تنديد بإغراق البرازيل حاملة طائرات تحوي مواد سامة وخطرة!
٤ فبراير ٢٠٢٣
رغم التحذير من تداعيات العملية، أغرقت البرازيل حاملة طائرات سابقة ملوثة بمادة الأسبستوس السامة في المحيط الأطلسي، في خطوة نددت بها منظمات مدافعة عن البيئة متهمة برازيليا بـ"انتهاك معاهدات دولية".
حاملة الطائرات السابقة "ساو باولو" التي أغرقتها البرازيل في الأطلسي كانت ملوثة بالأسبستوسصورة من: Brazilian Navy/REUTERS
إعلان
أعلنت البحرية البرازيلية مساء الجمعة (الثالث من شباط/ فبراير 2023) أنها أغرقت في مياه المحيط الأطلسي حاملة الطائرات السابقة "فوش" الملوثة بمادة الأسبستوس (أميانت) والطلاء ونفايات سامة أخرى، في قرار انتقدته منظمات الدفاع عن البيئة.
وقالت البحرية في بيان إن "عملية الاغراق المخطط لها تمت تحت الاشراف عصر الجمعة" على بعد حوالي 350 كيلومترًا من سواحل البرازيل في منطقة "يبلغ عمقها حوالي خمسة آلاف متر". وكانت أعلنت في وقت سابق من الأسبوع أنه "لا خيار لديها" نظرًا لوضع هذه السفينة القديمة المتداعي جدًا. ويبلغ طول حمالة الطائرات هذه 266 مترًا.
وحذرت النيابة العامة الفدرالية في البرازيل، التي حاولت وقف العملية، من تداعياتها، مشددة على أن حاملة الطائرات هذه "تحوي راهنا 9,6 أطنان من الأسبستوس وهي مادة سامة قد تسبب السرطان فضلًا عن 644 طنا من الحبر ومواد أخرى خطرة"، وأضافت: "ثمة خطر وقوع أضرار جسيمة بالبيئة (..) خصوصًا وأن الهيكل متضرر".
وأصدرت منظمات غير حكومية أخرى مدافعة عن البيئة التحذيرات نفسها من بينها "غرينبيس" و"سي شيبرد" و"بازل أكشن نتوورك". ونددت هذه المنظمات في بيان مشترك "بانتهاك ثلاث معاهدات دولية" حول البيئة، مشددة على أن هذه العملية ستلحق أضرارًا "لا تعد" مع "تأثير على الحياة البحرية والمجتمعات الساحلية".
العجز عن إيجاد مرفأ
وكانت حاملة الطائرات الفرنسية هذه التي اشترتها البرازيل عام 2000 جابت لفترة طويلة البحار بحثًا عن ميناء تلجأ إليه. وبُنيت هذه السفينة في نهاية الخمسينات في حوض "سان-نازير" لبناء السفن في غرب فرنسا وكانت على مدى 37 عامًا ضمن البحرية الفرنسية قبل أن تشتريها البرازيل في العام 2000 وأطلقت عليها اسم "ساو باولو".
وكان حوض "سوك دينيجليك" لإعادة تدوير السفن اشترى حاملة الطائرات للاستفادة من الفولاذ فيها في نيسان/أبريل 2021، لكنه كان يهدد بالتخلي عنها لعجزه عن إيجاد مرفأ لاستقبالها.
في حزيران/يونيو 2022 حصل على إذن من السلطات البرازيلية لنقلها إلى تركيا لتفكيكها. لكن عندما كانت منتصف آب/أغسطس عند مستوى مضيق جبل طارق، أعلنت السلطات البيئية التركية أن السفينة غير مرحب بها في تركيا. لذلك قررت البرازيل إعادتها لكنها لم تسمح لها بالرسو رغم "تفاقم الأضرار" عند مستوى الهيكل.
م.ع.ح/ع.ج (أ ف ب)
البحار والمحيطات ... عالم غامض يئن في صمت
البحار والمحيطات تغطي الجزء الأكبر من كوكبنا وتلعب دورا مهما في تنظيم مناخنا وتحتضن أنواعا لا تحصى من الكائنات الحية. رغم محدودية معلوماتنا عن الحياة في بطن المحيطات، إلا أن المؤكد أنها بدأت تتضرر من تغيرات المناخ.
كوكبنا الأزرق
تغطي المحيطات حوالي 71 بالمئة من سطح الأرض وتحتضن عالم الأحياء البحرية، الجزء الأساسي للحياة، إذ تنتج ما يتراوح بين 50 إلى 80 بالمئة من الأكسجين، وبالتالي فهي تلعب دورا مهما في دورة الكربون على الأرض. يعتقد العلماء أن تاريخ نشأة البحار يعود لـ 4.4 مليار سنة.
صورة من: NASA
البحار والمحيطات.. عالم مليء بالأسرار
بعيدا عن مساحته الشاسعة، فإن المعلومات المتوافرة لدينا عن المحيطات، محدودة بشكل كبير، الأمر الذي يشكل تحديا للعلماء الذين لا تتوقف مساعيهم للكشف عن أسرار الحياة في بطن المحيطات والبحار. ومن المهم في هذه المرحلة الزمنية التي تشهد تغيرات مناخية واضحة، معرفة التغيرات التي تحدث في دورات الحياة داخل البحار والمحيطات والتعامل معها بأفضل شكل ممكن.
صورة من: Colourbox/S. Dmytro
جهاز تكييف طبيعي للكوكب
تلعب المحيطات دورا محوريا في تنظيم حرارة الأرض من خلال امتصاص وعكس ضوء الشمس، وبدأت التغيرات المناخية في التأثير على هذه الآلية، أمر يؤثر على حرارة كوكب الأرض ودورة الكربون وانتاج الأكسجين.
أشكال متنوعة للحياة
تحتضن البحار والمحيطات ما لا يقل على 230 ألف من أنواع النباتات والحيوانات، إذ تجد الأسماك والحيوانات غير الفقرية، مكانا آمنا لها في أعماق المسطحات المائية، وتزدهر النباتات بشكل كبير في المسطحات المائية غير العميقة، فيما تفضل الأحياء المائية الضخمة كالحيتان وأسماك القرش والدولفين، المسطحات المائية المفتوحة.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel
أغرب وأعجب الكائنات
يرجح العلماء أن أكثر من ثلثي أشكال الحياة في المحيطات والبحار، لم تكتشف بعد. فكل عام يكتشف العلماء أنواعا جديدة من النباتات والحيوانات، التي تختلف تماما عن كل ما تم اكتشافه حتى الآن، تماما مثل هذا الكائن الذي أطلق عليه العلماء اسم " السمكة الدودة"، بعد اكتشافه عام 2007.
صورة من: Laurence Madin, WHOI
جرس إنذار!
فقدان هذه الطحالب للونها يعتبر من علامات الخطر، فاللون المزدهر لهذه الكائنات ونموها المتسارع يعتمد على كائنات دقيقة، يتأثر عملها بتلوث البيئة وبدرجات الحرارة المرتفعة، وهذا ما يظهر في اللون الباهت لها.
صورة من: XL Catlin Seaview Survey
كائنات لا تستطيع حماية نفسها من الحرارة
تمثل التغيرات المناخية تهديدا واضحا للحياة في البحار والمحيطات، إذ رصدت دراسات حديثة، ارتفاعا في سرعة معدلات انقراض بعض أنواع الأسماك والكائنات البحرية، بنسبة تصل للضعف مقارنة بأنواع شبيهة بها على اليابسة. الارتفاع الكبير في درجات الحرارة هو المسؤول الأول عن هذه التغيرات، إذ لا تجد الكائنات المائية في البحار والمحيطات، أماكن تحتمي بها من الحرارة المرتفعة.
صورة من: Tony Wu/Wildlife Photographer of the Year/picture alliance
مخاطر لا تحصى لذوبان الجليد
يتسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض في ذوبان الثلوج في المناطق الجليدية، الأمر الذي يؤدي بدوره لارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات وأيضا في انبعاث غاز الميثان، ما يؤدي لما يعرف بظاهرة "حمضية المحيطات" والتي تشير إلى زيادة حموضة المسطحات المائية.
صورة من: Getty Images/M. Tama
ارتباط الإنسان بالمياه..علاقة مهددة؟
استقرت الشعوب المختلفة منذ آلاف السنين بمحاذاة الشواطئ واستفادت من البحار كمصادر للحياة والغذاء كما أثرت البحار والمحيطات على الحضارات المختلفة بشكل واضح. ويعيش الآن نحو مليار شخص في المناطق الساحلية..حياة صارت مهددة بسبب ارتفاع منسوب المسطحات المائية.
صورة من: imago
حماية الحياة البرية..تحديات في انتظار الأجيال المقبلة
تشكل نسبة المسطحات المائية التي لم يقترب منها البشر حتى الآن، ما لا يزيد عن 13 بالمئة من إجمالي مساحة المسطحات المائية في العالم، فعمليات الصيد بالإضافة إلى التطورات التكنولوجية، لم تترك تقريبا أي منطقة مهما بدت بعيدة وغير مأهولة. حماية هذه المناطق القليلة مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأجيال المقبلة. انك مولز/ ا.ف