تنديد دولي بمقتل فلسطينيين أثناء توزيع مساعدات في شمال غزة
١ مارس ٢٠٢٤
خلف مقتل ما يزيد على 100 شخص في قطاع غزة أثناء توزيع المساعدات على الفلسطينيين إدانة دولية واسعة، حيث اعتبرت الكثير من الدول ما وقع حادث مأساوي ومثير للقلق ويؤكد الحاجة السريعة لوقف إطلاق النار.
إعلان
حث الرئيس الأمريكي جو بايدن على التوصل لاتفاق سريع لوقف لإطلاق النار بعد مقتل ما يزيد على 100 شخص في قطاع غزة أثناء توزيع المساعدات على الفلسطينيين.
وتحدث بايدن هاتفيا، الخميس (29 فبراير/شباط 2024)، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وفقا لما ذكره البيت الأبيض.
وقال البيت الأببض إن جميع القادة أعربوا عن أسفهم للخسائر في الأرواح بين السكان المدنيين، ووصفوا أحداث الخميس بأنها "حادث مأساوي ومثير للقلق".
من جهته ندد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بالحادث الخميس (29 فبراير/شباط 2024). وقال ألباريس عبر منصة إكس إن "الطبيعة غير المقبولة لما حدث في غزة، حيث يموت العشرات من المدنيين الفلسطينيين أثناء انتظارهم للحصول على الطعام، تؤكد الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار". وأضاف أن "المساعدات الإنسانية يجب أن تدخل دون عوائق"، مشددا على "ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي".
غزة: قتلى وجرحى أثناء توزيع المساعدات
01:42
كما نددت فرنسا بمقتل نحو مئة فلسطيني خلال توزيع مساعدات غذائية في شمال غزة. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إن "إطلاق عسكريين إسرائيليين النار على مدنيين يحاولون الوصول إلى الغذاء أمر غير مبرر"، مشيرة إلى أن "هذا الحدث المأسوي يأتي في وقت يشكل فيه الوضع الإنساني في غزة حالة طوارئ مطلقة" مع "أعداد متزايدة لا تحتمل من المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع والمرض".
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس مقتل ما لا يقل عن 112 فلسطينيا وإصابة 760 آخرين الخميس عندما هرع حشد من الناس إلى قافلة مساعدات غذائيةفي مدينة غزة.
واتهمت وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس في غزة جنودا إسرائيليين بإطلاق النار وقتل 104 أشخاص وإصابة 760 آخرين اليوم الخميس أثناء توزيع المساعدات على الفلسطينيين.
ويشار إلى أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
الجيش الإسرائيلي ينفي تعمد مهاجمة سكان غزة أثناء انتظار المساعدات
مقابل ذلك قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاجاري إن الجنود الإسرائيليين لم يهاجموا أي شخص عمدا، وذلك بعد مقتل العشرات من الفلسطينيين الذين كانوا يصطفون انتظارا للحصول على مساعدات في غزة.
وجاء في بيان لهاجاري نشر عبر منصة التواصل الإجتماعي"إكس"، تويتر سابقا، مساء الخميس، أنه عندما وصلت قافلة المساعدات المكونة من 30 شاحنة بتيسير من الجيش الإسرائيلي،"تحرك آلاف الغزيين نحو الشاحنات".
وقال هاجاري إن "البعض بدأ في الدفع بعنف وحتى دهس سكان غزة الآخرين حتى الموت، ونهبوا الإمدادات الإنسانية".
وتابع أن "الحادث المؤسف أدى إلى مقتل وجرح العشرات من سكان غزة".وذكر هاجاري أن جنود الجيش الإسرائيلي أطلقوا فقط طلقات تحذيرية في الهواء لتفريق الحشود، مضيفا أن القوات تراجعت بعد ذلك.
وقال: "إن الجيش الإسرائيلي لم يشن أي غارة تجاه قافلة المساعدات".وتابع "إننا ندرك معاناة الأبرياء في غزة. ولهذا السبب نسعى إلى إيجاد سبل لتوسيع جهودنا الإنسانية". ولم يتسن التحقق من هذه المزاعم بشكل مستقل.
وألقت حركة (حماس) ومصربالمسؤولية على الجيش الإسرائيلي واتهمتا جنوده بتعمد مهاجمة الحشد الجماهيري ، وإطلاق النار على الأشخاص الذين ينتظرون المساعدات.
وأدانت مصر بـ "أشد العبارات" "الاستهداف الإسرائيلي اللاإنساني لتجمع من المدنيين الفلسطينيين العُزّل" الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات.
وأشار مسؤولان كبيران في الأمم المتحدة اليوم إلى أن عدد القتلى الفلسطينيين بسبب القصف الإسرائيلي لقطاع غزة تجاوز 30 ألفا.
ع.ش/هـ.د (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance