تنامي إهتمام الشبان المغاربة باللغة الألمانية
١٩ فبراير ٢٠١١تضم القاعة الصغيرة في مقر جمعية الملتقى المغربي الألماني بمدينة طنجة المغربية، حوالي عشرة طلاب. وتتمحور حصة هذا اليوم حول إجراء تمارين لقواعد اللغة، حيث يتدرب الطلاب على أدوات تعريف مختلف الأسماء، كالقميص والبنطلون أو السترة. إنها المبادئ الأساسية للغة الألمانية، فالطلاب في هذه الحصة من المبتدئين في تعلم هذه اللغة وأغلبهم يحضر نفسه للتقدم لإجراء الامتحان المعروف بدرجة 1B، والذي يخول للحصول على تأشيرة السفر إلى ألمانيا من أجل متابعة الدراسة فيها مثلاً، كما هو الحال بالنسبة للطالبة مريم بوحوت، التي بدأت في تعلم اللغة خلال شهر آب/ أغسطس من العام الماضي.
إقبال ليس من طلاب الجامعات فقط
وتؤكد الطالبة الشابة أنها تتعلم "الألمانية لأنها ترغب "في إكمال دراستي في ألمانيا والحصول على شهادة الماستر في شعبة إدارة الأعمال في مدينة فرانكفورت". الطالبة مريم بوحوت (22 عاماً) أنهت دراستها في جامعة عبد الملك السعدي في مدينة تطوان المغربية، ما أهلها للحصول على شهادة الإجازة العامة في شعبة الاقتصاد وإدارة الأعمال.
وقد اختارت الطالبة الشابة مدينة فرانكفورت الألمانية لوجود عائلتها هناك. إضافة إلى سرعة تفاعل إدارة الجامعة مع ملف القبول، كما توضح مريم بوحوت، التي أرسلت بملفات التسجيل إلى جامعات فرنسية وأخرى بلجيكية أيضاً، لكنها لم تتلق أي إجابة لحد الآن.
وحسب إدارة جمعية الملتقى المغربي الألماني في مدينة طنجة، يبلغ معدل الطلاب الذين يتعلمون اللغة الألمانية، في هذه المدرسة وحدها، ما بين خمسين إلى ستين طالباً في السنة. ويذكر أنه يوجد في المغرب فقط حوالي خمسة عشر معهداً لتعليم الألمانية في مختلف المدن. ويتوجه إلى معاهد تدريس اللغة الألمانية، إلى جانب الطلاب الراغبين في متابعة الدراسة في ألمانيا، فئات أخرى من الشباب، بل وحتى الذين يرغبون في تحسين كفاءاتهم اللغوية والمهنية، مثل الموظف البنكي عادل الخليفي (36 عاماً)، والذي يهتم منذ وقت طويل باللغات، كما يقول.
لغة صعبة
وحسب اعتقاد عادل الخليفي أيضاً تشكل اللغات "ميزة خاصة للإنسان في زمن العولمة الذي نعيشه. أنا تعلمت الإسبانية والفرنسية. لكن الألمانية نالت إعجابي كثيراً، لأنها لغة مهمة ولها قيمتها. أيضا في العمل، حيث ألتقي بألمان كثيرين. ومن ثم بدأت أهتم بهذه اللغة."
ويبقى تعلم اللغة الألمانية بالنسبة إلى أغلب طلاب الفصل مختلفاً عن اللغات الأخرى. فالنسبة للطالبة مريم بوحوت، التي تتقن إلى جانب اللغة العربية ثلاث لغات أجنبية أخرى، تبقى اللغة الألمانية مختلفة "وليست بالسهلة. الألمانية لغة مختلفة وحروفها مختلفة أيضاً. ليس كالفرنسية أو الإنجليزية أو الإسبانية. هي مختلفة تماماً عنهاً"، كما تقول وهي تبتسم. لكن هذه الصعوبة لن تثني من عزم الطالبة الشابة على تعلم اللغة الألمانية، حتى تتمكن من الالتحاق بجامعة فرانكفورت لمتابعة الدراسة والحصول على شهادة الدكتوراه، كما تقول، وهي واثقة أن الدراسة في ألمانيا ستقربها من تحقيق حلمها في أن تصبح خبيرة اقتصادية مرموقة.
خالد القوطيط
مراجعة: عماد م. غانم