ليس رأيي الشخصي، وإنما هو سياستنا".

تناقض غير مرغوب في باكستان


ولا يمكن لقصة فرقة "تقوى-كور" أن تكتمل دون أن ينجرف أعضاؤها أيضاً إلى قلب الصراع بين الغرب والإسلام، من خلال رحلة إلى باكستان، زاروا فيها أحد الجماعات الصوفية، واكتشفوا أن الموسيقى والإسلام مرتبطان ببعضهما البعض. ويعرض الفيلم في هذا السياق مشاركتهم في طقوس جلد الذات أو المسماة بالتطبير، وتدخين الحشيش لعدة أسابيع. لكنهم لم ينجحوا في تقديم عروض موسيقية هناك، وهنا يبدأ الفيلم في إبراز معضلة الحياة بين حضارتين مختلفتين.

التناقضات التي عاشها أفراد الفرقة في باكستان جعلتهم أكثر حذراً وخوفاً عند استفزاز للحاضرين، لاسيما عند اختراق المحظورات الدينيةصورة من: Omar Majeed

بينما يصور النصف الأول من الفيلم شباباً مسلمين يستخدمون الموسيقى الغربية الصاخبة كوسيلة للتمرد على كل ما هو تقليدي، يصورهم النصف الثاني شباباً حذرين ومتوترين قبل أي محاولة للقيام بعمل استفزازي في باكستان. إلا أنهم ينجحون في نهاية الفيلم بإقامة حفلة موسيقية واحدة، استطاعوا من خلالها الجمع بين الشباب الفقير والطبقة الغنية في المجتمع الباكستاني على حلبة رقص واحدة. أما الاستفزازات الدينية التي اعتادوا القيام بها في الولايات المتحدة، فاستبدلوها في باكستان بعبارات السباب الموجهة للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، ما لا يعد استفزازاً هناك. ففي نهاية الأمر لا يوجد هناك مكان أفضل للتمرد من الوطن!

ماتياس بولينغر/ ياسر أبو معيلق

مراجعة: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW