ندد رؤساء وملوك وقادة عرب بالاعتداءات التي أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى صباح اليوم الخميس في لندن. ففي القاهرة دان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الاعتداءات، قائلا "نشعر بالأسف الشديد لهذه التفجيرات التي راح ضحيتها مواطنون أبرياء." أما في العاصمة السعودية فقد صدر بيان حكومي أعربت فيه حكومة الرياض عن استنكارها بشدة للتفجيرات وتعاطفها مع الحكومة البريطانية وشعبها. وفي دمشق ندد الرئيس السوري بشار الأسد بالتفجيرات، موجها برقية استنكار لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير أعرب فيها عن تعاطف بلاده مع المواطنين البريطانيين. وفي بغداد قال الرئيس العراقي جلال طالباني إن الإرهاب "آفة عالمية وما حدث في لندن هو أكبر دليل على ذلك." وفي الرباط عبر العاهل المغربي الملك محمد السادس عن إدانته للتفجيرات التي هزت العاصمة البريطانية. أما الحكومة الفلسطينية فقد أعربت على لسان رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع عن إدانتها للتفجيرات.

في غضون ذلك، قالت مصادر الشرطة البريطانية إن أكثر من 37 شخصا قتلوا في سلسلة التفجيرات التي هزت شبكة المواصلات في العاصمة البريطانية لندن وإنها أسفرت كذلك عن إصابة 700 بجروح. في الوقت ذاته لم تستبعد المصادر ذاتها أن يزداد العدد مساء اليوم.

وكانت مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة تطلق على نفسها "قاعدة الجهاد في اوروبا",أعلنت في بيان على موقع على شبكة الانترنت مسؤوليتها عن الانفجارات التي وقعت اليوم الخميس في لندن. وتوعدت هذه المجموعة في البيان نفسه الدول الاوروبية المشاركة في القوة متعددة الجنسيات في العراق وافغانستان بهجمات مماثلة. وقال البيان ان "المجاهدين الابطال قاموا بغزوة مباركة في لندن, وها هي بريطانيا تحترق الآن من الخوف والرعب والفزع في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها". واضاف "لقد حذرنا الحكومة البريطانية مرارا وتكرارا وها نحن قد اوفينا بوعدنا ونفذنا غزوة عسكرية مباركة في بريطانيا بعد مجهودات شاقة قام بها المجاهدون الابطال واستمرت فترة طويلة لضمان نجاح الغزوة". وتابع البيان "ما زلنا نحذر كلا من حكومة الدنمارك وحكومة ايطاليا وكل الحكومات الصليبية من انهم سوف ينالون نفس العقاب ان لم يسحبوا قواتهم من العراق وافغانستان". واختتم البيان "لقد اعذر من انذر".

مجموعة الثماني تدين الهجمات "البربرية"

قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اليوم الخميس ان زعماء مجموعة الثماني توحدوا اليوم في ادانة موجة الهجمات "البربرية" في لندن وتعهدوا بهزيمة الارهاب. وقال بلير وهو محاط ببقية زعماء دول مجموعة الثماني ان قمتهم السنوية ستستمر رغم العنف الذي شهدته بلاده. وأضاف متحدثا بلسان مجموعة الثماني والزعماء الاخرين المجتمعين في اسكتلندا لحضور القمة "اننا ندين هذه الهجمات البربرية ادانة تامة." ومضى قائلا: "اننا متحدون في عزمنا على مواجهة هذا الارهاب وهزيمته." أما الرئيس الامريكي جورج بوش فقد أكد على ضرورة مواصلة الحرب على الارهاب وعدم الاستكانه للارهابيين. وأعلن عن تضامنه ودعمه اللامحدود لبريطانيا، مؤكدا أن الانتصار على الارهاب أمر لا شك فيه. وأعلنت ألمانيا على لسان مستشارها غيرهارد شرودر ووزير خارجيته عن تضامنهما الكامل مع لندن. وقدم المستشار مباشرة تعازيه الى رئيس الحكومة البريطاني. ووفقا لوكالة الانباء الالمانية فان قمة الدول الصناعية الكبرى ستواصل اجتماعها في اسكوتلندا رغم الهجمات الارهابية. في هذه الاثناء أكدت الداخلية البريطانية أن عدد الانفجارات اربعة وليس ستة كما أوردت وكالات الانباء، ثلاثة منها وقعت في محطة مترو لندن وآخر في احد الباصات في العاصمة. وقد قال متحدث باسم الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان الاخير عبر لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن تضامنه وحزنه وتعازيه، مضيفا ان شيراك "اعرب عن تضامن فرنسا والفرنسيين بالكامل" مع بريطانيا. وقال مسؤول كندي في اجتماع مجموعة الثماني ان الزعماء المجتمعين في جلينيجلز سيصدرون بيانا بشأن الهجمات.

ناتو يدعو الى رص الصفوف

ندد الامين العام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر "باقصى العبارات" بالاعتداءات التي هزت لندن صباح اليوم الخميس ودعا الحلف الى "البقاء موحدا في سبيل مكافحة الارهاب". وقال دي هوب شيفر في بيان "اني حزين جدا بسبب الاعتداءات المروعة صباح اليوم في لندن (..) لا يمكن ان يكون هناك اي تبرير لهذه الجرائم البشعة". واضاف الامين العام للحلف "ادين باشد العبارات هذه الاعتداءات التي تؤكد على ضرورة الوحدة في صفوف المجتمع الدولي واعضاء الحلف من اجل مكافحة الارهاب". ويشهد مقر الحلف في بروكسل مشاورات بين الدول الاعضاء الا انه لم يتم بعد الدعوة لعقد اجتماع لمجلس شمال الاطلسي, الهيئة السياسية العليا في المنظمة, حسبما افاد ناطق باسم الحلف.

ادانة عربية

كانت دولة الامارات العربية المتحدة سباقة في ادانة هجمات لندن الارهابية. ونقلت وكالة الانباء الاماراتية عن وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ حمدان بن زايد ال نهيان قوله ان "دولة الامارات تستنكر بكل قوة هذه الجرائم البشعة وتعلن تضامنها التام مع الحكومة البريطانية وتأييدها في كل ما تتخذه من اجراءات لمواجهتها". واضاف الشيخ حمدان ان الامارات "تتقدم بصادق تعازيها للشعب البريطاني ولاسر الضحايا ومواساتها لهم ولذويهم وتعاطفها مع الجرحى والمصابين جراء هذه الاعتداءات البشعة".

حدث هذا الصباح

وكانت سلسلة انفجارات في عدد من محطات مترو انفاق لندن قد وقعت صباح الخميس، كما وقعت انفجارات اخرى في حافلات لنقل الركاب بشوارع العاصمة البريطانية. ووفقا للمعلومات الرسمية فان عدد القتلى اثنان والجرحى 150، في حين تتحدث مصادر سكاي نيوز عن 45 قتيلا وأكثر من 1000جريح. واعلنت وزرارة الداخلية البريطانية انها ستنشر معلومات دقيقية عن أعداد الجرحى والقتلى لاحقا. من ناحية اخرى قال مصدر في الشرطة انه من السابق لاوانه الجزم بان الهجمات ناتجة عن عمليات انتحارية. وانتشرت عقب الهجمات قوات من الجيش حول عدد مواقع الانفجارات لمساعدة الشرطة في السيطرة على جموع المواطنين المحتشدين هناك. وتعرضت حركة المواصلات للشلل التام في العاصمة البريطانية حيث توقفت القطارات وحافلات نقل الركاب كما بدت العاصمة خالية من الزحام المعتاد في الصباح.