تمسك يوناني برواية انحراف الطائرة المصرية قبل سقوطها
٢٤ مايو ٢٠١٦
ذكر مصدر قريب من التحقيقات أن اليونان ستبدأ يوم غد الأربعاء بتسليم مصر البيانات الخاصة بالطائرة المنكوبة. في غضون ذلك نفت مصلحة الطب الشرعي بمصر تقارير إعلامية أشارت إلى حدوث انفجار في الطائرة قبل سقوطها.
إعلان
قال مصدر قريب من التحقيقات اليوم الثلاثاء (24 مايو/ أيار 2016) إن اليونان ستبدأ غدا الأربعاء تسليم بيانات الرادار الرئيسية الخاصة بطائرة مصر للطيران إلى السلطات المصرية بما في ذلك بيانات الطائرة وهي تحلق في المجال الجوي اليوناني قبل لحظات من اختفائها. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه "سنبدأ إرسال البيانات الرئيسية اعتبارا من يوم غد.. بما في ذلك تعقب الرادار والمحادثات مع المراقبين."
وتمسك المصدر وكذلك مصدر ثان بوزارة الدفاع اليونانية بالرواية التي تقول إن الطائرة انحرفت بشدة في الهواء قبل اختفائها من على شاشات الرادار. في المقابل قالت السلطات المصرية إنها لم تعثر على دليل يشير لانحراف الطائرة وسقوطها الحاد قبل اختفائها من على شاشات الرادار.
وكان هشام عبد الحميد رئيس قطاع الطب الشرعي بمصر قد نفى تقارير إعلامية أفادت بأن أشلاء ضحايا طائرة مصر للطيران، التي سقطت في البحر المتوسط يوم الخميس الماضي، تشير إلى حدوث انفجار قبل سقوط الطائرة. وأضاف في بيان نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية "كل ما نشر في هذا الشأن لا أساس له من الصحة ومجرد افتراضات لم تصدر عن مصلحة الطب الشرعي أو طبيب شرعي من العاملين بها."
وكانت وكالة الأنباء الألمانية قد نقلت عن "مصادر مصرية مطلعة من لجنة التحقيق" في حادثة سقوط الطائرة المصرية أن التقرير الأولى للطب الشرعي يشير إلى تعرضها لانفجار أدى إلى سقوطها. وقالت المصادر إن فرق البحث سلمت لمصلحة الطب الشرعي أشلاء لضحايا، عبارة عن قطع صغيرة في حجم كف اليد أو أصغر.
وأضافت المصادر أن التقرير الأولي للطب الشرعي يؤكد فرضية حدوث انفجار "لأن الطائرة لو سقطت سليمة ستكون الجثث في حالتها أو أشلاء كبيرة جدا، حيث يحدث في هذه الحالة انفجار في الرأس فقط نتيجة فرق الضغط بينما يحتفظ الجسم بحالته".
من جانبها أعلنت لجنة التحقيق المصرية الخاصة بالطائرة في بيان عن نقل 18 مجموعة من حطام الطائرة إلى معامل البحث الجنائي بالقاهرة. وأضافت اللجنة أنها تستمر في عملها ومتابعة إجراءات البحث والانتشال لحطام الطائرة بموقع سقوطها، وأنه يقوم الآن فريق التحقيق المصري بالاشتراك مع المحققين الفرنسيين بدراسة جميع جوانب التحقيق المختلفة واضعين الأولوية لانتشال جثامين الضحايا وتحديد مكان الصندوقين الأسودين للطائرة.
وأشارت اللجنة إلى أن فريق التحقيق بدأ بدراسة المعلومات المتصلة بالطائرة وأنظمتها وإجراءات صيانتها منذ بدء تشغيلها وحتى وقوع الحادث إضافة إلى كل ما يتعلق بطاقم الطائرة من حيث ساعات الطيران والسجلات التدريبية. وقالت إنه تتم دراسة دقيقة لصور الرادار ومسجلات الحركة الجوية وحالة الطقس والمساعدات المقدمة من مطار الإقلاع فضلا عن الحصول على جميع المعلومات المتاحة لدى الدول التي مرت عليها الطائرة خلال الرحلة قبل وقوع الحادث.
ص.ش/أ.ح (رويترز، د ب أ)
سقوط "طائرة باريس" يضيف أحزانا جديدة للمصريين
مهما كان سبب سقوط طائرة مصر للطيران، التي كانت في طريقها من باريس إلى القاهرة، تبقى الأحزان مسيطرة على أهل الضحايا وأصدقائهم. كانوا ينتظرون لحظة وصولهم ليعانقوهم والآن عليهم أن يتغلبوا على أحزان فراقهم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Euler
في الساعة 11.09 من مساء الأربعاء (18 مايو/ أيار 2016) بتوقيت باريس أقلعت من مطار شارل ديغول طائرة ايرباص 320 تابعة لمصر للطيران، الرحلة "ام اس 804" وعلى متنها 56 راكبا إضافة إلى عشرة أفراد يمثلون طاقم الطائرة والأمن المرافق لها في طريقها إلى القاهرة.
صورة من: picture-alliance/Zuma Press/P. Andrieu
في الساعة 2.45 من صباح الخميس بتوقيت العاصمة المصرية القاهرة (00.45 بالتوقيت العالمي الموحد) اختفت الطائرة عن شاشات الرادرا أثناء تواجدها في المجال الجوي المصري، كما قال نائب رئيس الشركة المصرية. ولم يكن قائد الطائرة قد أفاد عن "أي مشكلة" في آخر اتصال له مع المراقبين الجويين اليونانيين قبل ذلك بنحو عشرين دقيقة.
وتجري سفن وطائرات من فرنسا واليونان ومصر عمليات بحث وتمشيط في المنطقة التي يعتقد أن الطائرة سقطت فيها على بعد نحو 290 كيلومترا إلى الشمال من سواحل مدينة الإسكندرية المصرية. وبحسب السلطات اليونانية، فان الطائرة سقطت على مسافة 130 ميلا بحريا (حوالى 240 كلم) قبالة سواحل جزيرة كارباثوس اليونانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Rimmer/BRITISH MINISTRY OF DEFENCE
عدد من أهالي الضحايا تجمعوا صباح الخميس أمام مبنى المطار القديم داخل مطار القاهرة. كان يتفرض أن تصل الطائرة إلى مطار القاهرة الساعة 03.45 فجراً بتوقيت العاصمة المصرية، لكنها لم تصل. ورغم ذلك كانوا لا يزالون يأملون أن تكون أخبار سقوط الطائرة مجرد كابوس سيفيقون منه وينتهي الأمر.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Ahmed
كانوا يتمنون أن تنتهي المسألة بسلام مثلما حدث في 29 مارس/ آذار مع طائرة أخرى لمصر للطيران اختطفها شخص من الإسكندرية إلى قبرص ثم أفرج عن جميع من فيها دون أذية، واستسلم للسلطات هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Christodoulou
لكن الحكومة المصرية أكدت الخميس نبأ سقوط الطائرة، القادمة من باريس. فانهمرت دموع هذه السيدة التي تخبيء وجهها بكفيها في مطار القاهرة، فلا شيء أصعب من أن يفقد الإنسان عزيزا له، خصوصا عندما يكون مصيره مجهولا، مثلما هو الحال مع ركاب الطائرة المنكوبة.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Ahmed
الحزن كان مسيطرا على الأهالي والعاملين في مطار القاهرة. وكانت الطائرة تنقل 56 راكبا بينهم طفل ورضيعان بالإضافة إلى طاقم من سبعة أفراد وثلاثة عناصر أمن. جنسيات الركاب: 30 مصريا و15 فرنسيا وبريطاني وكندي وبلجيكي وبرتغالي وجزائري وسوداني وتشادي وعراقيان وسعودي وكويتي.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Ahmed
وفي فرنسا لم تكن الصدمة والحزن أقل مما هو عليه الحال في القاهرة. حيث توافد أهالي الضحايا على مطار شارل ديغول بالعاصمة باريس لمتابعة آخر تطورات حادثة طائرة مصر للطيران. كثير من المصريين يعيشون في باريس ويحملون الجنسية المصرية والفرنسية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
موظفة في شركة مصر للطيران في مطار باريس تتابع آخر أخبار الطائرة المفقودة. وإلى جوارها لوحات دعاية للسياحة المصرية. لكن السياحة المصرية تعاني منذ سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، ثم قيام مصري وصف بأنه مختل باختطاف طائرة من الأسكندرية. ويتوقع خبراء أن تستمر المعاناة بعد حادث الطائرة، التي كانت قادمة من باريس.