بعد حوالي أسبوعين من هجومهم على مخيم اليرموك انسحب مقاتلو "داعش" من المخيم الفلسطيني الذي يبعد بضعة كيلومترات عن قصر الرئيس السوري. وبانسحابهم أصبحت جبهة النصرة، المعادية لجماعة أكناف بيت المقدس، الأقوى في المخيم.
إعلان
قال سكان ومسؤول فلسطيني اليوم الأربعاء (15 أبريل/ نيسان 2015) إن تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي المعروف إعلاميا باسم "داعش" سحب معظم مقاتليه من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين على مشارف العاصمة السورية دمشق. وذكرت مصادر أن مئات من مقاتلي "داعش" عادوا إلى معقلهم في الحجر الأسود المجاور الذي أطلقوا منه هجومهم هذا الشهر.
أوضح أحد سكان المخيم ويدعى أبو أحمد هواري "انسحب معظمهم في مناوشات كر وفر في الأغلب دارت بينهم وبين خصومهم." وقال اثنان من السكان إن التنظيم ما زال يقاتل "أكناف بيت المقدس" عند المدخل الشمالي للمخيم على تقاطع شارعي فلسطين واليرموك الرئيسيين. وأضاف الرجلان أن جبهة النصرة أصبحت الآن أكبر قوة في المخيم الذي نزح عنه كثير من سكانه منذ بدأ تنظيم الدولة الإسلامية هجومه.
مخيم اليرموك - جوع وحصار وبراميل متفجرة
يشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا منذ أيام اشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وفصائل المعارضة وقوات النظام السوري. وهو ما ضاعف معاناة المدنيين المحاصرين وسط مخيم يفتقد لأبسط الحاجيات اليومية.
صورة من: picture-alliance/dpa
يشهد مخيم اليرموك منذ أول مايو/ آيار اشتباكات بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي (داعش). كما يتعرض لغارات جوية تشنها قوات النظام السوري.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
بعد دخول "داعش" مخيم اليرموك، هربت منه حوالي 500 عائلة، وفق مصادر فلسطينية، وتوزع أفرادها في أحياء مجاورة للمخيم خاضعة لسيطرة قوات النظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
تراجع عدد سكان مخيم اليرموك من نحو 160 ألف شخص قبل اندلاع الثورة السورية في 2011 إلى نحو 18 ألفا يعيشون منذ عامين تقريبا في ظل حصار خانق تفرضه قوات الأسد.
قتل في هجوم "داعش" الأربعاء الماضي على المخيم 38 شخصا بينهم ثمانية مدنيين، بحسب المرصد السوري. وحتى الحيوانات لم تسلم من تداعيات القتال، الذي يزيد مأساة سكان المخيم.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
أدى هجوم تنظيم "داعش" في الأسبوع الماضي إلى نزوح نحو 2500 من السكان إلى الاحياء المجاورة فيما لا يزال الآلاف محاصرين داخله وبحاجة إلى إغاثة ومساعدات إنسانية عاجلة.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
مخيم اليرموك، الذي أضحى رمزا للمعاناة والحرمان في النزاع السوري، أغرقه هجوم "داعش" عليه في مأساة جديدة، من أبرز ما فيها سوء التغذية ونقص الأدوية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
لا يزال يعيش في مخيم اليرموك حوالي 18 ألف شخص بينهم 3500 طفل، في أوضاع إنسانية صعبة. كما أنهم بحاجة ماسة إلى الطعام والدواء والخدمات الصحية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
"حفرة جحيم" هكذا وصف متحدث باسم وكالة "أونروا" مخيم اليرموك. وتطالب منظمات مساعدة إنسانية بوقف فوري للقتال حتى تتمكن من إيصال مساعداتها لسكان المخيم.
صورة من: Reuters
يعتمد سكان المخيم بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية، لكن منظمات المساعدة لم تعد قادرة على الدخول إلى اليرموك بسبب استمرار القتال والغارات الجوية للنظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
غادر العديد من الأطباء ومنظمات الرعاية الصحية المخيم بعد احتدام المعارك. وهو ما ينذر بكارثة خطيرة وسط تردي الوضع الإنساني في المخيم، الذي يبعد عن العاصمة دمشق بثمانية كيلومترات فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
10 صورة1 | 10
وقال أنور عبد الهادي مبعوث منظمة التحرير الفلسطينية لدى دمشق إن جبهة النصرة هي الآن الجماعة الرئيسية في المخيم. وأضاف لرويترز أن "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة كيان واحد ويتبادلان المواقع. وواجهت جبهة النصرة اتهامات من خصومها بتسهيل دخول متشددي "الدولة الإسلامية المخيم".
ورغم أن الجبهة والتنظيم يتنافسان في مناطق أخرى في سوريا إلا أنهما متفقان في عدائهما لأكناف بيت المقدس، التي تربطها صلات بحركة حماس ولها أيديولوجية مخالفة لـ"داعش". وبانسحاب "داعش" من اليرموك تكون جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة هي جماعة المعارضة الرئيسية داخل المخيم.