تمديد عقد ناغلسمان على رأس المنتخب الألماني حتى مونديال 2026
١٩ أبريل ٢٠٢٤
أعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم أن يوليان ناغلسمان مدرب منتخب ألمانيا، مدد عقده لمدة عامين حتى نهائيات كأس العالم 2026 في "قرار نابع من القلب".
إعلان
اتفق الاتحاد الألماني لكرة القدم مع مدرب المنتخب الأول للرجال على تمديد عقده حتى نهائية مونديال 2026. وتم تعيين ناغلسمان /26 عاما/ مدرب بايرن ميونخ الألماني السابق في الخريف الماضي، مديرا فنيا لمنتخب (الماكينات)، خلفا لهانزي فليك بعقد يمتد حتى نهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024) التي تستضيفها ألمانيا هذا الصيف.
وقاد المدرب الشاب المنتخب الألماني لتحقيق انتصارين رائعين على منتخبي فرنسا وهولندا وديا الشهر الماضي، ليعيد بعضا من البريق للفريق الذي عانى من النتائج المهتزة في الأعوام الماضية. وبعد المباراتين الوديتين اللتين أقيمتا في آذار/مارس الماضي، ذكر اتحاد الكرة الألماني أنه يرغب في استمرار ناغلسمان عقب أمم أوروبا، كما أراد المدرب أيضا تحديد مستقبله قبل البطولة القارية، سواء بالبقاء مع منتخب بلاده أو العودة مرة أخرى لناديه.
ووصف بيرند نويندورف، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، تجديد عقد ناغلسمان بأنه "إشارة قوية للاتحاد ومنتخب ألمانيا. فهو على كل حال مدرج في قائمة أمنيات العديد من الأندية الكبرى في جميع أنحاء أوروبا". وأنهى هذا القرار التكهنات بإمكانية عودة ناغلسمان إلى بايرن في الصيف بعد رحيل خليفته توماس توخيل بنهاية الموسم الجاري.
وقال ناغلسمان في بيان اليوم "هذا قرار نابع من القلب. إنه لشرف عظيم أن أتمكن من تدريب المنتخب الوطني والعمل مع أفضل اللاعبين في البلاد". أضاف ناغلسمان "من خلال العروض الناجحة التي اتسمت بالكثير من الحماس، لدينا فرصة لإلهام بلد بأكمله. لقد منحنا الانتصاران على فرنسا وهولندا الشهر الماضي هذا الشعور".
ناغلسمان مدربا للمنتخب الألماني لكرة القدم
01:50
وأوضح المدرب الألماني "لقد تأثرت كثيرا بحماس الجماهير. نريد الآن أن نلعب معا بطولة أوروبية ناجحة على أرضنا، وهذا ما نتطلع إليه جميعا. وبعد ذلك، أتطلع حقا إلى تحدي كأس العالم مع الطاقم التدريبي المعاون". واتفق نويندورف في الرأي مع ناغلسمان، الذي قال إن "المنتخب الوطني هو أكثر من مجرد وظيفة. إنه أمر قريب إلى القلب. الآن هناك تخطيط أمني ويمكن للجميع التركيز بشكل كامل على الأداء الناجح في بطولة أوروبا".
ويبدأ منتخب ألمانيا مشواره في أمم أوروبا يوم 14 حزيران/يونيو القادم بمواجهة اسكتلندا، في المجموعة الأولى، التي تضم أيضا منتخبي المجر وسويسرا. ويرغب منتخب ألمانيا، الفائز باللقب 3 مرات، في تقديم أداء أفضل مما كان عليه خلال مشاركته في النسختين الماضيتين من كأس العالم عامي 2018 و2022، اللتين شهدتا خروجه مبكرا من مرحلة المجموعات، وكذلك في النسخة الأخيرة من أمم أوروبا (يورو 2020)، التي ودعها من دور الـ16.
ويأتي تمديد التعاقد مع ناغلسمان، بعدما قرر رودي فولر تجديد عقده أيضا كمدير رياضي للمنتخب الألماني للرجال حتى مونديال 2026، الذي يقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. ولعب فولر، الذي توج بكأس العالم عام 1990 مع منتخب ألمانيا حينما كان لاعبا، دورا أساسيا في تثبيت ناغلسمان كمدير فني للفريق وكان أيضا وراء تجديد عقد المدرب. وصرح فولر: "لقد كنا مقتنعين تماما بناغلسمان قبل المباريات الدولية الناجحة الأخيرة. لكنها أظهرت مرة أخرى الحماس الذي يمكن أن يشعله يوليان وفريقه مرة أخرى في ألمانيا". واصل فولر حديثه عن ناغلسمان، قائلا "إنه مدرب متميز، وخبير تكتيكي لا يتمتع بخبرة كبيرة في كرة القدم فحسب، بل يمكنه أيضا أن ينقل شغفه ويلهم كل لاعب". أكد فولر "إنه مليء بالحماس والشغف من أجل المنتخب الوطني ومن أجل النجاح. أنا سعيد لأننا سنواصل الطريق معا بعد خوض بطولة أوروبا على ملعبنا".
ورحب مدربو فرق البوندسليغا بالقرار، وقال توماس توخيل، مدرب بايرن إن هذا القرار يجلب الوضوح للمنتخب الوطني قبل منافسات اليورو. وقال: "أرى أن رودي وناغلسمان يشكلان فريقا متناغما للغاية، إنهما فريق جيد ويكملان ويدعمان بعضهما البعض أيضا".
وقال إدين ترزيتش مدرب بوروسيا دورتموند: "أهنئ يوليان. أهنئ الاتحاد الألماني. الآن يمكننا كلنا أن نتطلع لبطولة أمم أوروبا التي تقام في الصيف". وتحدث كريستيان ستريش، مدرب فرايبورغ المخضرم، عن "إشارة إيجابية للغاية للمنتخب الألماني" وأضاف: "يوليان صغير في السن. لم يعد يعاني من الضغط كل أسبوع الآن، ويمكنه أن يركز على المنتخب الوطني. يمكنه ببساطة الاستمرار مع زملائه بالفريق، فريقه التدريبي. هذا إيجابي، إيجابية للغاية".
ف.ي/ع.ش (د ب أ، رويترز)
من نيرتس إلى ناغلسمان ـ مدربو المنتخب الألماني عبر التاريخ
يعد المدرب الجديد للمنتخب الألماني يوليان ناغلسمان هو المدرب الثاني عشر في تاريخ "المانشافت". في هذه الجولة المصورة نتعرف على مدربي المنتخب الألماني حتى الآن وأبرز الإنجازات التي حققوها.
صورة من: Michael Weber/IMAGO
أوتو نيرتس ( 1926 ـ 1936)
على الرغم من أن المنتخب الألماني بدأ في لعب مباريات دولية منذ عام 1908، إلا أن أول مباراة بمدرب رسمي لم تكن إلا في عام 1927. أوتو نيرتس (الثالث من اليسار)، الطبيب والمعلم ولاعب سابق لكرة قدم، قاد المنتخب الألماني لتحقيق أول نجاحاته. حيث أحرز معه في نتيجة مفاجئة المركز الثالث في كأس العالم 1934 بإيطاليا.
صورة من: dpa/picture alliance
زيب هيربيرغر (1936 ـ 1942 ـ 1950 ـ 1964)
شهدت حقبة الفترة النازية تولي زيب هيربرغر قيادة المنتخب الألماني لفترة امتدت لست سنوات. وبعد انتهاء الحرب واصل هيربيرغر تدريبه للمنتخب الألماني وخلق المفاجأة بفوزه بكأس العالم عام 1954 بقيادة الكابتن فريتس فالتر. وأطلق على هذا الإنجاز لقب "معجزة بيرن" . وبالرغم من هذا النجاح، لم يتمكن هيربيرغر الذي يُلقب بـ "الرئيس"، والذي ترك بصمة كبيرة في كرة القدم، من تكرار هذا الإنجاز في وقت لاحق.
صورة من: sportfotodienst/imago images
هلموت شون (1964 ـ 1978)
هيربيرغر يسلم منصبه لمساعده الوفي والذي عمل معه لفترة طويلة هيلموت شون (يمين الصورة). المدرب الجديد أدار الفريق بطريقة مختلفة تماما عن سلفه، إذ أصبح يستشير اللاعبين ويسمح لهم بالمشاركة في اتخاذ القرارات، وهو ما انعكس أيضا على النتائج داخل أرض الملعب. فقد نجحت ألمانيا عام 1972 في الفوز ببطولة أمم أوروبا. وفي عام 1974 توج المنتخب الألماني بكأس العالم.
صورة من: sportfotodienst/imago images
يوب ديرفال ( 1978 ـ 1984 )
بعد فترة المدرب هيلموت شون والتي انتهت بعد كأس العالم 1978، تم تعيين المدرب المساعد يوب ديرفال لقيادة المنتخب الألماني. ديرفال بدأ مسيرته بـ 23 مباراة بدون هزيمة وحقق أول لقب له وهو بطولة أمم أوروبا 1980. وفي كأس العالم 1982 وصل مع منتخب ألمانيا الغربية إلى المباراة النهائية. ولكن بعد الخروج من الدور الأول في بطولة أمم أوروبا 1984 والانتقادات التي وجهتها له الصحافة، استقال ديرفال من منصبه.
صورة من: Magic/imago images
فرانتس بيكنباور ( 1984 ـ 1990)
عام 1984 تولى فرانتس بيكنباور الذي كان من أشهر نجوم الكرة في ألمانيا آنذاك مهمة قيادة المنتخب الألماني. نجح بيكنباور الملقب بالقيصر، في بلوغ نهائي كأس العالم في المكسيك عام 1986 . لكنه خيب آمال الجميع في بطولة أمم أوروبا 1988 عندما خرج من الدور نصف النهائي أمام هولندا، قبل أن ينجح في تتويج مسيرته التدريبية بلقب كأس العالم مع المنتخب الألماني في إيطاليا عام 1990.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hellmann
بيرتي فوغتس ( 1990 ـ 1998)
قبل مغادرته لمنصبه، تنبأ بيكنباور بأن "ألمانيا لن تُقهر لسنوات قادمة"، مما جعل المسؤولة كبيرة على عاتق خلفه بيرتي فوغتس. خيب المدرب الجديد آمال الجماهير بعد الخسارة في نهائي بطولة أمم أوروبا 1992، وأيضا بالخروج من دور ربع النهائي في كأس العالم 1994 . لكن فوغتس أعاد الفرحة للجماهير بعد تحقيق لقب بطولة أمم أوروبا 1996. وفي عام 1998 استقال فوغتس من منصبه بعد الخروج المبكر من مونديال 1998 بفرنسا.
صورة من: Oliver Multhaup/dpa/picture alliance
إريش ريبيك (1998 ـ 2000)
هل أنا المدير الفني أم أنت؟ شهدت عملية تعيين إريش ريبيك (على اليسار) كمدير فني للمنتخب الألماني بعض التخبط. في البداية تم اختيار بول برايتنر، لكن سرعان ما تراجع الاتحاد الألماني عن هذا القرار. أيضا المساعد السابق أولي شتيليكه (على اليمين)، وافق على العرض ثم تفاجأ بأنه ليس المدير الفني وإنما ريبيك. وبشكل عام لم تكن تلك الفترة ناجحة حيث شهدت خروج ألمانيا من الدور الأول في بطولة أمم أوروبا 2000.
صورة من: Sven Simon/imago images
رودي فولير ( 2000ـ 2004 )
بعد ريبيك تستمر الفوضى: كريستوف داوم يُفترض أن يصبح مديرا فنيا للمنتخب الوطني، لكنه تعثر بسبب ورطة في قضية الكوكايين. رودي فولير يخوض مغامرة بتولي منصب المدير الرياضي، في حين كان ميشائيل سكيبه هو المدير الفني. بعد الخروج المبكر من بطولة أمم أوروبا 2004 استقال فولير من منصبه.
صورة من: Ulmer/imago images
يورغن كلينسمان ( 2004 ـ 2006 )
بعد ذلك تهب نسمة عليلة على المنتخب الألماني بتولي يورغن كلينسمان مسؤولية تدريب المانشافت. في هذه الفترة شهدت كرة القدم الألمانية تحولا جذريا: لاعبون شبان، قمصان حمراء وكرة قدم جريئة.. قدمت ألمانيا مستوى كبير في كأس القارات 2005. وفي كأس العالم 2006 التي أُقيمت بألمانيا حقق المانشافت المركز الثالث، فيما يُعرف بـ "أسطورة الصيف". ولكن في لحظة النجاح هذه، يتنحى كلينسمان عن منصبه.
صورة من: Ulmer/imago images
يواخيم لوف ( 2006 ـ 2021)
يواخيم لوف يخلف كلينسمان في منصبه ويواصل العمل بنفس الأسلوب، ما جعله يحقق نجاحات ملفتة: وصل إلى نهائي بطولة أمم أوروبا 2008 وحقق المركز الثالث في كأس العالم 2010. ومع ذلك، بدأت الانتقادات تطال لوف بعد الخروج من الدور نصف النهائي في بطولة أمم أوروبا 2012 أمام إيطاليا، لكن لوف واصل إصراره وفاز بلقب كأس العالم في البرازيل عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suki
هانزي فليك ( 2021ـ 2023 )
في مايو/أيار 2021 أصبح هانزي فليك خليفة لسلفه لوف الذي كان مساعدًا له في مونديال البرازيل عام 2014 عندما تُوج المانشافت بلق كأس العالم. كان من المفترض أن يسري عقد فليك من بعد بطولة أمم أوروبا 2020 وحتى بطولة أمم أوروبا 2024 التي ستُقام في ألمانيا. لكن وبعد النتائج السيئة في عام 2023، قرر الاتحاد الألماني لكرة القدم الاستغناء عن فليك الذي كان سابقًا مدربًا ناجحًا لفريق بايرن ميونيخ.
صورة من: Christian Charisius/dpa/picture alliance
يوليان ناغلسمان ( منذ 2023 )
بعد رحيل فليك لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى أقدم الاتحاد الألماني لكرة القدم على التعاقد مع المدرب السابق لبايرن ميونيخ يوليان ناغلسمان. ناغلسمان البالغ من العمر 36 عاما أصبح ثاني أصغر مدرب في تاريخ المنتخب الألماني. يمتد عقد ناغلسمان حتى انتهاء بطولة أمم أوروبا 2024. وهناك إمكانية للتمديد إذا حقق نتائج جيدة في تلك البطولة.
أندرياس شتين-تسيمونيس/م.م