تكهنات بإقالة الحكومة الأردنية وسط تصعيد للاحتجاجات
٤ يونيو ٢٠١٨
من المتوقع أن يقيل العاهل الأردني رئيس الوزراء هاني الملقي اليوم بعد تفاقم الاحتجاجات الشعبية الرافضة لعدد من قرارات الحكومة الاقتصادية، فيما قرر مجلس الأعيان رفع توصية للملك حول مشروع قانون الضريبة نزعا لفتيل الأزمة.
صورة من: Reuters/M. Hamed
إعلان
في خطة لتهدئة الاحتجاجات الشعبية الواسعة في الأردن لليوم الرابع على التوالي ضد إقرار قانون ضريبة الدخل. من المتوقع أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من رئيس الوزراء هاني الملقي تقديم استقالته. ونقلت وكالة «بترا» الرسمية عن رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، أن المجلس سيستأذن الملك لعقد دورة استثنائية مبكراً، يكون على جدول أعمالها تعديل قانون ضريبة الدخل. وقال الطراونة إن «لدى المجلس رغبة كبيرة برد تعديلات قانون الضريبة، وارتفع عدد النواب الموقعين على المذكرة النيابية التي تطالب بردها إلى 90 نائباً»، لافتاً إلى أن «في رد القانون نزع لفتيل الاحتجاجات التي تشهدها بعض مناطق المملكة من جراء استعجال الحكومة في إرسال التعديلات قبيل إجراء حوار شامل عليها».
وخرج آلاف المحتجين الأردنيين خلال الأيام الأربع الماضية في مظاهرات بعدد من محافظات البلاد احتجاجا على السياسات الاقتصادية ومشروع قانون الضريبة الجديد.وتدخلت قوات الأمن لمنع المحتجين من الوصول إلى المنطقة القريبة من مقر الحكومة بـعمان.
هل يشهد الشارع العربي ثقافة احتجاج جديدة؟
24:07
This browser does not support the video element.
وفي وقت سابق، دعا مجلس النقباء الأردني لإضراب شامل على مستوى البلاد ضد مشروع قانون ضريبة الدخل بعد فشل حوار المجلس والحكومة في اتفاق لسحب مشروع القانون. كما قرر مجلس الأعيان الأردني الأحد رفع توصيات للملك بشأن مشروع قانون الضريبة، لنزع فتيل الأزمة.
واحتوت مبادرة مجلس الأعيان على خيارين تضمن الأول طلبا من الحكومة بسحب القانون الحالي للضريبة وتشكيل لجنة حوار وطني بعدها لتدارس المنهج الاقتصادي برمته. أما الثاني فيتعلق بالاستئذان بإصدار أمر ملكي بعقد دورة استثنائية لمجلس الأمة.
وكان الملك قد ترأس اجتماعا لمجلس السياسات الوطني بمشاركة وزراء، ودعا الحكومة والبرلمان إلى أن يقودا "حوارا وطنيا شاملا وعقلانيا" للوصول إلى صيغة توافقية حول مشروع قانون الضريبة.
ح.ز/ م.س (وكالات)
السلط - ملاذ ديني يجمع المسلمين والمسيحيين في الأردن
تعد مدينة السلط الأردنية نموذجا للتعايش والتآخي بين المسلمين والمسيحيين في الأردن. المصورة الفوتوغرافية فاطمة العبادي، المقيمة في إيطاليا، تبرز في سلسة صور أوجه هذا التعايش.
صورة من: Fatima Abbadi
ولدت المصورة فاطمة العبادي في أبو ظبي بالإمارت العربية المتحدة، إلا أنها أمضت العشر سنوات الأخيرة من دراستها في مدينة سلط الأردنية. تأسست السلط في عام 300 قبل الميلاد ويبلغ عدد سكانها 90 ألف نسمة وهي مدينة عالمية، حيث تمتزج الثقافة العربية والأوروبية بشكل متناغم.
صورة من: Fatima Abbadi
بفضل طابعها المتنوع، تم ترشيح مدينة السلط، لتصبح من مواقع التراث العالمي لليونسكو. ولاتتميز هذه المدينة بتناغم الهندسة المعمارية الشرقية والغربية فقط، بل وكما يقول إسماعيل عبد الرحمن جيل، الباحث الذي ساعد العبادي في المشروع، "الأغلبية المسلمة والسكان المسيحيين في المدينة يعيشون جانبا لجنب دون أي تمييز".
صورة من: Fatima Abbadi
وكما يوضح جيل أيضا، فإن مسيحيي السلط لعبوا دوراً مهماً في التنمية الثقافية والاقتصادية والسياسية للمدينة. فتاريخ الديانتين بالمدينة متداخل، ويتقاسم المسلمون والمسيحيون في الغالب نفس الأماكن. في هذه الصورة كنيسة القديس جورج محاطة بنقوش من القرآن ومشاهد من الكتاب المقدس.
صورة من: Fatima Abbadi
شيد هذا الموقع المقدس في عام 1682 بعد أن شاهد راعي رؤيا، طلب القديس جورج منه فيها بناء كنيسة، بعد حمايته من الوحوش التي تهدد مواشيه. وعن هذا الموقع يقول عبد الرحمن جيل "حتى اليوم يزور الموقع العديد من المسيحيين والمسلمين، الذين يضيؤن الشموع إكراماً للقديس". وتتميز المدينة أيضا بوجود كنائس مختلفة (الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذوكسية ).
صورة من: Fatima Abbadi
العلاقة بين الأردن والمسيحية قديمة جداً. إذ تبدأ مع معمودية يسوع المسيح على ضفاف نهر الأردن. العديد من الطوائف المسيحية استقرت في الأردن في بدايات القرن الأول، ويتمتع المسيحيون بحرية الاعتقاد حتى يومنا هذا، كما يشاركون في البرلمان الأردني ويشغلون مناصب حكومية مهمة.
صورة من: Fatima Abbadi
وعلى الرغم من مئات السنين من التعايش السلمي وتأكيد الملك عبد الله الثاني على أن "المسيحيين العرب جزء لا يتجزأ من الماضي والحاضر والمستقبل في منطقتي"، ازدادت التوترات مؤخراً بين المسلمين والمسيحيين في الأردن، مما أثار الاحتجاجات. لكن التعايش بين الديانتين يبقى سائدا في السلط. وعن ذلك تقول المصورة العبادي "وما يجعل من السلط مكاناً مميزاً هو أن العلاقة بين الديانتين لم تتغير على الإطلاق".
صورة من: Fatima Abbadi
خلال عيد الميلاد، على سبيل المثال، يشارك المسلمون مع المسيحيين في الاحتفال – والعكس صحيح أيضاَ. وفي الانتخابات الأخيرة، فازت امرأة مسيحية بمنصب رئيسي في مجلس المدينة. ويشكل المسيحيون 35 في المئة من سكان السلط، وهو ما يتناقض تماما مع نسبة 4 في المئة من مجموع سكان الأردن.
صورة من: Fatima Abbadi
تتنوع صور العبادي التي التقطتها في السلط، ما بين الحياة الزراعية التقليدية، والنكهة الغربية بالمدينة. غير أن المصورة متأكدة من أن العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في السلط لن تتغير. "لدى كل الأشخاص الذين عاشوا في السلط تاريخ شخصي طويل. كلنا نتعامل باحترام ومودة مع بعضنا البعض وكأننا عائلة واحدة كبيرة". جان تومس / ريم ضوا.