تكهنات بشأن صفقة بين واشنطن وأنقرة لتسليم الداعية غولن
١٦ نوفمبر ٢٠١٨
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تدرس طلبات تركيا لتسليم الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالتخطيط للمحاولة الانقلابية عام 2016، غير أن واشنطن رفضت الربط بين قضيتي غولن وخاشقجي.
إعلان
ذكرت شبكة (إن.بي.سي) الإخبارية الأمريكية أمس (الخميس 15 نوفمبر/ تشرين 2018) أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبحث سبلا محتملة لإخراج رجل الدين فتح الله كولن، خصم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أراضيها لإقناع تركيا بتخفيف الضغط على السعودية بشأن قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ونقلت الشبكة عن أربعة مصادر قولها إن مسؤولين في إدارة ترامب طلبوا من وكالات إنفاذ القانون بحث ما إذا كان بالإمكان إخراج غولن، الذي يتهمه أردوغان بتدبير محاولة انقلاب في 2016، بشكل قانوني من الولايات المتحدة.
ويطالب أردوغان منذ فترة طويلة بأن تسلم واشنطن غولن الذي ينفي أي دور له في محاولة الانقلاب ويعيش في منفى اختياري في الولايات المتحدة منذ عام 1999. وقال مسؤولون أمريكيون إن المحاكم تحتاج لأدلة كافية لتسليم رجل الدين العجوز. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن تقرير (إن.بي.سي) غير دقيق لكنه لم يخض في تفاصيل.
وقال ألب أصلان دوغان المستشار الإعلامي لغولن إنه ليس على علم بأي تحقيق أمريكي جديد. وكثف أردوغان الضغط على السعودية بعد قتل خاشقجي الذي كان مقيما في أمريكا وكان منتقدا لحكام السعودية، في القنصلية السعودية بإسطنبول حيث ذهب لتسلم وثائق مرتبطة بزواجه المقبل. ويعتبر دور السعودية ضروريا لجهود الرئيس ترامب للحد من نفوذ إيران المتنامي بالمنطقة.
هل تعود المياه إلى مجاريها بين أنقرة وواشنطن؟
01:59
وذكرت (إن.بي.سي) نقلا عن المصادر الأربعة أن إدارة ترامب أصدرت توجيهات لوزارة العدل ومكتب التحقيقات الاتحادي لإعادة فتح الملف الخاص بطلب تركيا تسليم كولن. كما طلبت الإدارة من وزارة الأمن الداخلي معلومات عن وضع كولن القانوني.
ويؤكد أردوغان أن الأمر بقتل خاشقجي صدر "على أعلى مستويات الحكومة السعودية" ويواصل الضغط على الأمير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة.
وقال المسؤول بالبيت الأبيض "البيت الأبيض لم يخض أي مشاورات تربط تسليم فتح الله غولن بوفاة جمال خاشقجي".
وقال مسؤول تركي كبير إن طلب أنقرة تسليم رجل الدين والتحقيق الذي تجريه في قضية خاشقجي مسألتين منفصلتين "وغير متصلتين بأي طريقة أو شكل".
ونقلت (إن.بي.سي) عن مصادر قولها إن إدارة ترامب وجهت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الاتحادي إلى إعادة فتح قضية تركيا التي تطالب من خلالها بتسليم غولن وطلبت أيضا من وزارة الأمن الداخلي معلومات عن وضعه القانوني.
أهم التطورات في قصة اختفاء خاشقجي
منذ لحظة الإعلان عن اختفاء جمال خاشقجي الصحفي السعودي المعارض للقيادة السعودية وسيل الأخبار والتطورات حول قضيته لا يتوقف. في ما يلي أهم التطورات في قصة اختفاءه منذ دخوله مبنى القنصلية وحتى اللحظة.
صورة من: Privat
خاشقجي من منتقدي النظام السعودي
جمال خاشقجي، الصحفي والكاتب السعودي، هو بطل قصة اختفاء لا يزال الغموض يلفها وتحيط بها السرية حتى اللحظة. عمل خاشقجي في السابق مستشارًا للحكومة. في أيلول/سبتمبر 2017، فرّ من السعودية للعيش في الولايات المتحدة خشية اعتقاله في حال عودته، حسب قوله. انتقد خاشقجي في مقالاته بعض سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ودور الرياض في الحرب على اليمن.
صورة من: Privat
تاريخ ومكان الاختفاء
في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2018، دخل خاشقجي مبنى قنصلية بلاده في إسطنبول لإتمام إجراءات مرتبطة بزواجه من خطيبته التركية و منذ تلك اللحظة اختفى أثره. وبحسب "واشنطن بوست" دخل خاشقجي إلى القنصلية حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، نقلاً عن خطيبته، التي قالت إنها رافقته ولكن لم يسمح لها بالدخول ولم يخرج خاشقجي في الساعة الخامسة بعد الظهر بعد إغلاق القنصلية رسمياً.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
تضارب أنباء حول خروجه من القنصلية
منذ الإعلان عن اختفاءه، قدمت السلطات التركية والسعودية روايتين متضاربتين بشأن خروج خاشقجي من القنصلية، إذ قالت أنقرة إنه لا توجد أدلة على أنه غادر مقر القنصلية، بينما ذكرت الرياض أنه خرج في اليوم ذاته. وما تزال السعودية تنفي رسمياً احتجاز خاشقجي وتصر على أنه غادر القنصلية وحده في اليوم ذاته.
صورة من: Reuters TV
تفتيش القنصلية
مع بدأ التحقيقات طلبت السلطات التركية تمكينها من تفتيش مبنى القنصلية، وأعربت الرياض عن استعدادها للسماح بالتفتيش. إلا أنه لحد الساعة لم يحصل ذلك بعد، رغم مطالبة السلطات التركية المتكررة. ونشرت وكالة " رويترز" صوراً للقنصلية السعودية من الداخل، حيث تحدث القنصل، عن أن خاشقجي غير موجود في القنصلية.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/A. Bolat
مصادر تركية تعلن مقتل خاشقجي
بعد مرور أربعة أيام على اختفاءه، وفي السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2018 قال مصدران تركيان إن السلطات التركية تعتقد أن خاشقجي قتل داخل القنصلية.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/L. Pitarakis
وسائل إعلام تركية تتحدث عن تفاصيل مقتل خاشقجي المزعومة
نقلت وسائل إعلام تركية تسريبات عن احتمال مقتل خاشقجي على يد "فريق موت" وصل إلى إسطنبول على متن طائرتين خاصتين. وذكرت وسائل الأعلام التركية أنه من المحتمل أن جثة خاشقجي تم تقطيعها بـ" منشار عظم". قناة تلفزيونية تركية نقلت صوراً عن كاميرات مراقبة أظهرت أعضاء "فريق الموت" السعودي المزعوم.
صورة من: www.sabah.com.tr
السيارة السوداء
ومن بين التفاصيل الأخرى التي نشرتها وسائل الإعلام التركية، هي سيارة سوداء، مظللة بالكامل ويمكن مشاهدة ما بداخلها، غادرت مبنى القنصلية السعودية بعد نحو ساعتين من دخول خاشقجي إليها، متوجهة إلى مكان مجهول. وتعتقد وسائل الإعلام التركية أن هذه السيارة ربما قد نقلت "جثة الصحفي السعودي بعد مقتله وتقطيع جثته".
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
خطة لاستدراج خاشقجي ؟
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن الاستخبارات الأمريكية رصدت اتصالات بين مسؤولين سعوديين، بحثوا خلالها مخطّط سعودي أمر به ولي العهد محمد بن سلمان، يهدف إلى استدراج خاشقجي إلى السعودية للقبض عليه، وذلك قبل اختفائه بأسبوع.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/V. Mayo
تركيا تملك الأدلة
في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2018 كشفت صحيفة "واشنطن بوست" نقلاً عن مسؤولين أمركيين وأتراك أن الحكومة التركية لديها فيما يبدو أدلة تثبت مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول. الأدلة عبارة عن تسجيلات صوتية ومصورة.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Bolat
السعودية تطالب بتحقيق مشترك
قال مصدران تركيان اليوم 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2018 إن وفدا من السعودية وصل إلى أنقرة في إطار التحقيق في اختفاء خاشقجي. وكانت السعودية قد اقترحت على انقرة تشكيل مجموعة عمل مشتركة للتحقيق. إعداد: إيمان ملوك
صورة من: picture-alliance/AA/E. Yorulmaz
10 صورة1 | 10
وقالت الشبكة إن أحد الخيارات التي تدرسها الإدارة هي محاولة إجبار غولن على الانتقال إلى جنوب أفريقيا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت إن السلطات الأمريكية ما زالت تقيم المواد التي وفرتها تركيا بشأن غولن لكن وزارة العدل هي المناطة بالأمر. وأضافت أن البيت الأبيض لم يخض أي مناقشات عن تسليمه لأنقرة.
من جهتها، رفضت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت ما ورد في تقرير "إن بي سي". وقال ناورت "تلقينا طلبات عدة من الحكومة التركية ... تتعلق بالسيد غولن". وأضافت "نواصل تحليل العناصر التي تقدّمت بها الحكومة التركية من أجل دعم طلبها بتسليمه" إليها. غير أنّ ناورت شددت على أنه "لا توجد علاقة" بين قضية تسليم غولن والضغط التركي على السعودية بشأن مقتل خاشقجي في سفارة المملكة في اسطنبول.
جانبه قال مسؤول تركي كبير إن مسألة ترحيل كولن والتحقيق في قضية مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول في الشهر الماضي موضوعان منفصلان. وأكد "لم تعرض تركيا في أي وقت تحجيم التحقيق بشأن خاشقجي مقابل ترحيل فتح الله كولن". وأضاف "ليست لدينا نية التدخل في تحقيق خاشقجي مقابل أي مكسب سياسي أو قانوني"، حسبما أوردت وكالة رويترز دون أن تكشف عن هوية المسؤول.