1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تمهيد الطريق أمام الكوري بان لتولي أمانة الأمم المتحدة

مارتين فريتز/ إعداد هشام العدم٩ أكتوبر ٢٠٠٦

مجلس الامن الدولي يوصي باختيار الكوري الجنوبي بان كي-مون لشغل منصب الامين العام للأمم المتحدة خلفا لكوفي انان. بان ينوي تكريس وقت أكبر من أجل إنهاء النزاع في الشرق الأوسط والاهتمام بملف الإصلاح الداخلي للمنظمة الدولية.

مجلس الأمن يختار الأمين العام الجديد للأمم المتحدة.صورة من: AP

اعلن رئيس مجلس الامن الدولي اليوم الاثنين ان المجلس اختار وزير الخارجية الكوري الجنوبي بان كي-مون لشغل منصب الامين العام للامم المتحدة خلفا لكوفي انان. وقال مندوب اليابان في الامم المتحدة كينزو اوشيمو الذي يرأس المجلس المؤلف من 15 عضوا لشهر تشرين الاول/اكتوبر، ان اعضاء المجلس تقدموا بتوصية رسمية للجمعية العمومية بتعيين بان امينا عاما للمنظمة الدولية. وسيصوت باقي أعضاء الأمم المتحدة الـ 192 على هذه التوصية في اجتماع للجمعية العمومية خلال الأيام القادمة، وهو تصويت يُعد محسوم النتيجة لصالح الدبلوماسي الكوري. يذكر أن ولاية انان الحالية تنتهي بنهاية شهر ديسمبر/كانون اول القادم.

وفي أول رد فعل له عبر الأمين العام المقبل للامم المتحدة بان كي-مون عن أسفه للتجربة النووية الكورية الشمالية، مؤكدا ان هذا العمل "التحريضي" بدد سروره بتسميته لتولي هذا المنصب من جانب مجلس الامن. وقال "عبر هذا العمل التحريضي، تخلت كوريا الشمالية عن واجباتها التي نص عليها الإعلان المشترك الذي تبنته المفاوضات السداسية في ايلول/سبتمبر 2005".

من هو بان؟

علم كوريا الجنوبية

يعرف عن وزير الخارجية الكوري الجنوبي بان كي-مون الذي حصل على دعم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة بأنه دبلوماسي محترف ومتمرس، يعرف بقدرته على صنع التسويات والتعامل مع الملفات الشائكة باتزان ومهنية ودبلوماسية كبيرة. وعلى الساحة الداخلية الكورية يعد من وزراء الخارجية القلائل الذين تمكنوا من الصمود في هذا المنصب لفترة طويلة بعد عدة أزمات بين الكوريتين. فلقد أشاد العديد من العاملين معه بشخصيته المفعمة بالحماس والحيوية وكذلك ترفعه عن الانحياز الحزبي. وهو يريد بهذه الصفات أن يقود الأمم المتحدة وان يضفي عليها نوعا من الديناميكية وان يطلق عملية إصلاح وتغيير قد تغير معالم وجه الأمم المتحدة.

ولهذا السياسي البالغ من العمر 62 عاما باع طويل في العمل الدبلوماسي لمدة 36 عاما، تخللتها مهمات كثيرة ارتبطت بالأمم المتحدة. فقد بدأ العمل الدبلوماسي في 1970 بعدما تخرج في قسم العلاقات الدولية من الجامعة الوطنية في سيول ثم التحق بمعهد كينيدي (كينيدي سكول) التابع لجامعة هارفرد الاميركية. وهو متزوج وله ولد وابنتان، تعمل أكبرهما في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسيف).

كما شغل منصب السكرتير الأول في البعثة الكورية الجنوبية لدى الأمم المتحدة لمدة سنتين (2001-2003) كان خلالها أيضا مدير مكتب رئيس الدورة السادسة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي الخارجية الكورية عهد إليه بالملف الكوري الشمالي البالغ الحساسية والتعقيد، لاسيما في ذروة التوتر بشأن البرنامج النووي لبيونغ يانغ. وفي هذا السياق، شارك في المفاوضات المتعددة الأطراف التي تشارك فيها كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا الجنوبية وروسيا من أجل الوصول إلى حل لبرنامج التسلح النووي الكوري الشمالي.

صفات شخصية

الصراعات والحروب تشكل تحديا كبيرا للأمين العام الجديدصورة من: AP Graphics

يحمل بان الصفات الآسيوية العامة حيث يميل إلى التواضع، فهو ليس بالشخصية المعقدة كما يصفه المقربون منه، كما يسهل الحوار والنقاش معه. وهو يتجنب المواجهة العلنية ويفضل التعاطي مع الأمور من وراء الأبواب المغلقة. وعلى الرغم من قربه من واشنطن إلا أن الصين قد أعطته صوتها في التصويت التجريبي كما أنه ليس له أعداء داخل كوريا. ولكن على الرغم من ذلك، فإن بعض المراقبين الغربيين في نيويورك لا يرون فيه تلك الصفة القيادية والقدرة على أخذ زمام المبادرة ويأخذون عليه أنه بيروقراطي، لكنهم في الوقت ذاته يعترفون بقدراته الاستثنائية على العمل.

وفي المقابل يرفض بان مثل هذه الانتقادات، فهو لا يرى تعارضا بين الأريحية في التعامل وبين طرح المبادرات. وهو من الخارج يبدو رجلا سهل المراس ولكنه يخفي في ملابسه رجلا حادا ليس من السهل تطويعه وثنيه عن أهدافه. وفي هذا السياق، صرح في خطاب ترشيحه في نيويورك انه يريد وضع طاقة التغيير في خدمة إصلاح الأمم المتحدة. وقال:" إن الأمم المتحدة يجب أن تقطع عددا أقل من الوعود وتقدم نتائج عملية أكبر". وقال أيضا:" إنه من المحزن أن يرى المرء الضعف قد انتاب الأمم المتحدة وأن صورتها قد تشوهت بفعل عدد من الفضائح. لذلك نحن بحاجة إلى أمين عام لديه صفات قيادية قادر على بعث دماء جديدة في الأمم المتحدة، مدعوما من أعضاء الأمم المتحدة وهذا ما أنوي القيام به."

الصراع في الشرق الأوسط

سول تعبر عن سعادتها لترشيح بان أمينا عاما للأمم المتحدةصورة من: AP

ينوي بان تكريس وقت كبير من أجل العمل على إنهاء النزاع في الشرق الأوسط لما لذلك من انعكاسات على الساحة الدولية. فقد عبر عن رؤيته تلك بقوله: "في نيتي أن أكون أكثر مشاركة في الشرق الأوسط والقضايا الإقليمية الأخرى". وأوضح أن الاستقرار في الشرق الأوسط له "آثار مهمة على السلام والأمن العالميين" وأنه شعر "بقلق بالغ" من جراء الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله.

ومن ناحية أخرى، وفي ضوء النقاش الذي يجري في أروقة الأمم المتحدة حول عملية الإصلاح والتغيير ومهام الأمين العام فقد اعتبر سفير الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية أن مهمة الأمين العام الجديد تتلخص في أن يكون "كبير المسئولين الإداريين للمنظمة الدولية وأن يدخل إصلاحات إدارية عليها". وبدا المرشح الكوري متفقا مع هذا الطرح الأمريكي، فقد صرح بأنه يعتزم تفويض أحد نوابه للقيام بالمهام الإدارية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW