أقرّ رئيس برشلونة خوان لابورتا أن تمديد عقد "البرغوث" كان سيشكّل "مخاطر مالية" للنادي الكاتالوني الذي يرزح تحت ضائقة مالية، مؤكداً أنه قام "بما هو أفضل لمصلحة" النادي.
إعلان
قال خوان لابورتا رئيس برشلونة اليوم الجمعة (السادس من آب/أغسطس 2021) إن ناديه لم يملك أي خيار سوى عدم تجديد عقد ليونيل ميسي بسبب لوائح اللعب المالي النظيف لرابطة الدوري. وأشار لابورتا إلى أن برشلونة وميسي أرادا التوقيع على عقد جديد لكن الرواتب تمثل 110 في المئة من إيرادات النادي الحالية وهو ما يعني أن النادي ينفق أكثر من سمتوى مداخيله، وبالتالي "هي مخاطرة مالية". وشدد لابورتا في مؤتمره الصحفي على أن "النادي أهم من أي شيء آخر، حتى وإن تعلق الأمر بأفضل لاعب في العالم".
برشلونة أولا!
وأوضح لابورتا أن برشلونة توصل لاتفاقين مع ميسي أولهما التجديد لعامين على أن يتم دفع الراتب على مدار خمسة أعوام والاتفاق الثاني كان لخمسة مواسم. ويشمل الاتفاق الثاني تخفيض راتب ميسي بنسبة 50 في المئة سنوياً. لكن من المتوقع أن تقلص قواعد اللعب المالي النظيف في الدوري الإسباني، حد رواتب برشلونة إلى أقل من 200 مليون يورو هذا الموسم، ما دفع لابورتا إلى استنتاج أنهم غير قادرين على إتمام الصفقة.
دعم المواد الغذائية في مصر.. محطات وأزمات لا تُنسى
منذ عقود تطبق الحكومات المصرية برامج لدعم عدد من السلع الأساسية. وقد اختلفت طبيعة تلك السلع وكميتها بحسب الاحتياجات والظروف الاقتصادية والاجتماعية، وحظي الخبز بالقسم الأكبر من الدعم في تلك البرامج المطروحة للنقاش مجددا.
صورة من: Amr Abdallah Dals/Reuters
1910 - نهاية الحرب العالمية الاولى
في العقد الثاني من القرن الماضي اتخذت مصر لفترة طويلة خطوات للحفاظ على أسعار الخبز بأسعار معقولة. وبعد فترة وجيزة من نهاية الحرب العالمية الأولى، استوردت القمح ودقيق القمح من أستراليا وباعته بخسارة في متاجر مملوكة للحكومة في محاولة لخفض الأسعار المحلية.
صورة من: Glasshouse Images/picture alliance
الأربعينيات - آثار الحرب العالمية الثانية تصل المجتمع المصري
استحدثت مصر نظام التوزيع بالبطاقات لكافة المواطنين لمواجهة شح عدد من السلع الأساسية إبان الحرب التي أثرت بشدة على مستوى المعيشة، وذلك من خلال برنامج بلغت قيمته مليون جنيه مصري. في بعض الأحيان، كان يتم دعم المواد الغذائية ومواد أساسية أخرى شهرياً كالسكر، وزيت الطعام، والشاي والكيروسين. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية واستقرار الأوضاع التجارية والاقتصادية عالمياً تم إلغاء الدعم الحكومي.
صورة من: Courtesy Everett Collection/picture alliance
الخمسينيات والستينيات - مظلة الدعم تمتد وتتسع
وسعت مصر نظام دعم المواد الغذائية، لكن تكلفة دعم القمح كانت ضئيلة في سنوات عديدة. شمل الدعم كل القطاعات، فيما قدمت الحكومة دعماً غير مباشر لهيئات حكومية لسد العجز لديها كالنقل العام والكهرباء والمياه والسكك الحديدية والوقود وغيرها. بدأ استخدام البطاقات التموينية لتوفير سلع رئيسية نقصت بعد 1967 نتيجة للحرب وتمكن المواطن من الحصول على حصص شهرية شملت الدقيق والسكر والصابون والأرز وزيت الطعام.
صورة من: Erich Lessing/akg-images/picture-alliance
عقد السبعينيات - أزمة إمدادات القمح العالمية تصل مصر
تمت إضافة بعض السلع التموينية مثل البقوليات وبعض المجمدات مثل الدجاج واللحوم، مع الإبقاء على دعم المواصلات والكهرباء والمحروقات لتصل قيمة الدعم المباشر عام 1970 إلى نحو 20 مليون جنيه. لكن زيادة حادة في أسعار القمح بالسوق العالمية أوائل السبعينيات أدت إلى ارتفاع تكلفة دعم المواد الغذائية الذي بدأ يستحوذ على نسبة كبيرة من الإنفاق الحكومي.
صورة من: Michel Dieuzaide/akg-images/picture alliance
1977 وانتفاضة الخبز
أعلن الرئيس الراحل أنور السادات عن زيادة أسعار بعض المواد الغذائية والسلع، كالخبز والشاي والأرز والسكر واللحوم والمنسوجات وغيرها من السلع الضرورية بنسبة تصل إلى الضعف، ما تسبب بغضب شعبي عارم وأحداث عُرفت وقتها بانتفاضة الخبز، وهذا ما دفع الحكومة لحظر التجوال ونزل الجيش إلى الشارع للسيطرة على أعمال تخريب استهدفت مبانٍ حكومية ومحلات تجارية. ولم يعد الهدوء حتى تراجعت الحكومة عن قراراتها.
صورة من: UPI/dpa/picture-alliance
الثمانينيات والتسعينيات - زيادات طفيفة في سعر الخبز
بقيت أسعار الخبز المدعوم عند نصف قرش حتى منتصف 1980، ثم تقرر زيادة سعره إلى قرش واحد. وخلال عام 1984 رفعت الحكومة سعر الخبز المدعوم إلى قرشين واستمر ذلك حتى عام 1988 عندما تقرر زيادة سعره إلى 5 قروش. خفضت مصر ببطء برامج الدعم خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات. وفي حين لم يتم رفع أسعار الخبز بشكل مباشر، تم إدخال تغييرات طفيفة تتعلق بحجم وجودة الأرغفة، مما ساعد في تقليل تكلفة البرامج.
صورة من: Herve Champollion/akg-images/picture-alliance
2011 - "عيش - حرية - عدالة اجتماعية"
"عيش" (خبز) كانت الكلمة الأولى في الشعار الرئيسي لانتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك. كانت الإشارة إلى "العيش - الخبز" رمزية كإشارة إلى عدم وجود ما يكفي من الوظائف وانخفاض الدخل لدى شرائح عديدة من المواطنين الذين لجأ عدد كبير منهم إلى العمل في وظيفتين وحتى ثلاث وظائف لسد الاحتياجات الأساسية من تعليم وصحة وغذاء وسكن. وفي ميدان التحرير رسم فنانو الغرافيتي "العيش" على الجدران.
صورة من: Amr Nabil/AP/picture alliance
2013 إلى اليوم
اتخذت الحكومة منذ 2013 عدة قرارات متعلقة برفع الدعم عن كثير من الخدمات والسلع، كان أبرزها رفع متتالي لأسعار الكهرباء والغاز الطبيعي والوقود، وامتد الأمر مؤخراً إلى حديث عن رفع الدعم عن رغيف الخبز، بهدف توفير الأموال اللازمة لمنظومة التغذية المخصصة للمدارس بقيمة 8 مليارات جنيه مصري. وتوفر الحكومة حاليا رغيف الخبز المدعوم لنحو 60 مليون شخص، بمعدل 5 أرغفة للفرد يومياً، بسعر 5 قروش للرغيف الواحد.
صورة من: Amr Nabil/AP/picture alliance
8 صورة1 | 8
وقال لابورتا إنه من أجل احترام معايير رابطة الدوري كان لا بد من الموافقة على عملية إعادة رهن النادي بشكل أساسي وهو ما كان سيؤثر على برشلونة على مدار 50 عاما المقبلة من حيث حقوق البث التلفزي. وأضاف "لا يمكن تعريض المؤسسة لخطر أكبر". وكشف لابورتا أن الخسائر المالية للنادي جراء تداعيات جائحة فيروس كورونا بلغت ضعف المتوقع. وتابع: "علينا المضي قدما. لن نحاول التوصل لحل لتطبيق معايير رابطة الدوري بتعريض النادي لخطر على مدار 50 عاما المقبلة".
"انتقلنا من سيء إلى أسوأ"
وأشار رئيس برشلونة إلى أن الوضع المالي للنادي الذي ورثه من الإدارة السابقة بقيادة جوسيب ماريا بارتوميو كان "أسوأ كثيرا" مما توقع. وقال "قلت إننا سنفعل ما في وسعنا للإبقاء على ميسي في برشلونة في نطاق الوضع المالي للنادي"، موضحا: "توصلنا لاتفاق لكننا لم نستطع التوقيع الرسمي بسبب الوضع المالي للنادي وهو ما يعني أننا لا نستطيع تسجيل اللاعب بسبب سقف الرواتب. لا أريد الاستمرار في الحديث عن الموقف الذي ورثناه وقرارات كارثية تم اتخاذها في الماضي، انتقلنا من سيء إلى أسوأ".
ودفع النادي الكاتالوني غالياً ثمن تعاقدات سابقة فاشلة مع لاعبين مقابل مبالغ باهظة، منها البرازيلي فيليبي كوتينيو والمهاجم الفرنسي عثمان ديمبيليه في صفقتين كلفتا خزينة النادي قرابة 300 مليون يورو مجتمعتين.
يذكر أن ميسي انضم إلى برشلونة وعمره 13 عاما وهو هدّاف برشلونة عبر العصور والأكثر مشاركة في المباريات، حيث أحرز 672 هدفاً في 778 مباراة في جميع المسابقات. وبعد انتهاء عقده في يونيو/ حزيران، أصبح "البرغوث" حرّاً بدون عقد وبإمكانه التفاوض مع أي نادٍ آخر. واليوم تنتهي مسيرة أسطورية استمرت 21 عاماً، بينما ترجح غالبية التوقعات انتقال ميسي إلى باريس سان جيرمان الذي يطمح إلى ضم ميسي إلى صفوفه.