تنكيس الأعلام فوق مبنى "البوندستاغ" حدادا على وفاة بنديكت
٣١ ديسمبر ٢٠٢٢
فيما نُكست الأعلام فوق مبنى البرلمان الألماني حداداً على رحيل البابا بنديكت السادس عشر، أعلن الرئيس شتاينماير نيته المشاركة في جنازته. المستشار شولتس أشاد بالبابا الراحل كما استذكرت ميركل "بكل امتنان" لقاءاتها معه.
إعلان
نُكست الأعلام فوق مبنى البرلمان الألماني "بوندستاغ" في برلين السبت (31 ديسمبر/ كانون الأول 2022) إلى منتصف السارية حداداً على وفاة بابا الفاتيكان الفخري بنديكت السادس عشر. وقال متحدث باسم البرلمان إن هذه الخطوة تم اتخاذها بالتنسيق مع وزارة الداخلية.
وكان بنديكت السادس عشر الألماني الجنسية توفي صباح اليوم في دير ماتر اكليسيا (الكنيسة الأم) في الفاتيكان عن عمر ناهز 95 عاما. وكان عالم اللاهوت قد تولى رئاسة الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان في الفترة بين 2005 حتى استقالته من منصبه في عام 2013.
من جانب آخر يعتزم الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير حضور جنازة البابا الفخري السابق بنديكت السادس عشر في روما في الخامس من كانون الثاني/ يناير المقبل، حسبما أعلن الرئيس اليوم السبت على متن رحلته المتجهة إلى العاصمة البرازيلية برازيليا.
وقالت متحدثة باسم الرئيس إنه يُجرى التنسيق حالياً مع الهيئات الدستورية الأخرى بشأن حضور ممثلين ألمان رفيعي المستوى لجنازة البابا الراحل الذي كان أول ألماني يتقلد المنصب منذ 700 عام، وأول بابا يقدم استقالته منذ نحو 600 عام بدلا من البقاء في منصبه مدى الحياة.
وأشاد شتاينماير بمناقب بابا الفاتيكان الفخري، واصفا البابا الراحل الألماني المولد بأنه وسيط بين الأديان. وكتب الرئيس الألماني في برقية عزاء: "وحدة المسيحية وحوار الأديان والتعايش بين الدين والمجتمع كانت قريبة بشكل خاص من قلبه. لقد سعى إلى الحوار مع اليهود والمسلمين وكذلك جميع الطوائف المسيحية في جميع أنحاء العالم".
وفي إطار ردود الفعل أيضاً ذكر المستشار الألماني أولاف شولتس أن العالم فقد عالم لاهوت ذكي بوفاة البابا الفخري بنديكت السادس عشر. وكتب شولتس على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" السبت: "بصفته بابا ألمانياً، كان بنديكت السادس عشر بالنسبة للكثيرين - ليس فقط في هذا البلد - زعيم كنيسة مميز... يفقد العالم شخصية ذات طابع مميز للكنيسة الكاثوليكية، وشخصية مثيرة للجدل وعالم لاهوت ذكي. قلبي مع البابا فرنسيس".
بدورها قالت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل إنها تلقت بـ"بالغ الأسى نبأ وفاة البابا السابق بنديكت السادس عشر"، مستذكرة "بكامل الامتنان اللقاءات التي عُقدت معه في روما وألمانيا".
وكتبت المستشارة السابقة على موقعها بشبكة الإنترنت: "لكن في هذه الساعة، أتذكر أيضا الشخص جوزيف راتسينغر وجذوره العميقة في وطنه بافاريا، وآخر مرة زارها فيها كانت قبل عامين حتى يتمكن من وداع شقيقه غيورغ راتسينغر قبل وفاته بفترة وجيزة".
وأضافت ميركل: "تخسر الكنيسة الكاثوليكية وألمانيا والعالم بفقد بنديكت السادس عشر مفكراً دينياً من عصرنا وأكثرهم إثارة للجدل".
وفي مدينة البابا الراحل بولاية بافاريا الألمانية فُتح مسقط رأسه أمام الجماهير تخليداً لذكراه بعد وفاته. وعادة ما يتم إغلاق المنزل، الذي جرى تحويله إلى متحف صغير عن حياة البابا الألماني الراحل، خلال فصل الشتاء، ولكن سيُفتح يومي السبت والأحد بشكل استثنائي.
وفي الغرفة التي ولد فيها البابا الراحل، الذي ولد باسم اسم يوزيف راتسينغر في 16 نيسان/ أبريل 1927، تم إشعال الشموع وضع وردة بيضاء على قطعة قماش سوداء. وتم وضع كتاب التعازي في الردهة.
وأشعل الناس الشموع في ساحة السوق بالمدينة، حسبما أفاد فرانتس هارينغر، المدير اللاهوتي لمسقط رأس بنديكت السادس عشر. وقال هارينغر: "أكثر ما أتذكره هو قدرته على التعبير عن الإيمان بكلمات بسيطة وواضحة - وأيضا موضوع حياته: الإيمان والتفكير والإيمان والعقل".
ع.غ/ أ.ح (د ب أ، آ ف ب)
محطات من حياته.. البابا الألماني بنديكت يقول وداعاً
توفي البابا الألماني بنديكت السادس عشر بعد أن جلس لثمانية أعوام على كرسي القديس بطرس في روما واستقال في عام 2013 وكان أول بابا يقدم استقالته منذ نحو 600 عام بدلا من البقاء في منصبه مدى الحياة. جولة في محطات من حياته.
صورة من: EPA/PIER PAOLO CITO/dpa/dpaweb/picture-alliance
وفاة بعد تدهور حالته الصحية
توفي البابا المستقيل الألماني بنديكت السادس عشر الذي فاجأ تنحيه العالم بأسره عام 2013، صباح السبت عن 95 عاما، كما أعلن الفاتيكان. وكانت صحّة البابا بنديكت السادس عشر هشة منذ سنوات. وتدهورت في الأيام الماضية بشكل كبير.
صورة من: Sven Hoppe/dpa/dpa-Pool/picture alliance
أول بابا ألماني منذ 700 عام
في التاسع عشر من نيسان/ أبريل 2005، في تمام الساعة الخامسة وخمسين دقيقة، تصاعد الدخان الأبيض في الفاتيكان، إشارة لاختيار بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية، فقد أصبح الكاردينال الألماني يوزيف راتزنغر البابا بنديكت السادس عشر. وهو أول بابا ألماني منذ 700 عام يجلس على الكرسي الرسولي في روما.
صورة من: AP
الصدفة تقود البابا لوطنه الأم
وتصادف أن كانت أولى رحلاته إلى الخارج إلى وطنه الأم ألمانيا، إلى مدينة كولونيا، في شهر آب/ أغسطس 2005، أثناء الملتقى العالمي للشباب الكاثوليكي، الذي زاره أكثر من ستمائة ألف زائر.
صورة من: AP
مليون مصلي
وكانت أقوى لحظات تلك الرحلة هي القداس الإلهي الذي احتفل به البابا في ساحة العذراء مريم الواقعة خارج مدينة كولونيا في الحادي والعشرين من أغسطس/آب. كان هذا القداس الذي حضره حوالي مليون زائراً نهاية الملتقى الشبابي، وقضى بعض الحضور الليلة في الساحة في انتظار الصلاة الختامية للملتقى.
صورة من: Getty Images
زيارة الموطن البافاري
منذ توليه الكرسي الباباوي، وعد البابا بنديكتوس السادس عشر أساقفة بافاريا بزيارتهم قريباً. وفي سبتمبر/أيلول 2006 قام البابا البافاري الأصل بزياره موطنه لمدة ستة أيام. أولى المدن التي زارها هي ميونيخ، حيث كان بانتظاره سبعين ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
زيارة إلى مسقط الرأس
كذلك زار البابا مسقط رأسه، قرية ماركتل آم إن قرب الحدود النمساوية. في الصورة يظهر المسكن الذي ولد فيه البابا بنديكت السادس عشر.
صورة من: picture-alliance/dpa
كلمة جامعة ريغينزبورغ
محطة أخرى في بايرن كانت جامعة ريغنسبورغ، حيث قام بابا الفاتيكان بإلقاء محاضرة، أثارت ردود فعل قوية في العالم الإسلامي. فقد اقتبس البابا بنديكت السادس عشر جملة من قيصر بيزنطي كان يربط الإسلام بالعنف، وأدت تلك المحاضرة إلى اندلاع مظاهرات ضخمة في الدول الإسلامية.
صورة من: picture-alliance/dpa
المحطة الأخيرة - مدينة فرايزنغ
آخر محطات البابا في رحلت الثانية إلى موطنه الأم كانت مدينة فرايزنغ التي كان يشغل فيها منصب كاردينال فرايزنغ وميونخ، قبل توجهه إلى روما بدعوة من البابا السابق يوحنا بولس الثاني. في كاتدرائية فرايزنغ، تحدث البابا مع الأساقفة عن أحوال الكنيسة الألمانية قبل أن يغادر البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa
زيارة للبرلمان الألماني
وفي سبتمبر/أيلول 2011 قام البابا بزيارته الثالثة لألمانيا، حيث زار البرلمان الألماني (البوندستاغ) وألقى كلمة فيه، كأول بابا يلقي كلمة في البرلمان. عند بوابة براندنبورغ احتشدت مجموعة من الناس احتجاجا على زيارة البابا، كما قاطع خمسون عضوا في البرلمان كلمة البابا.
صورة من: dapd
قداس في الملعب الأولمبي وتظاهرات في المدينة
وفي نفس الليلة، أقام البابا قداسا في ملعب برلين الأولمبي، حضره 61 ألف شخص، كما حضره الرئيس الألماني والمستشارة الألمانية. في الوقت نفسه، خرجت مظاهرات ضد البابا. من بين المتظاهرين كان هناك أعضاء من البرلمان الألماني.
صورة من: dapd
عودة إلى الفاتيكان
في اليوم التالي ذهب البابا إلى مدينتي إيرفوت وفرايبورغ، ليعود في المساء إلى روما. ورغم علاقته الخاصة بوطنه الأم، من المخطط أن يعيش البابا المستقيل بنديكت السادس عشر والكاردينال السابق يوزيف راتزنغر في الفاتيكان، فهو يريد العيش في أحد الأديرة للتفرغ للعبادة. آرنة ليشتنبرغ/ عباس الخشالي