تكوين الأئمة في ألمانيا.. في صلب نقاشات "مؤتمر الإسلام"
٢٨ نوفمبر ٢٠١٨
في "مؤتمر الإسلام" الرابع يجري الحديث حول قضايا مثل الاندماج وحياة المسلمين في ألمانيا. لكن هناك قضية مهمة تشغل بال المعنيين، تتعلق بمسألة إعداد الأئمة، حيث يجري التأكيد على معرفتهم للغة الألمانية ودراستهم في ألمانيا.
إعلان
افتتح وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر النسخة الرابعة من "مؤتمر الإسلام" في برلين اليوم الأربعاء (28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018). وقال زيهوفر إن المسلمين ينتمون إلى ألمانيا ولهم نفس الحقوق والواجبات مثل كافة المواطنين الألمان الآخرين.
"مبادرة الإسلام العلماني" بألمانياـ تيار ليبرالي بمفهوم جديد للإسلام
01:57
ويشارك في المؤتمر 240 شخصية ويستمر لمدة يومين. ويلتقي فيه ممثلون عن السياسة والاتحادات الإسلامية بألمانيا وكذلك شخصيات ليبرالية مسلمة. ومن القضايا المهمة التي يشهدها مؤتمر الإسلام هذه المرة قضية إعداد الأئمة من داخل ألمانيا.
فقبل انطلاق المؤتمر طالب وزير الصحة الألماني والمرشح لخلافة المستشارة أنغيلا ميركل في رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي، ينس شبان، بتدريب الأئمة في ألمانيا وبضرورة إجادتهم للغة الألمانية. وأضاف في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء أن الاندماج لن يحالفه النجاح على نحو دائم إلا "عندما تعتبر الاتحادات الإسلامية نفسها اتحادات إسلامية ألمانية وليست تركية على سبيل المثال". وذكر شبان أنه لا ينبغي للمساجد في ألمانيا الحصول على تمويل من الخارج.
ومن جانبه طالب أيمن مزيك، رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا بخطوات ملموسة من أجل تكوين الأئمة في ألمانيا. وقال اليوم الأربعاء لإذاعة "زود فيست روندفونك" موجها حديثة لرجال السياسة: إن من السهل المطالبة بشيء ما "ثم يختفي" بعد ذلك. "يجب إنشاء معهد على الأقل لإعداد الأئمة".
وفي نفس الوقت أظهر مزيك قناعته بأن الجزء الأكبر من المسلمين مندمجون في ألمانيا وقال "بالنسبة للمساواة والمعاملة المتساوية والاعتراف (بالحقوق) مازالت هناك أشياء ينبغي تحسينها".
صعوبات في طريق تكوين الأئمة بألمانيا
أما ماركوس كربر، سكرتير وزارة الداخلية والمسؤول عن تنظيم مؤتمر الإسلام، فيريد تحقيق خطا تقدم بخصوص تكوين الأئمة في الدورة التشريعية الحالية. لكن رغم ذلك يرى أن هناك مئات من الطلبة المسلمين الألمان، الذين يدرسون الدين الإسلامي غير أنهم لا يمكنهم بعد الدراسة العمل كأئمة بسبب غياب التطبيق العملي في ختام تلك الدراسة، حسبما صرح كربر الأربعاء لوكالة الأنباء الإنجيلية (ي ب د). وأضاف كربر أنه "على مدار سنوات توطدت هياكل تعتمد على استقدام الجمعيات لأئمة من الخارج، وحل تلك الهياكل قد يستغرق سنوات ويمكن للحكومة الألمانية وحكومات الولايات تقديم الدعم للمسار الانتقالي، بما في ذلك الدعم المادي".
وفي المقابل يشكك بولنت أوشار، الأستاذ بجامعة أوزنابروك والخبير بشؤون الإسلام في إمكانية تطبيق عملية تكوين الأئمة في ألمانيا وقال لوكالة "ي ب د": منذ سنوات تتكرر جلسات الحوار فقط وإعلان النوايا وأنا الآن حائر، فهناك حديث دون فعل ومثال على ذلك معهد إعداد الأئمة، الذي أطالب به من مدة طويلة كجزء عملي لتكوين الأئمة".
ص.ش/و.ب (د ب أ، أ ف ب، ي ب د)
ألمان مسلمون وعرب في واجهة المشهد السياسي بألمانيا
شهدت السنوات الأخيرة تصدر عدد من الألمان من ذوي الخلفيات المسلمة والعربية المشهد السياسي. هذه جولة مصورة للتعرف على أبرز هذه الشخصيات، ومنابتها، ومسيرتها السياسية وأهم المناصب التي تبوّأتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
سوسن شبلي(36 عاماً) ولدت لأب وأم فلسطينيين، لا يجيدان القراءة والكتابة، في برلين الغربية. عانت في طفولتها بسبب عدم قبول طلب لجوء عائلتها. حصلت سوسن على شهادة جامعية في العلوم السياسية. وفي عام 2010 عينت رئيسة لقسم حوار الثقافات في وزارة داخلية حكومة برلين. وفي عام 2014 تسلمت منصب نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية.
صورة من: picture alliance/AA/M. Kaman
آيدن أوزغوز(49 عاماً)، المولودة لوالدين تركيين يعملان في تجارة المواد الغذائية، هي نائبة منذ عام 2009 في البرلمان الاتحادي الألماني(البوندستاغ). كما عينت عام 2011 كواحدة من ستة نواب لرئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي. منذ ديسمبر 2013 كلفت بشؤون الهجرة والاندماج واللاجئين في المستشارية الألمانية (بمنصب وزيردولة).
صورة من: T. Schwarz/AFP/Getty Images
يحتفظ طارق الوزير(45 عاماً)، المولود لأب يمني وأم ألمانية، منذ عام 1995 بعضويته كنائب في برلمان ولاية هيسن. وترأس كتلة حزبه، حزب الخضر، في برلمان الولاية بين الأعوام 2000 و2014. ويشغل منذ يناير 2014 منصب نائب رئيس حكومة ولاية هيسن، ووزير الاقتصاد والطاقة والنقل والتنمية في نفس الحكومة.
صورة من: picture-alliance/dpa
كان جيم أوزديمير(51 عاماً) أول ألماني من والدين تركيين يفوز بعضوية البرلمان الاتحادي الألماني(البوندستاغ) في عام 1994. كما كان عضواً في البرلمان الأوروبي بين الأعوام 2004 و2009. ومنذ عام 2008 يشغل أوزديمير منصب أحد رئيسي حزب الخضر الألماني.
صورة من: DW/A.S. Brändlin
ولدت ياسمين فهيمي(49 عاماً) في هانوفر لأب إيراني وأم ألمانية. كانت عضوة المكتب التنفيذي الاتحادي للمنظمة الشبابية التابعة للحزب الاشتراكي الديمقراطي، كما كانت نائبة رئيس الحزب في هانوفر. وشغلت بين عامي 2014 و2015 منصب الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أقدم الأحزاب في ألمانيا. ومنذ يناير من هذا العام تشغل فهيمي منصب سكرتيرة دولة في وزارة العمل الاتحادية.
صورة من: picture-alliance/dpa
محترم آراس(50 عاماً). قدمت عائلتها من تركيا إلى ألمانيا عام 1978. بدأت مسيرتها السياسية عام 1992 وتدرجت في المناصب، فشغلت منصب رئيس حزب الخضر في شتوتغارت، ثم أصبحت عام 2011 أول مسلمة تدخل برلمان ولاية بادن فورتمبيرغ. في 11 آيار 2016 أصبحت أول مسلمة تفوز برئاسة برلمان ولاية ألمانية (ولاية بادن فورتمبيرغ).
صورة من: picture-alliance/dpa/C.Schmidt
رائد صالح الماني من أبوين فلسطينيين عمره (39 عاماً) انتسب إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1995. وتدرج في المناصب الحزبية والرسمية: لا يزال يحتفظ بعضويته كنائب في برلمان ولاية برلين منذ عام 2006، ويترأس كتلة الحزب النيابية في برلمان برلين منذ عام 2011. وقد رشح نفسه لمنصب عمدة العاصمة عام 2014 ولكنه لم يفز بالمنصب.
صورة من: Reuters/Axel Schmidt
الألماني يونس وقاس(28 عاماً) المولود لأبوين مغربيين، أهتم بالسياسية في فترة مبكرة من حياته. فانتمى إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ومنظمته الشبابية. ثم أصبح بين الأعوام 2008 و2010 رئيساً اتحادياً لمنظمة التلاميذ المقربة من الحزب. ثم شغل بين الأعوام 2012 و2014 عضوية الهيئة الإدارية الاتحادية للحزب.