تم تكليف بنيامين نتانياهو رسمياً تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وسط ترقب دولي من أن تكون حكومته الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، فيما دعت دول غربية إلى "التسامح والاحترام للجميع في مجتمع مدني لا سيما الأقليات".
إعلان
بعدما تصدّر الانتخابات التشريعية الإسرائيلية مع حلفائه في اليمين المتطرّف، كُلَّف بنيامين نتانياهو رسمياً الأحد (13 نوفمبر/تشرين الثاني 2022) تشكيل الحكومة، في انتصار لرئيس الوزراء الأسبق الذي سبق وتعهّد استعادة المنصب.
الحكومة الأكثر يمينية
ويُتوقّع أن يشكّل نتانياهو حكومة ستكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، ما يثير كثيراً من المخاوف داخلياً وخارجياً. وأمام نتانياهو 28 يوماً لتجميع فريقه الوزاري ويمكن أن يحصل على 14 يومًا إضافية إذا لزم الأمر.
وهذا الأسبوع أوصت غالبية من النواب بلغ عددهم 64 نائباً، رئيس الدولة اسحق هرتسوغ منح نتانياهو تفويضاً لتشكيل حكومة. وفي مؤتمر صحافي في مقر الرئاسة في القدس قال الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ وبجانبه نتانياهو "أكلّفكم تشكيل الحكومة". من جهته قال نتانياهو "سأكون رئيس وزراء للجميع، لأولئك الذين صوّتوا لنا وللآخرين. إنها مسؤوليتي".
ونتانياهو متهم بقضايا فساد تتعلق "بخيانة الأمانة والرشوة" لكنه ينفي هذه التهم.
وكان نتانياهو قد تعهّد بعد هزيمته في الانتخابات التشريعية التي أجريت في آذار/مارس 2021 والتي جعلته زعيما للمعارضة، "إطاحة الحكومة في أول فرصة".
وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد هو من أطاح نتانياهو في حزيران/يونيو 2021 من السلطة من خلال ائتلاف جمع أحزاباً من اليمين واليسار والوسط ومن العرب، ما وضع حداً لولاية هي الأطول في تاريخ إسرائيل شغل خلالها نتانياهو المنصب من عام 1996 وحتى عام 1999 ومن ثم من عام 2009 وحتى عام 2021.
نتائج الانتخابات تعكس المشهد السياسي
وتصدر نتانياهو نتائج الانتخابات التي أظهرت حصول حزب الليكود برئاسته على 32 مقعداً، فيما حصل الحزبان المتدينان المتشددان "يهودوت هتوراه" لليهود الاشكناز الغربيين وحزب "شاس" لليهود الشرقيين السفرديم على 18 مقعدًا، وتحالف اليمين المتطرف "الصهيونية الدينية" على 14 مقعدا.
ويتطلّع حزب شاس اليهودي الشرقي برئاسة ارييه درعي الذي حصل على 11 مقعدًا إلى تولي حقيبة الداخلية أو المالية وفقًا للصحافة.
وأدين ارييه درعي بالتهرب الضريبي في عام 2021 وكان قد سُجن في السابق بتهمة الفساد.
اما بتسلئيل سموطريتش من تحالف الصهيونية الدينية فيطالب علناً بوزارة الدفاع، فيما يطالب الزعيم اليميني المناهض للعرب إيتمار بن غفير، وهو الذي طالما طالب بضم كامل الضفة الغربية، بتولي حقيبة الأمن العام.
وكانت وسائل إعلامية ذكرت أن هرتسوغ حاول إقناع منافسي نتانياهو ولا سيما لبيد ووزير الدفاع بيني غانتس بتشكيل حكومة وحدة معه من شأنها تهميش زعيم حزب القوة اليهودية المثير للجدل والمحرض المعادي للعرب إيتمار بن غفير.
ونفى هرتسوغ هذه المعلومات. لكن خلال لقائه الخميس ممثلين عن اليمين المتطرف، أبلغهم في بث مباشر بأنه تلقى "أسئلة من المواطنين الإسرائيليين وزعماء العالم ... أسئلة حساسة للغاية حول حقوق الإنسان".
وقال هرتسوغ للنائب بن غفير، المعروف بشكل خاص بخطاباته الهجومية المعادية للعرب، "هناك صورة معينة لك ولحزبك وأنا أقول ذلك بكل أمانة، تبدو مثيرة للقلق من نواح كثيرة".
وبعد الانتخابات الأخيرة التي نظّمت في إسرائيل التي تشهد انقساماً سياسياً، دعت دول غربية عدة بينها الولايات المتحدة إلى "التسامح والاحترام للجميع في مجتمع مدني لا سيما الأقليات".
وقال نتنياهو في تصريحات بثها التلفزيون من مقر إقامة هرتسوغ "أنوي العمل على توسيع مساحة التوافق بيننا"، مضيفا أنه سيمثل جميع الإسرائيليين "دون استثناء".
وشدد على أن هناك اتفاقا كبيرا بالفعل على الهوية اليهودية لإسرائيل، لكن يجب الحفاظ أيضا على الحريات الفردية، في إشارة واضحة إلى الأقلية العربية التي تمثل 21 بالمئة من السكان وكذلك العلمانيين.
من جهته، قال رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية محمد اشتية إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تعكس تنامي مظاهر "التطرف" و"العنصرية"، وأكد أنها لم تفرز "شريكا للسلام".
وفي ظل الحكومات السابقة لنتانياهو، توسّع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتم توقيع اتفاقيات تطبيع للعلاقات مع عدد من الدول العربية.
ع.ح./م.س. (أ ف ب، رويترز)
في صور - محطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
الاختلاف في المواقف حول "صفقة القرن" بين إسرائيل والفلسطينيين، يخفي تاريخاً طويلاً من النزاعات والحروب بين الجانبين. في ما يلي نظرة عامة بالصور حول أبرز المحطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العقدين الماضيين.
صورة من: AP
قمة كامب ديفيد عام 2000 / الانتفاضة الثانية
لم تنجح قمة كامب ديفيد، التي عُقدت في يوليو/ تموز عام 2000، وجمعت آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بوساطة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في التوصل إلى اتفاق بشأن وضع القدس أو ترسيم الحدود بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وبعدها انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية في سبتمبر/ أيلول عام 2000 على إثر زيارة ارييل شارون للمسجد الأقصى.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
الانسحاب من غزة
على إثر الانتفاضة الثانية، قررت إسرائيل الانسحاب الجزئي من الأراضي الفلسطينية. وانسحبت بعض القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ليتم بعدها إخلاء جميع المستوطنات الإسرائيلية البالغ عددها 21 مستوطنة في القطاع، وفقًا لخطة ارييل شارون. وبنت إسرائيل جداراً عازلاً يصل طوله إلى 750 كيلومتراً حول الضفة الغربية، بهدف منع وقوع هجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Zaklin
حرب لبنان و الانقسام الفلسطيني الداخلي
بلغ الصراع في الشرق الأوسط ذروته عام 2006. في حين كانت إسرائيل تشن حرباً ضد حزب الله في لبنان، ساد الصراع الداخلي بين حركتي فتح وحماس على السلطة. وفي عام 2007، أضعف انقسام السلطتين الفلسطينيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة ـ والذي لا يزال مستمراً حتى اليوم ـ الجانب الفلسطيني.
صورة من: AP
عملية "الرصاص المصبوب"
في ديسمبر/ كانون الأول 2008، شنت إسرائيل هجمات اسمتها عملية "الرصاص المصبوب" على مجموعة أهداف في غزة. الهدف من هذه العملية كان إضعاف حركة حماس والقضاء عليها. وسبق الضربة العسكرية الإسرائيلية، تصعيد للصراع بين حركتي فتح وحماس. لكن بعد سيطرة حماس على القطاع، عاد التوتر. وفي يناير/ كانون الثاني عام 2009، انتهى الصراع بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفقًا للمصادر الفلسطينية.
صورة من: AP
عملية "عمود السحاب"
بقي الصراع مستمراً عام 2009، وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، اغتال سلاح الجو الإسرائيلي، نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، ما أجج الصراع بين الجانبين. في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت إسرائيل عملية اسمتها "عمود السحاب". بعدها وافقت الحكومة الإسرائيلية وحماس على وقف إطلاق النار مرة أخرى.
صورة من: Getty Images
عملية "الجرف الصامد"
تعد حرب غزة عام 2014 أو ما يعرف بعملية "الجرف الصامد" الصراع العسكري الأكثر عنفاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال العشرين سنة الماضية. الحرب، التي استمرت سبعة أسابيع، تسببت في مقتل أكثر من ألفي شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
في مايو/ أيار عام 2018، تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل. القرار أثار موجة احتجاجات واسعة، استمرت لأسابيع وخلفت أكثر من ألفي جريح و حوالي خمسين قتيلاً.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
القرار بشأن الجولان
لا تزال سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط تثير الكثير من الجدل. وقد أثار اعترافه مؤخرا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ردود أفعال دولية غاضبة عبرت عن مخاوفها من تأجيج الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Ting Shen
تجدّد التصعيد
تجدد التصعيد مرة أخرى بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، بعد شن الطائرات الإسرائيلية غارات على غزة رداً على إطلاق صاروخ منها على شمال تل أبيب أواسط مارس/ آذار 2019. وعلى إثرها ازدادت وتيرة التصعيد في غزة واستهدفت الغارات الإسرائيلية مكتب زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
صورة من: picture-alliance/A.A. Alkahlout
موقف أمريكي جديد
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 أعلنت إدارة ترامب أنها لم تعد ترى في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية خرقا للقانون الدولي، وفيما رحبت إسرائيل بالموقف الأمريكي، أدانته السلطة الفلسطينية والأردن. فيما أكد الاتحاد الأوروبي أن موقفه لم يتغير، مؤكدا أن كل النشاط الاستيطاني بالأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني. فيما حذر مراقبون من تداعيات هذا الموقف على الوضع في الشرق الأوسط.
صورة من: imago images/UPI Photo
التمهيد لـ"صفقة القرن"
يُطلق مصطلح "صفقة القرن" على خطة السلام في الشرق الأوسط، التي عكفت إدارة ترامب منذ عام 2017 على إعدادها لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان من المتوقع أن يتم الكشف عنها مطلع 2018، لكنها تأجلت. وفي أول مؤتمر علني حول "صفقة القرن" في حزيران/ يونيو 2019 أطلق مستشار ترامب وصهره غاريد كوشنر الجانب الاقتصادي منها، في البحرين ضمن ورشة "من السلام إلى الازدهار"، وسط مقاطعة الفلسطينيين لها.
صورة من: Reuters
وسط ترحيب إسرائيلي ورفض فلسطيني
قوبل إعلان ترامب يوم 28 يناير/كانون الثاني 2020 عن خطته للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بترحيب إسرائيلي، ورفض وتنديد من قبل القيادة الفلسطينية. فيما توالت ردود فعل العواصم العربية والعالمية. ولا تتوفر حتى الآن معلومات دقيقة عن هذه الصفقة. غير أن ما رشح عنها يفيد بأنها تتضمن مفاوضات شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمشاركة دول عربية كالأردن ومصر وبرعاية أمريكية. إعداد: شارلوته فوسه/ إيمان ملوك