1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تمثال الحمار في كردستان ضحية "إرهاب فكري"

٢٥ أبريل ٢٠١٢

بعد أن أزيح الستار مؤخرا على أول تمثال "للحمار" في محافظة السليمانية شمالي العراق، والمدعوم من قبل "حزب الحمير" الكردستاني، انقسم الشارع الكردي ما بين مؤيد لفكرة تكريم هذا الحيوان ومعارض لها. التفاصيل في تقرير DW/ عربية.

 Main title\ Monument to the donkey in Kurdistan.   Photo titl\ Monument of the donkey is the first in Iraq , Sulaymaniyah, Iraq.   Place and ,Date: Baghdad, iraq, April,25,2012.   Copy Right/ Photographer: Munaf Al-saidy
Esel Statueصورة من: Munaf Al-saidy

في 11 نيسان/ أبريل الجاري تم في متنزه نالي وسط محافظة السليمانية رفع الستار عن تمثال "الحمار الأنيق" ليكون رمزاً لـ"حزب الحمير"، وهو حزب سياسي في إقليم كردستان بالعراق. لكن يبدو إن الانقسام الذي أثاره نصب الحمار في زي بشري من عمل النحات الكردي زيرك ميرة، انتهى بقيام مجهولين بتحطيم أجزاء منه. فقد أعلنت وسائل اعلام كردية أن مجهولين استخدموا المعاول والمطارق تحت جنح الظلام لتهشيم رأس الحمار. ووصف الفنان ميرة هذا العمل بأنه يشكل "إرهابا فكريا".

الانقسام الذي راح ضحيته تمثال "الحمار الأنيق" بدأ منذ انطلاق فكرة إقامته أصلا ومن موقف الحزب الذي يمثله، حيث يرأى بعض الأكراد أن الحمار كحيوان كافح جنبا إلى جنب مع مواطني كردستان طوال سنين النضال ضد حكم البعث في العراق وذلك من خلال نقل السلاح إلى المناطق الوعرة في جبال الإقليم وأيضا من خلال مشاركته في عمليات الكر والفر. غير أن آخرون وجدوا في الرمز الحيواني للتمثال إهانة "للمثقف الكردي".

تقدير واحترام

ويعتقد مدرس اللغة الكردية هيوا عزيز (30 عاماً) أن الحمار يستحق كل التقدير والاحترام من طرف الشعب الكردي ولذلك "يجب تكريمه بشكل كبير و ليس فقط بتمثال، على اعتبار أن جزء من حضارة الإقليم بنيت على ظهر الحمار و دون تذمر"

مدرس اللغة الكردية هيوا عزيز: كل التقدير والإحترام للحمارصورة من: Munaf Al-saidy

ويضيف أستاذ اللغة الكردية بإحدى مدارس محافظة السليمانية في حديثه مع DW/ عربية أن "صفة الصبر تجمع هذا الحيوان بعلاقة أبدية مع الإنسان "، داعياً الأكراد إلى عدم إنكار الذات قائلا: "نحن نعتبر الحمار رمزا للغباء في حين أنه يساند الإنسان دائماً من غير ملل".

وتتفق الطالبة بهار رسول (26عاماً)، مع ما قاله عزيز وفي المساهمة الواضحة للحمار "في نيل حرية واستقلالية الشعب الكردي"، وفي نضاله من "أعالي جبال كردستان التي رسمت أجمل لوحات الصبر وكتبت أروع ملاحم الفداء آنذاك". وتؤكد الطالبة في الدراسات العليا بقسم الجغرافية في جامعة السليمانية "يعجبني التمثال كثيراً" وتضيف أنه من الضروري "تفعيل القوانين والتشريعات التي تحاسب كل من يعامل هذا الحيوان الخدوم بقسوة".

"إهانة لمثقفي كردستان"

وعلى الجانب الآخر يرفض الفنان النحات هاوكار عمر(35 عاماً) مثل هذه المواقف تجاه الحمار ويعتبر أن النصب التمثالي يشكل "إهانة للمثقفين في كردستان"، وفي ذلك يشير الفنان عمر الى وجود " رسالة سياسية خلف العمل الفني للتمثال، تهدف الى إهانة مثقفي وسياسيي كردستان من خلال ارتداء الحمار لربطة العنق ومن خلال مجموعة الأقلام التي تعتلي جيبه".

وفي حديثه مع DW/ عربية يتسائل عمر "هل يعقل ان يكون الحمار أفضل من رجال كردستان الذين وهبوا دمائهم في سبيل أرضهم وحرية شعبهم؟"، في إشارة إلى عدم اقامة نصب للشخصيات الكردية حتى الآن، بهدف التذكير بهم وتخليد انجازاتهم. ويعبر عمرعن خيبة أمله قائلا: "لا أعرف كيف يفكر البعض!".

الأستاذ بجامعة أربيل آدام بيدار: " لا أعرف كيف يفكر البعض"صورة من: Munaf Al-saidy

أما آدم بيدار أستاذ علم الشريعة الإسلامية بجامعة صلاح الدين في اربيل فإنه يجد أن فكرة تشكيل حزب باسم الحمير أو وضع نصب يمجد الحمير لن يفيد هذا الحيوان في شيء فهو " يعاني من الظلم والقسوة في قرى ومدن كردستان". ثم يضيف قائلا: " إذا كان الحمار بهذه الأهمية لهذا الحزب أو الجماعة التي استعارت اسمه فيجب عليها أن تتخلى عن المظاهر من خلال وضع التماثيل، وتعمل جادة على حماية حقوقه والرفق به".

الصبر: صفة مشتركة

عمر كلول رئيس "حزب الحمير" يقول في حوار مع DW/ عربية: إن "القاسم المشترك بين الحمار والشعب الكردي يتجلى في التحلي بالصبر على مواجهة الظلم والقسوة". في إشارة إلى نضال وثورة الأكراد ضد النظام السابق. ويفتخر كلول بأن حزب „الحمير" تأسس عام 1997 في إقليم كردستان العراق، ثم حصل على اعتراف رسمي من حكومة الإقليم عام 2005، وهو فخور بإقامة أول نصب تذكاري لحزبه، مشيراً إلى إن "رأس الحمار في النصب أصبح شامخاً بعد أن خذله العديد من السياسيين".

تمثال الحمار للتذكير بمساهماته القيمة في أعمال النضالصورة من: Munaf Al-saidy

وعن الأهداف التي يسعى الحزب إلى تحقيقها يضيف مؤسس الحزب الذي لقب نفسه بـ "عفلق الحمير" كتسمية بديلة للامين العام للحزب بقوله إن "هدف حزبه الأساس يتمثل في تعايش الناس بسلام كالحمير (...) فالحمار لا يقتل أخاه الحمار بسبب منصب أو اختلاف الفكر أو الديانة أو القومية".

ويسمي كلول مكتبه السياسي بـ "الخان"كما يسمى باللغة الكردية وهو مكان نوم الحمير، وتسمى المكاتب الفرعية بـ"الإسطبل"، كما يطلق على المنظمات الحزبية اسم "المعلف". ويبلغ عدد أعضاء حزب الحمير نحو 000 12 عضو باختلاف مراتبهم العضوية، كما يؤكد كلول. وتتدرج مراتب الأعضاء بين"الجحش" أي (صغير الحمار) وبين „شبيبة الحمار" و "الحمار الكبير" وهي أعلى مرتبة في الحزب، ويتبادل أعضاء الحزب كلمة "أنت حمار" للتعبير عن الاحترام المتبادل بينهم، بعكس الإستخدام الشائع عند عامة الناس.

مناف الساعدي/ السليمانية

مراجعة: عبدالحي العلمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW