تمديد الانتخابات السودانية يومين إضافيين
١٢ أبريل ٢٠١٠أعلنت لجنة الانتخابات السودانية اليوم الاثنين (12 نيسان/ أبريل) تمديد التصويت في الانتخابات يومين إضافيين لتنتهي في السادس عشر من الشهر الجاري. وكانت عدة شكاوى قد وردت من مختلف أنحاء البلاد حول صعوبات تعترض وصول الناخبين إلى صناديق الاقتراع. وقال الأمين العام للمفوضية إن التمديد يشمل جميع أنحاء السودان.
وكان الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر قد توقع تمديد عملية التصويت بسبب الارتباكات التي شابتها. وصرح كارتر، الذي يشارك في مراقبة الانتخابات، للصحافيين اليوم إثر اجتماع مع الزعيم السوداني الجنوبي سيلفا كير "لا اعتقد أن هناك شك في انه سيتوجب تمديد فترة الاقتراع".وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان ( المتمردون السابقون في الجنوب) قد طالبت بتمديد فترة الانتخابات أربعة أيام لتصبح سبعة بدل ثلاثة.
وشهدت الانتخابات التشريعية والرئاسية في السودان، في يومها الثاني، ارتباكات وتحدث بعض المراقبين عن تجاوزات في مناطق مختلفة من البلاد، ولم تسجل حوادث أمنية تذكر. من جهته أكد المتحدث باسم رئيس بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي نور الدين المازني انه لم تسجل أي تجاوزات أمنية في إقليم دارفور عموما منذ بدء عملية الاقتراع.
ارتباكات في عملية الاقتراع
وأفاد مراقبون لعملية الاقتراع أن إقبال الناخبين على مراكز الاقتراع كان ضعيفا وقال تحالف منظمات المجتمع المدني (تمام)، الذي يراقب الانتخابات، إن نسبة المشاركة لم تتجاوز 20 في المائة في اليوم الأول. واعتبر التحالف أن هذه النسبة "متدنية جدا". من جهتها لم تصدر المفوضية القومية للانتخابات معلومات بشأن نسبة المشاركة في اليوم الأول من الانتخابات. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين أكثر من ستة عشرمليون ناخب سوداني.
وانتقد مراقبون وبعض ممثلي أحزاب المعارضة سير عملية الاقتراع وسجلوا حالات تأخير في فتح المراكز وعدم فتح بعضها وارتباكا في وصول بطاقات الناخبين. ورصد تحالف المجتمع المدني (تمام) "تجاوزات وأخطاء خلال عملية الاقتراع" وقال إن "من شأنها أن تؤثر على مصداقية عملية الاقتراع التي لا تجري أصلا في بيئة سياسية مهيأة لتنظيم انتخابات ديمقراطية بعد 21 عاما من الحكم الشمولي".
من جهتها ذكرت الشبكة السودانية للانتخابات والديمقراطية، التي تتابع الانتخابات في تقريرها عن اليوم الأول للاقتراع، أن نحو خمسين مركزا لم تجر فيها الانتخابات يوم الأحد. كما رصد مندوبو حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة حسن الترابي "مائة اختراق في مختلف ولايات السودان". لكن يبدو أن الأمور بدأت تنتظم خارج الخرطوم مع بعض الارتباك بالنسبة للناخبين.
وفي ولاية كسلا شرق السودان، حيث لم يتم التصويت نهائيا في سبعة مراكز ريفية، صرح مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض لمنصب الوالي مجذوب أبو موسى لوكالة الأنباء الفرنسية انه "أعيد فتح المراكز لكن تم تغيير مقراتها، وهذا أحدث ارتباكا لدى الناخبين، وهي عملية مقصودة للتأثير على النتيجة"، كما قال. وفي الفاشر،عاصمة شمال دارفور، تمكن الناخبون في مخيم أبو شوك للنازحين من الإدلاء بأصواتهم منذ الصباح الاثنين بعد أن تأخر التصويت يوم الأحد لأسباب لوجستية. ولم تسجل سوى نسبة ضئيلة من النازحين في كشوف الناخبين بسبب خشيتهم من أن يؤدي ذلك إلى تثبيتهم في المخيم وفقدانهم حقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها بسبب النزاع المسلح الدائر منذ 2003 في ولايات إقليم دارفور الثلاث.
الانتخابات "ليست حرة" بالنسبة لمن لا يستطيع الإدلاء بصوته
وحول تقييمه لسير عملية الاقتراع والأجواء التي تجري فيها قال رمضان شان ليول أمين عام مجلس الكنائس السودانية في حوار مع دويتشه فيله بأنها "هادئة عموما". وقال إن الناخبين "سعداء لكونهم يصوتون للمرة الأولى في حياتهم، لكنهم ربما لن يكونوا سعداء عندما لا يجدون أسماءهم في لوائح الناخبين"، الأمر الذي يحدث ارتباكات للناخبين وخصوصا في القرى. وفي رده على سؤال عن رأيه فيما إذا كانت الانتخابات حرة ونزيهة قال رمضان "لا أريد قول ذلك، ولاسيما عندما لا يستطيع الإنسان أن يصوت، أو عندما لا يجد اسمه على لائحة الناخبين، فهذه ليست انتخابات حرة بالنسبة إليه".
وتعتبر نتيجة الانتخابات الرئاسية، برأي معظم المراقبين، محسومة لصالح الرئيس عمر البشير من الجولة الأولى بعد انسحاب مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان ومرشح حزب الأمة الصادق المهدي من السباق، ولكن يتوقع أن تشهد انتخابات البرلمان والولايات مفاجآت نظرا لتعدد الولاءات العشائرية في السودان.
وتقدم لهذه الانتخابات في الإجمال 14 ألف مرشح ويشرف عليها نحو 840 مراقبا دوليا وعربيا بالإضافة إلى الآلاف من المراقبين المحليين.
(م.س / ا.ف.ب / د.ب. أ/ رويترز / دويتشه فيله)
مراجعة: أحمد حسو