تنازلات كبيرة للاشتراكي الديمقراطي لتشكيل ائتلاف جديد
٧ فبراير ٢٠١٨
كان على المحافظين الألمان بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل تقديم تنازلات كبيرة للاشتراكيين حتى تتمكن الأطراف من التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، وتسريبات غيرمؤكدة عن مارتن شولتس وزيرا للخارجية.
إعلان
ينص الاتفاق الذي توصل إليه المحافظون والاشتراكيون حول تشكيل ائتلاف حكومي وسيعلن رسميا في وقت لاحق، على أن يتسلم الاشتراكيون الديموقراطيون حقيبتي المالية والخارجية الأساسيتين في الحكومة وكذلك وزارة الشؤون الاجتماعية، حسبما ذكرت وسائل الإعلام.
وتشير الأنباء إلى رغبة مارتن شولتس في تولي حقيبة الخارجية وتولي عمدة هامبورغ أولاف شولتس حقيبة المالية عن حزبه الاشتراكي الديمقراطي في الحكومة الائتلافية الجديدة. كما حصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي على حقائب وزارات شؤون الأسرة و العدل والبيئة.
ومن المتوقع أن يتولى رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي،هورست زيهوفر، حقيبة الداخلية، وستوسع اختصاصات وزارة الداخلية في الحكومة الجديدة لتشمل الإسكان أيضا. وإضافة إلى الداخلية ستولى حزب زيهوفر حقيبتي المواصلات والرقمنة بالإضافة إلى التنمية والتعاون الدولي.
في حين سيتولى حزب ميركل خمس حقائب وزارية هي: الدفاع والاقتصاد والصحة، والزراعة بالإضافة إلى التربية والتعليم.
وبدأت الجولة الأخيرة من المحادثات التي شاركت فيها ميركل وشولتس قبل صباح أمس الثلاثاء الذي كان يفترض أن يكون اليوم الأخير من المفاوضات المتواصلة منذ مطلع كانون الثاني/يناير. وكان المحافظون والاشتراكيون الديموقراطيون توصلوا من قبل إلى تسويات حول مجموعة من الملفات بعضها شائك وفي مقدمها التكامل الأوروبي.
وتتولى ميركل منصب المستشارة منذ أكثر من 12 عاما وسعت إلى تكرار تشكيل ائتلاف حكومي مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي بعد انتخابات غير حاسمة في أيلول/سبتمبر الماضي لم تحصل فيها على الغالبية.
ولو فشلت هذه المفاوضات، كانت ميركل ستضطر إلى تشكيل حكومة أقلية لن تحظى باستقرار سياسي، أو القبول بتنظيم انتخابات جديدة محفوفة بالمخاطر قد يكون المستفيد منها حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.
ع.ج/ و. ب (رويترز، د ب أ)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)