تكهنات متناقضة بشأن إلغاء لقاء بين ملك المغرب وبومبيو
٦ ديسمبر ٢٠١٩
تباينت التكهنات بشأن خلفيات إلغاء لقاء كان مرتقبا بين ملك المغرب مع وزير الخارجية الأمريكي بالرباط. فهل يتعلق الأمر بخلاف بشأن أجندة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط أم بتطورات مفاجئة أجبرت بومبيو على قطع زياته للرباط؟
صورة من: Getty Images/AFP
إعلان
كان من المقرر أن يستقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي زار المغرب، إلا أن اللقاء تم إلغاؤه بسبب "ضغوطات مفترضة يُعتقد أن بومبيو كان يعتزم ممارستها على القيادة المغربية لتسريع تطبيع العلاقات مع إسرائيل" وفق ما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط، استنادا إلى أوساط دبلوماسية غربية.
واستطردت الصحيفة اللندنية، في عددها الصادر اليوم الجمعة (السادس من كانون الأول / ديسمبر 2019) أن أسباب إلغاء استقبال العاهل المغربي لبومبيو تعود إلى كون رئيس الدبلوماسية الأمريكية جاء إلى الرباط بـ«أجندة ضغط» لجهة فرض تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
ولم يصدر عن الخارجية المغربية أي توضيح بخصوص عدم استقبال العاهل لمغربي لكبير الدبلوماسيين الأمريكيين. وحسب معلومات «الشرق الأوسط» فإن بومبيو جاء حاملا في جعبته طلبا للمغرب بإقامة علاقات مع إسرائيل بمستوى العلاقات نفسه، التي أقامتها معها عام 1994، حينما فتحت تل أبيب في الرباط مكتبا للاتصال، والشيء نفسه قامت به الرباط حينما فتحت مكتبا للاتصال في تل أبيب. وترى الرباط أن الوضع في عام 1994 يختلف كليا عن الوضع في 2019.
لكن مصادر أعلامية محلية مغربية اشارت إلى تقليص زيارة بومبيو للمغرب يأتي بعد تفاقم الأزمة الداخلية في الولايات المتحدة وتصاعد مطالب عزل الرئيس ترامب، حيث رفض بومبيو أمس الخميس وهو قادم إلى المغرب، تقريرا أصدرته الكتلة النيابية للحزب الديمقراطي حول التحقيق في إمكانية عزل رئيس البلاد الجمهوري دونالد ترمب واصفا الوثيقة بالخاطئة تماما”.
وأضاف التقرير أن الكثير من "المسؤولين المقربين من ترامب ومستشاريه”، بمن فيهم بومبيو، ساعدوا الرئيس الحالي في محاولاته للضغط على السلطات الأوكرانية بشكل خفي دون إبلاغ الكونغرس.
وغادر وزير الخارجية الأمريكي، مايكل بومبيو، المغرب، مساء الخميس، دون أن يلتقي الملك محمد السادس، كما ألغى الندوة الصحفية التي كانت مقررة في ختام زيارته للمغرب، ولم يعط أي طرف توضيحاً حول أسباب اختصار زيارة بومبيو الأولى من نوعها للمغرب.
وقال مصدر في الخارجية المغربية لوكالة سبوتنيك الروسية أن "بومبيو غادر على وجه السرعة المغرب مساء الخميس”. واكتفى بومبيو بعقد مباحثات مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، والمدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي، ووزير الخارجية ناصر بوريطة.
من جانب آخ،ر ينظر المغرب بريبة إلى اللقاء، الذي أجراه بومبيو مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأربعاء المنصرم في العاصمة البرتغالية لشبونة، قبيل قدومه إلى الرباط. وحسبما قال مسؤولون أمريكيون بالخارجية الأمريكية نهاية الشهر الماضي، تعتبر الولايات المتحدة المغرب شريكا في تحقيق أهدافها في المنطقة، بما في ذلك تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ح.ع.ح/ح.ز(رويترز ومصادر مغربية)
الملكيات العربية.. دكتاتورية أم إصلاحية؟
في وقت تمر فيه عدة دول عربية ذات نظام جمهوري بأزمات واضطرابات، تشهد الدول العربية ذات الأنظمة الملكية استقراراً نسبياً. فهل يوظف الملوك العرب نظام الحكم الملكي للقيام بالإصلاح أم لتعزيز سلطاتهم الفردية؟
محمد السادس.. خطوات إصلاحية
قام ملك المغرب، محمد السادس، بخطوات إصلاحية. فقد جعل قانون الأسرة أكثر انفتاحاً، وأصبحت اللغة الأمازيغية في عهده لغة رسمية في البلاد. كما أنشأ "هيئة الإنصاف والمصالحة" بعد الحكم الاستبدادي في عهد أبيه، الحسن الثاني. وقد جاءت كثير من خطواته الإصلاحية بعد احتجاجات "الربيع العربي" التي بدأت في عام 2011. ويتهمه معارضون بأنه يعمل على تحويل الدولة إلى ملكية عائلية استبدادية.
صورة من: picture-alliance/abaca/L. Christian
عبدالله الثاني: ملك على دولة فقيرة
يقود ملك الأردن، الملك عبدالله الثاني، بلده -الذي يعتبر من أفقر البلدان العربية- في وقت تواجه فيه المملكة تحديات كبيرة. فخزائن الدولة فارغة وأزمة اللاجئين القادمين من الدول المجاورة تثقل كاهل ميزانية الدولة وقطاعاتها الخدمية. ويعمل الملك عبدالله الثاني من خلال أسلوبه المرن في الحوار على مواجهة الأصولية الدينية في المملكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
سلمان بن عبدالعزيز وابنه: استبداديون
بعد أن عين الملك سلمان بن عبدالعزيز ابنه محمد ولياً للعهد، يحكم محمد بن سلمان المملكة العربية السعودية بيد من حديد. ورغم أن بن سلمان يعمل على انفتاح المملكة، على الأقل ثقافياً واجتماعياً، لكن هذا الانفتاح لا يشمل الجانب السياسي. وفي وقت يحاول فيه ولي العهد الشاب تحديث اقتصاد المملكة، إلا أنه يتمسك بقوة بالهيكل التقليدي للسلطة، وتوجه إليه اتهامات في قضية مقتل الصحفي خاشقجي.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. Press
محمد بن زايد: رجل الإمارات القوي
رغم أن أخاه خليفة بن زايد هو رئيس دولة الإمارات، إلا أن ولي العهد محمد بن زايد هو الحاكم الفعلي لأبو ظبي.
ويعمل رجل الإمارات القوي إلى جانب السعودية ومصر، على محاربة الإسلام السياسي الذي يرونه تهديداً وجودياً لبلدانهم والمنطقة. وتُتهم الإمارات وحلفاؤها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن، بالإضافة إلى دعم قوات المشير حفتر في ليبيا، والمجلس العسكري في السودان.
صورة من: picture alliance/Photoshot
تميم بن حمد: أمير يحاصره الجيران
يقود أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إمارته الصغيرة في أوقات عصيبة، حيث يقاطعها جيرانها الخليجيون بسبب علاقاتها الجيدة مع إيران، كما يتهمونها بـ"دعم الإرهاب" في الشرق الأوسط. وتتمتع قطر بعلاقات وثيقة مع تركيا، كما أن لديها اتصالات مع حركة حماس في قطاع غزة.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
البحرين.. الأولوية لحماية الملكية
تولى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الحكم بعد وفاة والده عام 1999، بعد أن أصبح ولياً للعهد عام 1964 وعمره كان حينها 14 عاماً. في أوج أحداث "الربيع العربي" شهدت مملكة البحرين أحداثاً سياسية كادت أن تعصف بالأسرة المالكة لولا تدخل قوات درع الجزيرة. تأزم العلاقة مع المعارضة الشيعية وقمعها الشديد بالسجن والإعدامات، يضع الإصلاحات الموعودة على المحك في بلد يعيش تحت "عباءة" الشقيقة الكبرى: السعودية.
صورة من: picture alliance/dpa/R. Jensen
التوازن الصعب
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عمل وزيراً للخارجية لمدة 40 عاماً قبل أن يتولى السلطة عام 2006، بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح. نُقل إليه العرش بسبب مرض الشيخ سعد العبد الله الصباح، الذي لم يتول العرش سوى لأسبوعين فقط. يقود الشيخ صباح الإمارة الصغيرة وسط عدم استقرار حكومي، وخارجياً بسياسة أقرب ما تتصف بـ "التوازن الصعب" في جوار مضطرب بسبب الصراع الإيراني السعودي.
صورة من: Getty Images/M. Wilson
السلطان بن قابوس: رجل التوازنات
منذ عام 1970 والسلطان قابوس بن سعيد يحكم سلطنة عمان بهدوء. وقد عمل على تطوير البلد الذي كان متخلفاً في السابق وجعله في حالة من الرخاء النسبي. وتوصف سلطنة عمان بأنها ليبرالية نسبياً، كما أنها تتوسط لحل العديد من الأزمات، مثل الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
كرستين كنيب/ م.ع.ح