بلغت الغارات الجوية في شمال سوريا طورا جديدا باستهدافها لمستشفيات ومدارس أسفرت عن مقتل العشرات بينهم أطفال. واشنطن نددت بقصف المستشفيات فيما اعتبره الأمين العام للأمم المتحدة انتهاكا فاضحا للقانون الدولي.
إعلان
نددت الولايات المتحدة اليوم الاثنين (15 شباط/ فبراير 2016) بعمليات القصف في شمال سوريا التي تستهدف مستشفيات تشرف على أحدها منظمة أطباء بلا حدود. وانتقدت الخارجية الأمريكية مرة جديدة، وفي بيان شديد اللهجة، ما وصفته بـ "وحشية نظام الأسد"، كما "شككت بإرادة و/أو قدرة روسيا على المساعدة في وقفه".
وأعرب المتحدث باسم الخارجية جون كيربي عن استيائه الشديد لكون "نظام الأسد وداعميه يواصلون هذه الهجمات من دون سبب وعلى حساب التزاماتهم الدولية التي يفترض أن تحمي المدنيين الأبرياء"، وذلك في إشارة إلى الغارات الجوية الروسية. وأشار كيربي في بيانه إلى "ضربات جوية شنت في حلب ومحيطها على أهداف مدنية بريئة، وخصوصا مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود ومستشفى للنساء والأطفال في مدينة إعزاز".
الأمم المتحدة: انتهاكات فاضحة للقانون الدولي
في غضون ذلك أعلنت الأمم المتحدة أن إطلاق صواريخ أدى إلى "مقتل نحو خمسين مدنيا بينهم أطفال إضافة إلى العديد من الجرحى" في خمس مؤسسات طبية "على الأقل" ومدرستين في حلب وإدلب بشمال سوريا. وأضاف مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون يعتبر هذه الهجمات بمثابة "انتهاكات فاضحة للقانون الدولي".
ولم يحدد حق الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، المحسوب على المعارضة، رجح في وقت سابق أن تكون الصواريخ روسية. من جهتها، أعلنت أطباء بلا حدود أن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا وفقد ثمانية آخرون إثر تعرض مستشفى سوري تدعمه في منطقة معرة النعمان للقصف.
بدوره أعرب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أنطوني لايك عن "استيائه للمعلومات عن ضربات استهدفت أربع مؤسسات طبية في سوريا منها اثنتان تدعمهما اليونيسيف". وأوضح أن أطفالا قتلوا في إحدى المؤسستين المذكورتين وتم إجلاء عشرات المدنيين. وذكرت اليونيسيف بأن ثلث المستشفيات وربع المدارس في سوريا لم تعد قادرة على العمل بسبب الأضرار الناتجة من النزاع المستمر منذ خمسة أعوام.
بيد أن السفير السوري لدى روسيا قال إن القوات الجوية الأمريكية هي التي شنت غارة جوية أصابت مستشفى تابعا لمنظمة أطباء بلا حدود شمال سوريا. ونقلت وكالة أنباء "انترفاكس" الروسية عن السفير رياض حداد قوله "في الواقع، القوات الجوية الأمريكية هي التي دمرت المستشفى، والقوات الجوية الروسية لم يكن لها أي علاقة على الإطلاق بهذا الشأن".
أ.ح/ع.ش (أ ف ب، د ب أ)
المدنيون في سوريا..ضحايا سنوات الحرب الطاحنة
مضت خمس سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، والتي راح ضحيتها لغاية اليوم مئات الآلاف من المدنيين، الذين عانوا الأمرين من بطش النظام ونيران تنظيم "داعش" والتنظيمات الأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa
المدنيون، وخاصة الأطفال، هم أكثر المتضررين من الحرب. انعدام مياه الشرب دفع هذا الطفل في مدينة حلب إلى الشرب من المياه المتجمعة في الشارع. مأساة إنسانية كبيرة في سوريا.
صورة من: Reuters
مضت أربع سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، والتي راح ضحيتها لغاية اليوم مئات الآلاف من المدنيين، الذين عانوا الأمرين تحت نيران تنظيم "داعش" الإرهابي والتنظيمات المعارضة الأخرى، ومن الدمار والبراميل المتفجرة من قبل نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Muzaffar Salman
الطفولة تضيع بين ركام المعارك. أطفال في مدينة حمص يجلبون المياه لأهاليهم، وهذه قد تكون النزهة الوحيدة لهؤلاء الأطفال خارج المنزل.
صورة من: Reuters
تعاني مناطق عدة في ريف دمشق، كما مدينة دوما، من دمار شامل شل الحياة فيها جراء قصف طائرات حربية أو من البراميل المتفجرة، التي تلقيها مروحيات عسكرية تابعة لنظام الأسد.
صورة من: Reuters/Mohammed Badra
أحد عناصر "الحسبة" وهي الشرطة "الداعشية" يقوم بتفحص بضائع محل للعطور في الرقة، معقل تنظيم "داعش" في سوريا. يفرض عناصر التنظيم المتطرف قيودا شديدة على جميع المحلات والبضائع في المناطق التي يسيطرون عليها.
صورة من: Reuters
نقص المواد الغذائية والطبية، الذي تعاني منه أغلب المدن السورية، تسبب بمئات الوفيات.
صورة من: picture-alliance/dpa
نازحون من مدينة كوباني الكردية قرب الحدود السورية التركية. آلاف اللاجئين الأكراد فروا إلى تركيا بعد المعارك الطاحنة في مدنهم وقراهم ضد تنظيم "داعش".
صورة من: DW/K. Sheiskho
مسيحيو سوريا هم الضحية الجديدة لإرهاب تنظيم "داعش"، وقد شكلوا وحدات لحماية قراهم بعد خطف العشرات منهم في شمال شرق سوريا.
صورة من: DW/K. Sheikho
مخيمات اللاجئين ممتلئة بملايين السوريين الفارين من بطش النظام ونيران "داعش".
صورة من: Reuters/H. Khatib
واعترفت قياديون من "الجيش الحر" بانتهاكات جرت على يد عناصرهم. يذكر أن الجيش الجيش الحر فقد نفوذه على معظم المناطق التي كان يسيطر عليها لصالح مجموعات معارضة أخرى.
صورة من: KHALED KHATIB/AFP/Getty Images
اتهم محققو الأمم المتحدة مقاتلين سوريين مناهضين للحكومة باقتراف جرائم ضد الإنسانية. وقالت اللجنة في تقريرها الذي صدر العام الماضي أن "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام الإسلامية" و"كتيبة الشهيد وليد السخني" جميعها تدير مراكز اعتقال وتعذيب.
صورة من: Fadi al-Halabi/AFP/Getty Images
أما مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، كمخيم اليرموك، فأصبحت جزءا من المشهد السريالي الحزين لمأساة المدنيين من الحرب في سوريا.