تكهنات بقيام البحارة البريطانيين جمع معلومات استخباراتية عن إيران
٦ أبريل ٢٠٠٧بعد ساعات قليلة من وصول البحارة البريطانيين الذين أفرجت عنهم إيران أمس الأول إلى بلادهم، كشفت مصادر إعلامية بريطانية أن مهمتهم كانت تتمثل خصوصا في "جمع معلومات استخباراتيه" عن إيران. وقال الكابتن كريس اير، أحد هؤلاء البحارة في تصريح أدلى به قبل أسره لتلفزيون "سكاي نيوز" البريطاني:" إننا نجمع أيضا معلومات استخباراتية عن إيران،" مضيفا أن هذه المعلومات تشمل "كل أنواع الأنشطة الإيرانية في المنطقة ... لأننا قريبون جدا من المنطقة الفاصلة مع إيران."
يشار إلى أنه لم تسبق إذاعة هذا الحديث الذي أدلى به الجندي من الفرقاطة كورنويل قبل أسره بأسبوع. من جانبه، أوضح وزير الدفاع البريطاني ديس براون أن "تفويض الأمم المتحدة" يسمح لهم "بجمع معلومات عن البيئة التي يعملون فيها
واشنطن:" الإفراج لا يعني تغيرا على الموقف الإيراني"
في غضون ذلك، نفى البيت الأبيض الخميس أن يكون الإفراج عن جنود البحرية البريطانية الـ 15 يعكس تغييرا في الموقف الإيراني، مؤكدا على وجوب أن تعلق طهران نشاطاتها النووية الحساسة. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي غوردن جوندرو." سيظهرون أنهم أكثر انسجاما مع الأسرة الدولية إن امتثلوا لقرارات مجلس الأمن وعلقوا نشاطات تخصيب وإعادة معالجة اليورانيوم." وقال جوندرو متحدثا للصحافيين:" إننا مسرورون لإطلاق سراح جنود البحرية.
لكننا كنا نتمنى لو لم يعتقلوهم في الأساس." وأفاد جوندرو بأن الرئيس الأميركي جورج بوش اتصل برئيس الوزراء البريطاني توني بلير من مزرعته في تكساس، حيث يقضي عطلة عيد الفصح، "مهنئا بعودة الجنود البريطانيين" من إيران.
البحارة نقلوا إلى مكان آمن
وكانت مصادر رسمية بريطانية أعلنت بعد ظهر اليوم أن الطائرة التي تقل 15 بحارا بريطانيا أفرجت عنهم إيران بعد مواجهة استمرت أسبوعين وصلت ظهر اليوم الخميس إلى انجلترا. وهبطت الطائرة القادمة من العاصمة الإيرانية في مطار هيثرو وبعد ذلك، تم نقلهم إلى طائرات هيلكوبتر أقلتهم إلى قاعدة عسكرية في تشيفينور بمقاطعة ديفون التي تبعد 200 ميل شمال غربي العاصمة البريطانية لندن.
وكان مصدر عسكري بريطاني أفاد الخميس بأن جنود البحرية البريطانية الخمسة عشر الذين أفرج عنهم في طهران سينقلون فور وصولهم إلى لندن الخميس إلى قاعدة ديفون العسكرية (جنوب غرب انكلترا) للتحقيق معهم. وأعلن ناطق باسم هيئة مطار هيثرو أن البحارة سينقلون بعد هبوط طائرتهم إلى "مكان آمن".
تجنب الضجة الإعلامية المرتبقة
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيانات صحفية إنه لن يتم عقد مؤتمر صحفي فور وصولهم إلى لندن. وأوضح المتحدث أن عائلات الجنود لن تأت إلى مطار هيثرو بل إلى قاعدة ديفون مباشرة. واضاف أن الجنود "سيخضعون لفحص طبي وسيبحثون مع مسؤوليهم العسكريين ما جرى. ثم سيغادرون القاعدة مع عائلاتهم." من جانبه، أعلن ناطق باسم قاعدة دفنبورت البحرية في بلايموث، مقر فرقاطة كرونويل التي كان يعمل على متنها جنود البحرية الخمسة عشر في الخليج أن البحارة سينقلون إلى قاعدة شيفنور البحرية قرب برنستبل للحديث معهم لساعات قبل عودتهم إلى الحياة العادية. وأضاف المتحدث أن ذلك "سيدوم حسب احتياجاتهم الشخصية وستعطى الأولوية لحالتهم النفسية".
"هدايا أحمدي نجاد"
وبعد إعلان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس الأربعاء الافراج عن الجنود الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و31 غادر المحتجزون طهران صباح الخميس على متن طائرة تابعة لشركة "بريتيش ايرويز" البريطانية. وقبل مغادرة إيران، تلقى الجنود البريطانيون هدايا من الرئيس الإيراني وحراس الثورة. ونقل التلفزيون الإيراني عن فاي تورني (26 سنة) المرأة الوحيدة في مجموعة الجنود البريطانيين قولها إنها عندما رأت جبال ومناظر طهران فهمت أن إيران بلادا جميلا وأنها ستحاول العودة إليه". وقال أحد زملائها الكومندان فليكس كرمان:" كنت سعيدا إلى حد لم أستطع النوم كامل الليل." وقال جندي ثالث:" سأقول للصحافة البريطانية الشيء الذي قلته هنا. الحقيقة أننا عوملنا بطريقة جيدة".
أكياس من الفستق
وكان الرئيس الايراني قد أعلن الأربعاء في مؤتمر صحافي "العفو" على جنود البحرية البريطانية، مؤكدا أن هذا العفو "هدية" للشعب البريطاني بمناسبة عيد الفصح. وأسر عناصر حراس الثورة الإيرانية جنود البحرية البريطانية في شط العرب بين إيران والعراق في 23 اذار/مارس.
وأكدت طهران أنهم اعتقلوا داخل مياهها الإقليمية، لكن لندن تصر على أنهم كانوا يقومون بمهمة في المياه العراقية في إطار تفويض من الأمم المتحدة. وانتهت عملية الحجز ببث برامج تلفزيونية نقلها تلفزيون "العالم" الإيراني لعناصر البحرية البريطانية الـ 15 وهم يتلقون الهدايا التي قدمها لهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في مطار طهران. وظهر عناصر البحرية وبينهم امرأة واحدة وهم يحتسون الشاي بانتظار الصعود إلى الطائرة التي أقلتهم إلى بريطانيا. وفتح عناصر البحرية البريطانية الهدايا التي قدمها لهم الرئيس الإيراني وحراس الثورة، ولا سيما أكياس تحتوي على الفستق.