تنديد بالضربات الأمريكية وصالح يعتبرها انتهاكا لسيادة العراق
٣٠ ديسمبر ٢٠١٩
رغم اختلاف القوى السياسية العراقية حول من يخلف رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، إلا أن هناك اتفاقا حول التنديد بالضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت فصيلا شيعيا. الرئيس العراقي اعتبرها "انتهاكا" لسيادة العراق.
إعلان
وصف الرئيس العراقي برهم صالح اليوم الاثنين (30 ديسمبر/ كانون الأول 2019) قصف الطيران الأمريكي لمقرات لفصيل تابع للحشد الشعبي في قضاء القائم بأنه "انتهاك لسيادة العراق". ودعا صالح في بيان إلى وجوب احترام سيادة العراق و"تأمين حماية البعثات والسفارات، والقواعد العسكرية العراقية والقوات الدولية المساندة لجهود العراق في مواجهة الإرهاب".
وأثارت هذه الضربات موجة جديدة من المشاعر المعادية للولايات المتحدة في العراق، الذي شهدت مدنه الإثنين تظاهرات منددة بواشنطن، سرقت الأضواء من الحراك الاحتجاجي، الذي تشهده البلاد ضد الطبقة السياسية وايران.
وفي النجف والبصرة (جنوب) وكركوك (وسط)، تحولت التظاهرات إلى مسيرات منددة بالولايات المتحدة وقام بعض المتظاهرين بحرق العلم الأميركي.
من جانبه ندد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بالضربات الجوية الأمريكية في العراق، قائلا إن "الهجوم غير مقبول وستكون له عواقب وخيمة". وذكر مكتب عبد المهدي في بيان أن الحكومة ستعلن عن موقفها الرسمي في أعقاب اجتماع لمجلس الأمن الوطني في وقت لاحق.
كما أدان مكتب المرجع الديني الأعلى بالعراق علي السيستاني في بيان، الضربات الأمريكية مشددا "على ضرورة احترام السيادة العراقية وعدم خرقها بذريعة الردّ على ممارسات غير قانونية تقوم بها بعض الأطراف"، في إشارة إلى ما نسب لكتائب حزب الله الشيعية العراقية المنضوية في الحشد الشعبي.
واعتبر السيستاني أن السلطات الرسمية العراقية هي وحدها المعنية بالتعامل مع "تلك الممارسات" داعيا إياها إلى "العمل على عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وتدخل الآخرين في شؤونه الداخلية".
بدورها قالت وزارة الخارجية الروسية إن الضربات الجوية الأمريكية على العراق وسوريا غير مقبولة وستأتي بنتائج عكسية وحثت جميع الأطراف على تجنب إشعال التوتر في المنطقة.
في غضون ذلك ارتفعت الى 25 قتيلاً حصيلة الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت مقرات لقوات الحشد الشعبي تابعة لكتائب حزب الله العراقي الموالي لإيران في قضاء القائم، رداً على مقتل أميركي في هجوم صاروخي، الأمر الذي أثار غضباً في العراق في حين وصف البنتاغون الهجمات بأنها "ناجحة".
أ.ح/ ص.ش (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
عشر سنوات على دخول القوات الأمريكية إلى العراق
في عام 2003 بدأ الاجتياح الأمريكي للعراق. اليوم وبعد مرور عشر سنوات ما الذي تغير في حياة العراقيين؟
صورة من: DW/K. Zurutuza
فقر وفساد في بلد غني
على الرغم من ضخ المليارات من الدولارات لإعادة إعمار البلاد، إلا أن انقطاع التيار الكهربائي وقلة المياه تعد من الأمور اليومية التي يعاني منها العراقيون. وإلى جانب بنية تحتية سيئة للغاية، فإن البلاد تعاني من استفحال الفساد وانتشار الفقر وارتفاع نسبة البطالة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
هجرة ولجوء
تسببت سنوات الحرب وانعدام الأمن والأمان إلى هجرة عدد ضخم من العراقيين إلى خارج البلاد. ووفقا للتقرير السنوي للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لعام 2012 فإن العديد من العراقيين، الذين كانوا يعيشون في بلد الجوار سوريا، قد عادوا إلى العراق هربا من أعمال العنف فيها. وحسب المصدر نفسه فإن نحو مليون ومائتي ألف عراقي يعيشون كلاجئين داخل حدود أراضيهم.
صورة من: DW/K. Zurutuza
تفتيش يومي
نحو خمس العراقيين البالغ عددهم 33 مليون نسمة يعيشون في العاصمة العراقية بغداد، التي تحولت إلى متاهة تعج بالمناطق المغلقة والحواجز الأمنية، حيث يتعين على السكان المرور يومياً عبر نقاط عبور وتفتيش. وعلى الرغم من ذلك فإن التفجيرات والعلميات الانتحارية تكاد تكون يومية، ففي أحدث عملية انفجرت عدة سيارات في المناطق الشيعية ببغداد أسفرت عن مقتل 50 شخصا على الأقل.
صورة من: DW/K. Zurutuza
موت وخراب
يقوم العراقيون بتوثيق عدد القتلى الذين سقطوا منذ بدء الاجتياح الأمريكي للعراق في قاعدة بيانات خاصة. وفي العام الماضي وحده سُجلت 4568 حالة وفاة لمدنيين، وبهذا ارتفع عدد القتلى مرة أخرى عام 2012 لأول مرة منذ عام 2009، فيما سجل عام 2011 مقتل 4144 من المدنيين.
صورة من: DW/K. Zurutuza
واقع مر للنساء في العراق
فقط 40 بالمائة من النساء العراقيات يجدن اليوم القراءة والكتابة، بينما كانت النسبة في السبعينيات تقريبا مائة بالمائة. وفيما كان العراق أول بلد في الشرق الأوسط تتولى فيه امرأة منصب رئيس للحكومة وأول قاضية، تكافح الأرامل اليوم لكسب قوتهن وتُزوج البنات الصغيرات قسرا.
صورة من: DW/K. Zurutuza
العيش في مناطق ملغومة
خلفت الحرب والصراعات الداخلية خلال السنوات العشر الأخيرة إرثا خطيرا في كل أنحاء البلاد، فالعراق يكاد يكون البلد الوحيد التي تنتشر فيه الألغام بهذا الشكل المكثف. ووفقا للأمم المتحدة فإن أكثر من مليونين و700 مليون شخص يعيشون في مناطق ملغومة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
الموت البطيء
تتحدث دراسات طبية مختلفة عن ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السرطان وزيادة حالات وفاة الأطفال. ووفقا للمصدر نفسه فإن هذه النسب أكبر من النسب التي سجلت في هيروشيما وناغازاكي بعد إلقاء القنبلة عليهما خلال الحرب العالمية الثانية. ويعزو الخبراء ذلك بالدرجة الأولى إلى مادة اليورانيوم التي تم استخدامها لمضاعفة مفعول القنابل.
صورة من: DW/K. Zurutuza
"أبناء العراق"
أسس زعماء القبائل السنية في العراق عام 2005 ما يُسمى بـ"أبناء العراق" وذلك بهدف حماية مناطقهم، وسرعان ما تحولت إلى قوات شبه عسكرية لحفظ الأمن في سائر أنحاء البلاد. لكنها لم تحظ لا بالدعم الحكومي ولا بالدعم اللوجستي، ما جعلها أهم هدف لهجمات تنظيم القاعدة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
ربيع عربي في العراق؟
في المناطق ذات الأغلبية السنية يخرج العراقيون منذ ديسمبر/كانون الأول 2012 إلى الشوارع للتظاهر. وتعد هذه الاحتجاجات استمراراً لموجة الاحتجاجات التي بدأت في 2011 ضمن موجة التظاهرات والثورات التي شهدتها المنطقة العربية في إطار ما يمسى بالربيع العربي.
صورة من: DW/K. Zurutuza
كفاح من أجل مستقبل أفضل؟
كتائب ثورة 1920 هي مجموعة مسلحة سنية أخرى تقوم بعمليات ضد الحكومة. وفي حديث مع DW يقول سعد القائد العسكري لهذه الكتائب: "بالنسبة للمسؤولين عن هذه الحرب يتعين أن تكون هناك مسؤولية أخلاقية في مساعدتنا في إعادة إعمار بلادنا"، لافتا بالقول: "لقد تم تبرير الاجتياح الأمريكي للعراق بكذبة كبيرة مفادها أن هناك أسلحة دمار شامل".