تناول اللحوم بـ"أخلاق" في عصر التغير المناخي.. هل ذلك ممكن؟
١٧ يوليو ٢٠٢٣
التوقف عن تناول اللحوم يتطلب إرادة كبيرة. لكن هناك من يرى أن التحوّل إلى النمط النباتي غير ممكن لكل سكان العالم، فهل يمكن الاستمرار في تناول اللحوم لكن بشكل أخلاقي ومناسب للبيئة؟
إعلان
من السلبيات الكبيرة للنمط الغذائي القائم على تناول اللحومهي التداعيات على المناخ. الصناعة الحيوانية تتطلب مساحات كبيرة من الأراضي، خصوصا عندما يتعلق الأمر بلحوم البقر.
هذه الحيوانات المعدة للذبح أو للحليب ومشتقاته تحتاج بدورها إلى تغذية كثيفة وموارد مائية ضخمة، فالبرازيل لوحدها تتوفر على قطيع يقدر بحوالي ربع مليار رأس من البقر، عدد كبير منها موجهة للتصدير، ما يعني قطع مساحات من الأشجار لتوفير مساحات للرعي ولزراعة العلف.
كذلك تربية هذه القطعان الضخمة من المواشي وبنسبة أقل الدواجن تتسبب بإنتاج كميات مقلقة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ومن هذه الغازات هناك ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز. ومن ذلك أن كيلوغراما واحداً من اللحوم الحمراء يخلف حوالي 60 كيلوغراما من ثاني أوكسيد الكربون.
لكن عددا كبيراً من الناس لا يستطيعون التحوّل إلى النظام الغذائي النباتي، بسبب تعودهم على تناول اللحوم وغياب ثقافة نباتية في مجتمعاتهم وهناك منهم من لا يستطيع توديع الأكل السريع القائم في جزء منه على اللحوم .
ويدفع عدد من النشطاء البيئيين وحقوق الحيوان إلى نمط غذائي نباتي، مستشهدين بالأخطار المناخية الكبيرة للصناعة الحيوانية، وكذلك ما تختزنه هذه الصناعة ممّا يعتبرونه انتهاكا ممنهجا لحقوق الحيوانات ولسلسلة الغذاء الطبيعية.
لكن هناك من يرى أن اقتصار البشر على الغذاء النباتي لن يكفي سكان العالم لتلبية حاجياتهم الغذائية، وأن النمط النباتي ليس حلاً في ظل عدم قدرة سكان مناطق عديدة على إيجاد غذاء نباتي كافي.
موقع Healthline (هيلث لاين) الأمريكي المتخصص في الصحة، يقدم عددا من النصائح للراغبين في الاستمرار في أكل اللحوم، لكن دون الإضرار، أو تقليل الإضرار بالبيئة. وأول النصائح التقليل من اللحوم التي يخلّف إنتاجها نسبا كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، كلحم البقر، مقابل التوجه نحو اللحوم التي تخلف نسباً أقل، ومن ذلك الدواجن.
كذلك يجب التوجه نحو استهلاك اللحوم الحمراء بشكل معتدل، والحرص على غذاء متوازن خصوصا أن هناك خضراوات وقطنيات غنية بالبروتينات، وليست اللحوم لوحدها من تتيح تزويد الجسن بالبروتينات الضرورية، ويعطي الموقع عدة أمثلة لأغذية ذات أصل نباتي غنية بالبروتينات، منها الفاصوليا والبازلاء والكينوا وبذور القنب والمكسرات.
النصيحة الثالثة هي تقليل هدر الطعام، أي الحرص على شراء الطعام الذي يحتاجه الفرد دون إفراط يجعل نسبة منه تنتهي في المخلفات، ومن شأن اعتماد استراتيجية لخفض هدر الطعام أن تقلل من استهلاك اللحوم، كما تتيح خفض فاتورة الاستهلاك.
وفيما يخصّ الحرص على تناول اللحوم التي يتم إنتاجها على الصعيد المحلي، وهي نصيحة منتشرة حسب الموقع، فإن تأثيرها يبقى محدوداً للغاية، بما أن نقل اللحوم من مكان لآخر لا يساهم بإنتاج كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، بينما فوائد استهلاك اللحوم المنتجة محليا له دور أكبر في دعم الاقتصاد المحلي.
إ.ع/ أ.ح
أفول عالم الحيوان والنبات.. القائمة الحمراء تدق ناقوس الخطر
في حين تمكنت أنواع مهددة بالانقراض مثل فرس البحر الشوكي من استعادة فضائها البيئي بسبب إجراءات الحجر المرتبطة بفيروس كورونا، تؤكد دراسة جديدة أن عدد الأنواع المهددة بالانقراض آخذ في الارتفاع بوتيرة متسارعة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Photo12/Ann Ronan Picture Library
فترة كورونا كانت مريحة بالنسبة لفرس البحر الشوكي
منذ 2015 لم يُشاهد سوى فرسي بحر شوكيين على قيد الحياة في منطقة ساحل دورست بجنوب إنجلترا. لكن في ظل الحجر الصحي الذي فُرض مؤخراً لاحظ غواصو منظمة Seahorse Trust أن هناك 16 من هذا من هذا الحيوان النادر. وقال المسؤول عن البعثة العلمية التي قامت بالمعاينة نيل جاريك ميدمنت: "عندما يترك البشر الطبيعة في حالها فلها فرصة في التعافي والازدهار".
صورة من: Seahorse Foundation
موت جماعي لبلح البحر مروحي الشكل
دخل بلح البحر مروحي الشكل، وهو من الحيوانات الرخوية ثنائية الصدفة، القائمة الحمراء للحيوانات المعرضة للانقراض في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نظراً للانخفاض الكبير في أعدادها بالبحر الأبيض المتوسط لإصابتها بالأمراض المكتشفة حديثاً. الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها أكد أن ما نسبته 80 إلى 100 بالمائة من هذه الرخويات راح ضحية هذا المرض.
صورة من: CC BY-SA 2.0-Arnaud abadie
مستقبل مجهول لموطن "قردة كولبس نهر تانا"
بات هذا النوع من القردة عرضة لخطر شديد بسبب فقدان مناطق الغابات التي تعيش فيها نظراً للفيضانات والزراعة والحرائق وقطع الأشجار العشوائي. كما يؤدي الصيد هو الآخر إلى خفض أعداد قردة كولبس نهر تانا أو كما يطلق عليها العلماء "منجبي نهر تانا" بشكل متسارع، لتُدرج على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض في مستقبل مجهول بسبب الإنسان.
صورة من: CC BY-NC 4.0-Yvonne A. de Jong Image
وحيد القرن الإفريقي.. أمل البقاء بمواجهة مصاعب عدة
عادت أعداد وحيد القرن في إفريقيا للارتفاع بمعدل سنوي وصل إلى 2:5 بالمئة بين عامي 2012 و2018، ليقفز عددها من 4.845 إلى 5.630 حيواناً في البرية. وقالت غريتل أغيلار، المديرة العامة للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها، إنه على الرغم من أن وحيد القرن ما يزال معرضاً لخطر الانقراض بشدة، إلا أن الارتفاع البطيء في أعداده "دليل قوي على أن الحفاظ عليه في الطريق الصحيح".
صورة من: Dave Hamman Photography
أسماك المياه العذبة في أستراليا
يكشف تحديث القائمة الحمراء على أن 37 بالمئة من أنواع أسماك المياه العذبة في أستراليا باتت مهددة بالانقراض. ويتأثر ما يقرب من 60 بالمئة منها بأزمة المناخ بشكل مباشر. وتكافح الأسماك من أجل التغلب على موجات الجفاف الشديدة نظراً لمعدلات غير مسبوق في هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة. كما تتعرض للمنافسة في بيئتها من الأنواع المستجدة التي راحت تستعمرها.
صورة من: CC BY-NC 4.0-Brett Vercoe
عودة للتعافي بعد ثلاثة عقود من العمل
طائر غوام ريل هو ثاني طائر في التاريخ يتعافى بعد إعلان انقراضه في البرية. موطنه الأصلي في جزيرة غوام بالمحيط الهادئ، وقُضي على أعداد كبيرة منه من قبل أفعى الشَجَر البُنِية بعد أن تم توطينها الجزيرة في منتصف أربعينيات القرن الماضي. لكن برنامجاً استمر 35 عاماً أعاد الحياة لطير جزيرة غوام بجزيرة كوكوس المجاورة ورغم ذلك لا زال هذا الحيوان معرض لخطر الشديد.
صورة من: CC BY-NC-ND 2.0-Josh More
العقرب المزيف مهدد بسبب الصرصور الأمريكي
دخلت العقارب الزائفة القائمة الحمراء باعتبارها مهددة بالانقراض، ويبلغ طول العقرب 1.5 سنتمتر ويعيش على جزيرة مساحتها 5 هكتارات قبالة جزيرة أسينشين القاحلة الواقعة في المحيط الأطلسي بين إفريقيا والبرازيل، وبات الوحش الصغير يفقد موطنه بسبب الصرصور الأمريكي الدخيل على الجزيرة.
صورة من: Nicola Weber
الأرنب الأوروبي على القائمة الحمراء
على الرغم من انتشار الأرانب الأوروبية على نطاق واسع في القارة العجوز إلا أنها أصبحت شبه مهددة بالانقراض في موطنها الأصلي بإسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا. إذ باتت هذه الأرانب فريسة رئيسية للوشق الإيبيري المهدد بالانقراض وملك العقبان الإسباني، أما السبب الرئيسي عن تراجع أعداد الأرانب الأوروبية بنسبة 70 بالمئة فهو مرض الأرانب النزفية.
صورة من: Mathias Appel
انقراض النبات: شجرة الاوكالبتوس
في حين أن 812 نوعاً من أنواع أشجار الاوكالبتوس البالغ عددها 826 نوعاً توجد في أستراليا فقط، فقد أُدرجت هذه الشجرة على القائمة الحمراء في آخر تحديث لها، فما يقارب من 25 بالمئة من أنواع الاوكالبتوس التي تغطي مناطق واسعة من أستراليا باتت مهددة بالانقراض، ومنها شجرة اوكالبتوس مولوكانا التي تعد المصدر الغذائي الوحيد لحيوان الكوالا.
صورة من: CC BY-SA 2.0-Thomas Caldwell
الفقاريات في انحسار سريع
منذ أن أدى الصيد الجائر إلى انقراض النمر التسماني قبل منذ قرن من الزمان، فقد طال الانقراض قرابة 500 نوعاً من الفقاريات، وفقاً لفريق بحثي أكد في عام 2015 أن كل سادس حالة انقراض سببها الإنسان، كما أن التغيير المناخي وتجارة الحيوانات يسرعان من وتيرة انقراض الأنواع. ستيوارت براون / ع.ك.أ
صورة من: picture-alliance/dpa/Photo12/Ann Ronan Picture Library