تعرف على أسرار تعلم اللغات الأجنبية
٢٨ مايو ٢٠١٥تعلم لغة أجنبية والحديث بها بطلاقة يحتاج لموهبة خاصة ومجهود كبير، لكنه يتطلب أيضا معرفة بعض العوامل التي تسرع من عملية التعلم. وأفضل من يعرف النصائح المناسبة لتعلم اللغات هو شخص مر بالتجربة، إذ جمع البريطاني ماثيو يولدن، الذي يجيد تسع لغات إجادة كاملة بالإضافة إلى لغات أخرى يمكنه التواصل البسيط بها، عددا من النصائح والخدع البسيطة التي تسرع من عملية تعلم اللغة وتجعلها ممتعة وشيقة في نفس الوقت:
لماذا أتعلم؟: من المهم قبل البدء في تعلم لغة أجنبية معينة أن تحدد السبب الذي يدفعك للقيام بهذا الأمر وما الفائدة التي ستعود عليك منها. فرغبتك مثلا في إبهار من حولك بإجادتك للغة الفرنسية ليست هدفا في حد ذاته، على العكس ممن يتعلم الفرنسية ليستطيع التعرف على الناطقين بها بشكل أكبر والتواصل معهم من خلال لغتهم الأم. ويساعد تحديد السبب في تعزيز الهدف من تعلم اللغة عن طريق بذل أطول وقت وأقصى جهد ممكن مع ومن أجل هذه اللغة.
طريقة الإسفنجة: في المراحل الأولى لتعلم اللغة، حاول أن تكون مثل الإسفنجة التي تمتص كل شيء حولها وتعلم كل مصطلح أو تعبير جديد ثم حاول أن تستخدمه خلال اليوم سواء بالحديث مع الآخرين أو حتى مع نفسك أو من خلال الكتابة. من المهم أيضا أن تبدأ بالتدريب على التفكير باللغة الأجنبية التي تتعلمها. الأمر الأهم في هذه المرحلة هو الاستخدام المستمر للغة وسماعها بشكل مستمر سواء من خلال الراديو أو الموسيقى ومحاولة الغوص في ثقافة الناطقين بتلك اللغة بشكل كامل، كما جاء في نصائح ماثيو يولدن التي نشرها موقع "بابل" المعني بتعلم اللغات.
ويعتبر الحديث مع الناس باللغة الجديدة من أكبر عوامل التحفيز على مواصلة التعلم، فحتى المحادثات البسيطة في الحياة اليومية ستعطيك قدرا كبيرا من الثقة بالنفس وتحفزك على تعلم المزيد للدخول في محادثات أطول وأعمق.
ابحث عن رفيق: وجود شريك يرافقك خلال مغامرة تعلم اللغة مسألة مفيدة ومحفزة للغاية، فإذا بدأت بتعلم لغة أجنبية مع شقيقك أو أحد أصدقائك مثلا ولاحظت أنه بدأ يتقدم عليك في اللغة، فإن هذا أكبر حافز لك على بذل مجهود أكبر للوصول لنفس مستواه وربما التقدم عليه، وهذا سيحفزه بالتالي لمحاولة الوصول لمستواك والتقدم عليه وهكذا تصبح عملية التعلم ممتعة في ظل المنافسة البناءة.
ركز على الأساسيات: الهدف من تعلم اللغة، هو استخدامها في الحياة اليومية، لذا فإن أول ما يجب أن تركز عليه في اللغة الجديدة هو ما يجعلك قادرا على الدخول في محادثة في الحياة اليومية، كاستخدام اللغة للحديث مع النادل في المطعم مثلا أو السؤال عن الطريق أو الدخول في حديث بسيط صباحي مع جارك الأجنبي المتحدث بتلك اللغة.
ابتكر طرقا جديدة للتعلم: الطرق التقليدية في تعلم اللغات، غير مثمرة بقدر كبير فتعلم اللغة يحتاج لقدرة على الإبداع وابتكار طرق جديدة تقربك للغة وتدخلك عالمها، كأن تقوم بكتابة شعر بسيط مثلا أو تسجل حوارا مع صديقك وكأنكما في الراديو أو تستخدم اللغة في وصف رسوم كاريكاتورية مثلا، وفقا لموقع "بابل".
كن مثل الأطفال: المقصود هنا أن تتعامل مع اللغة الجديدة كالطفل بمعنى أن تتكلم دون أن تخاف من ارتكاب أخطاء وتغني وتبتكر باللغة الجديدة دون أي خوف أو حواجز. ويعتبر الخوف من الوقوع في أخطاء من الأعباء الاجتماعية التي تثقل كاهل البالغين لكنها غير موجودة إطلاقا في عالم الصغار، فالمجتمع يتوقع من الطفل ارتكاب الأخطاء في حين يصف البالغ بالفشل إذا ارتكبها. وهنا يساعد التصرف بعقلية الطفل على التخلص من هذا العبء، فالخطأ في تركيب الجمل مع بداية تعلم اللغة لا يعني أنك فاشل ولكن يعني أنك لم تصل بعد لمرحلة الإجادة الكاملة للغة.
تعامل مع الصعوبات: لن يكون الطريق المؤدي لعالم اللغة الجديدة مفروش بالورود دائما، فيجب أن تعلم أن هناك صعوبات عديدة ستواجهك في فهم مثل شعبي معين أو نطق كلمة بالطريقة الصحيحة. وهذه المواقف الصعبة جزء لا يمكن إغفاله على طريق تعلم اللغة ويجب الاستعداد له وتنمية القدرة على تجاوزه.
أنصت!: أولى خطوات الرسم هي تنمية القدرة على رؤية اللوحات بعين الرسام وهو أمر يسبق الإمساك بالفرشاة. وينطبق الأمر نفسه على اللغة فالتعلم لا يبدأ بالكلام ولكن بالإنصات لتدرك خصوصية كل لغة. فالإنسان العربي مثلا يجد صعوبة في نطق بعض الحروف غير الموجودة في لغته كالباء الخفيفة والأوروبي سيجد نفس الصعوبة في نطق "الضاد" أو "الحاء" مثلا بشكل صحيح، وهي مسألة طبيعية تحتاج لبعض الوقت لتعلمها.
راقب الناس عند الكلام: مخارج الحروف الصحيحة والنغمة الخاصة بكل لغة، مسائل يمكن تعلمها من خلال مراقبة أبناء اللغة وهم يتكلمون بها.
تكلم مع نفسك: ربما تبدو هذه النصيحة ساذجة للوهلة الأولى، لكن إن لم تجد من يتحدث معك اللغة الجديدة التي تتعلمها، فعليك أن تبدأ بعمل حوار مع نفسك حتى تتعلم استخدام المفردات والمصطلحات الجديدة في الحياة اليومية وضمن حوار، حتى إن كان مع نفسك.
وأخيرا...أرح أعصابك: التوتر المرتبط بالخوف من تكوين الجمل بشكل خاطئ أو نطق الحروف بشكل غير صحيح، لا حاجة له. فإذا سافرت إلى اليونان مثلا وأنت في مراحل الدراسة الأولى وسألت أحدهم عن الطريق وبدأت بجملة "أنا حديث في تعلم اليونانية ولكني أرغب في ممارستها مع أهلها..." فستجد مع أغلب الناس قدرا كبيرا من الصبر والتفهم ومحاولة مساعدتك، فأغلب الناس يشعرون بسعادة خاصة عندما يبذل الأجنبي جهدا للحديث معهم بلغتهم الأم.
ا.ف/ ط.أ DW