بعد أن أجبر على الانسحاب من أجزاء من مدينة تدمر الأثرية، استهدف تنظيم "داعش" شمال شرق المدينة حيث تمكن من السيطرة على حقلين للغاز. في غضون ذلك تدور معارك بين قوات النظام والفصائل الإسلامية في معسكر المسطومة بمحافظة إدلب.
إعلان
سيطر مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش" اليوم الاثنين (18 أيار/ مايو 2015) على حقلين لإنتاج الغاز بالقرب من مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو كيان محسوب على المعارضة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "تمكن مقاتلو التنظيم اليوم من السيطرة على حقلي الهيل والأرك لإنتاج الغاز الواقعين بين تدمر وبلدة السخنة" التي سيطر التنظيم عليها الأربعاء الماضي بعد ساعات من بدء هجومه نحو تدمر. ويبعد حقل الهيل نحو أربعين كيلومترا عن مدينة تدمر، فيما يبعد حقل الأرك نحو 25 كيلومترا.
ويستخدم النظام الغاز المنتج في الحقلين في محطات توليد الكهرباء في حمص وفي مناطق أخرى خاضعة لسيطرته. ويعد حقل الهيل الحقل الثاني لإنتاج الغاز في محافظة حمص بعد حقل الشاعر الخاضع لسيطرة قوات النظام، بحسب رامي عبد الرحمن.
وقال محافظ حمص طلال البرازي لوكالة فرانس برس "الاشتباكات مستمرة شمال وشمال غرب المدينة"، مضيفا في الوقت ذاته ان "الوضع العسكري تحت السيطرة". وقال المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم لوكالة فرانس برس إن "قذيفتين سقطتا في حديقة متحف تدمر من دون التسبب بأي أضرار". وأوضح أنه "تم إفراغ المتحف قبل أسابيع عدة وتم نقل بعض القطع الأساسية إلى أماكن سرية آمنة".
ويتواجد مقاتلو التنظيم عند أطراف تدمر وعلى بعد كيلومتر واحد من مواقعها الأثرية في جنوب غرب المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي. وسيطر مقاتلو التنظيم السبت على مساحة واسعة من الجزء الشمالي من تدمر قبل أن تجبرهم قوات النظام على الانسحاب.
"داعش".. حرب مدمرة على الأرث الثقافي العالمي
يواصل تنظيم "داعش" حربه على الإرث الثقافي العالمي، سواء في ليبيا أو العراق أو سوريا، ومنذ سيطرته على مدينة تدمر الغنية بالمواقع الأثرية والمدرجة على قائمة التراث العالمي، يستهدف التنظيم الإرهابي تلك المواقع واحدة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
معبد بعل شمين يعد من أهم كنوز المدينة الأثرية في تدمر السورية، هو أحدث المواقع الأثرية التي يستهدفها التنظيم الإرهابي، وهي أول مرة يقوم فيها بتدمير آثار تعود للعصر الروماني. وذلك بعد أقل من أسبوع على إعدام عالم الآثار المعروف خالد الأسعد مدير آثار المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
أقدم تنظيم"داعش" وبشكل وحشي على إعدام عالم الآثار السوري المعروف خالد الأسعد(82 عاما). الأسعد عمل طيلة أربعة عقود مديرا للآثار في تدمر، ونال عدة أوسمة من بلدان مختلفة، وله حوالي 40 مؤلفا عن الآثار في تدمر وسورية والعالم. وقد خلفت الجريمة ردود فعل دولية غاضبة.
صورة من: picture alliance/AP Photo
قال تنظيم "داعش" في بيان إنه بات يسيطر بالكامل على مدينة تدمر السورية بما في ذلك المطار العسكري والسجن بعد "انهيار" القوات الموالية للحكومة هناك، ما يثير المخاوف من قيام المتطرفين بتدمير الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي.
صورة من: Fotolia/bbbar
تعد آثار مدينة تدمر واحدة من ستة مواقع سورية أدرجت على لائحة التراث العالمي في عام 2006، أبرزها قلعة الحصن في حمص والاحياء القديمة في دمشق وحلب.
صورة من: Joseph Eid/AFP/Getty Images
مدينة تدمر مدرجة على لائحة تراث اليونيسكو، وتضم آثارا قديمة بهندسة تمزج بين الحضارتين الرومانية واليونانية مع تأثير فارسي.
صورة من: Fotolia/waj
يشتهر الموقع الاثري القائم في جنوب مدينة تدمر بأعمدته الرومانية ومعابده ومدافنه الملكية. وتعتبر مدينة تدمر من أهم الممالك السورية القديمة التي ازدهرت بشكل خاص في عهد ملكتها زنوبيا
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/F. Neukirchen
تعرض أكثر من 300 موقع ذي قيمة إنسانية في سوريا للدمار خلال أكثر من أربع سنوات من النزاع، حسب ما أعلنت الامم المتحدة.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
دمر تنظيم داعش الإرهابي في بداية شهر آذار/ مارس الماضي عدة مواقع أثرية في مدينة الحضرالأثرية في محافظة نينوي شمال غرب العراق. مدينة الحضر مصنفة هي الأخرى ضمن مواقع التراث العالمي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Militant video
قام مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي بتحطيم العديد من المنحوتات والمجسمات الأثرية في متحف نينوي بمدينة الموصل شمالي العراق. وكانت منظمة اليونسكو قد أدانت الحملة وصفتها بأنها جريمة حرب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي في 11 أبريل/نيسان شريطا مصورا لعناصره وهم يدمرون مدينة نمرود الآشورية الأثرية في شمال العراق، والتي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
صورة من: YouTube/WorldBreakingNews2015
استهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" العديد من القبور التاريخية ومن بينها قبر النبي يونس، الذي دمره التنظيم في منتصف السنة الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
11 صورة1 | 11
ولمعركة تدمر أهمية إستراتيجية للتنظيم، اذ تمهد له الطريق نحو البادية السورية المتصلة بمحافظة الأنبار العراقية. كما أنها مهمة من الناحية الدعائية، كون المدينة محط الأنظار عالميا بسبب آثارها، وهو ما دفع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) لطلب تحرك مجلس الأمن، خوفا من تكرار التنظيم تدمير مواقع أثرية في مناطق سيطرته في شمال العراق.
في غضون ذلك، وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، أشار المرصد إلى اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة ومقاتلي الفصائل الإسلامية من جهة ثانية في محيط معسكر المسطومة الذي يعد أحد آخر معاقل النظام في إدلب. وخسر النظام خلال الشهر الماضي أمام مقاتلي المعارضة مدينة ادلب، مركز المحافظة، ومن بعدها مدينة جسر الشغور الإستراتيجية ومعسكر القرميد المجاور.