تواصلت ردود الفعل الأوروبية والدولية بشأن نتائج الانتخابات التشريعية الألمانية وتراوحت بين مهنئ للمستشارة ميركل ومحذر من الاختراق التاريخي لحزب اليمين الشعبوي الذي يدخل البرلمان لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية.
إعلان
أولى ردود الفعل جاءت من باريس حيث قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه اتصل بالمستشارة أنغيلا ميركل لتهنئتها على الفوز بولاية رابعة مشيرا إلى أن فرنسا وألمانيا ستواصلان التعاون. وقال ماكرون في تغريدة على تويتر "اتصلت بأنغيلا ميركل لتهنئتها. سنواصل بعزم تعاوننا الحيوي من أجل أوروبا ولبلدينا".
كما رحب رئيس الوزراء الفنلندي جوها سيبيلا بفوز ميركل. وغرد على صفحته على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي: "تهانينا لزميلتي الأوروبية الفاضلة أنغيلا ميركل لتحقيقها النصر في انتخابات 2017 تعاوننا الجيد سيتواصل!".
من جهتها، أبدت الجماعات اليهودية في أوروبا والولايات المتحدة قلقها من نجاح حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف في الانتخابات وحثت الأحزاب الأخرى على عدم الدخول في تحالف معه. وأشارت النتائج إلى حصول حزب البديل من أجل ألمانيا على 12.6 في المئة من الأصوات مما يسمح له بدخول البوندستاغ (البرلمان الألماني) لأول مرة كثالث أكبر حزب في البلاد. ولم يُمثل الحزب في البرلمان منذ الخمسينات مما يعكس جهود ألمانيا لإبعاد نفسها عن فظائع المحرقة النازية.
ووصف رونالد لودر رئيس المؤتمر اليهودي العالمي ومقره نيويورك المستشارة أنغيلا ميركل بأنها "صديق حقيقي لإسرائيل والشعب اليهودي" وانتقد مكاسب حزب البديل من أجل ألمانيا في وقت تتزايد فيه معاداة السامية في شتى أنحاء العالم حسب وصفه. وقال "أمر مقيت أن يصبح لحزب البديل من أجل ألمانيا، وهو حركة رجعية مخجلة تعيد للأذهان أسوأ ما في ماضي ألمانيا ويجب حظره، القدرة داخل البرلمان الألماني على الترويح لبرنامجه الخسيس". وحث المؤتمر اليهودي الأوروبي أحزاب الوسط على التمسك بتعهداتها بعدم تشكيل تحالفات مع حزب البديل من أجل ألمانيا.
وقال المجلس المركزي لليهود في ألمانيا إن نتائج الانتخابات أكدت أسوأ مخاوفه وحث الأحزاب الأخرى على البقاء متحدة في معارضة حزب البديل من أجل ألمانيا.
من جهة أخرى، وجه زعيما الحزبين اليمينيين المتطرفين في كل من فرنسا وهولندا، مارين لوبن وغيرت فيلدرز التهنئة لحزب البديل وكتبت لوبن في حسابها على تويتر "نهنئ حلفاءنا في حزب البديل لألمانيا بهذه النتيجة التاريخية. انه رمز جديد ليقظة الشعوب".
كما كتب زعيم حزب الحرية اليميني الهولندي المتطرف غيرت فيلدرز تغريدة جاء فيها "أهنئ حزب البديل لألمانيا"، ثم نشر صورة تجمعه بلوبن وفروكي بيتري الزعيمة السابقة لحزب اليديل من أجل ألمانيا. وفي تغريدة ثانية كتب أن الأحزاب الشعبوية باتت تتقدم في أوروبا، في المركز الثاني في كل من هولندا وفرنسا والنمسا، والثالث في ألمانيا، ويختم تغريدته بالقول: "أعتقد أن الرسالة وصلت".
قبيل الانتخابات البرلمانية الألمانية بقليل، ينشط الساسة من مختلف الأحزاب، في حالة عمل متواصل لا يقتصر فقط على استديوهات التصوير التليفزيوني بل يمتد أيضا إلى الميادين العامة ومقاهي الشيشة.
صورة من: DW/R. Oberhammer
الحفاظ على البيئة..أكثر من مجرد شعار!
حزب الخضر مرتبط بالبيئة والتقنيات الصديقة لها، ولهذا استقلت مرشحة الحزب في مدينة أوستِرودِه الصغيرة بوسط ألمانيا، دراجة كهربية صديقة للبيئة، لتنتقل بها إلى أحد المؤتمرات الانتخابية بالمدينة التي لا يتجاوز عدد سكانها 24 ألف نسمة.
صورة من: DW/R. Oberhammer
طعام صحي وألعاب جماعية
وخلال نفس الحملة الانتخابية التي تهدف لتجميع الأصوات لصالح الخضر، تم تقديم المنتجات الطبيعية للزوار والتي تنوعت بين جعة طبيعية خالية من الكحول، وعصائر ومخبوزات طبيعية (خالية من المواد الصناعية)، بالإضافة إلى تنظيم لعبة جماعية تقليدية بالكرات الصغيرة.
صورة من: DW/R. Oberhammer
هدايا ومعلومات حتى لغير الناخبين
تحتاج الأحزاب لأفكار جديدة في حملاتها الانتخابية في الأحياء التي تقطنها أغلبية مهاجرة، وهنا في قلب حي كورفايلر بمدينة كولونيا، حاول حزب "اليسار" نشر برنامجه وأفكاره من خلال ألعاب وهدايا للصغار وحفلات شواء وتقديم المعلومات عن الحزب للمتواجدين في الاحتفال، بالرغم من أن معظمهم لا يحق له التصويت لعدم امتلاكه جوازَ سفرٍ ألمانياً.
صورة من: DW/P. Böll
الإنصات والحديث المباشر مع الناخب
مرشحة حزب اليسار في حي كورفايلر، هي السياسية غولدانه توكيورِك، والتي فتحت لها أصولها التركية بعض الأبواب لدى الناخبين. وحرصت مرشحة "اليسار"، على نقل فكرة معينة لأصحاب الأصول المهاجرة، وهي أنهم جزء من ألمانيا.
صورة من: DW/P. Böll
أفكارومناقشات
اعتمد حزب "اليسار" في هذه الفعالية الانتخابية في كولونيا، على وضع أفكاره على لوحة أمام المارة، كانت السبب في مناقشات واسعة بين مؤيد ورافض لهذه الفكرة أو تلك.
صورة من: DW/P. Böll
نقاشات متواصلة مع الناخبين
تغيرت الأجواء الهادئة التي يعرفها سكان قرية لودفيغشورغاست القريبة من مدينة كولمباخ بولاية بافاريا، والسبب هو المؤتمر الانتخابي لمرشحة الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري إيمي تسويلنر بصحبة السياسي المخضرم فولفغانغ بوسباخ من الحزب المسيحي الديمقراطي. جذب المؤتمر الانتخابي، الناخبين من المدن والبلدات المجاورة ليس للاستماع فحسب، بل لمناقشة السياسيين أيضا.
صورة من: DW/P. Böll
قضايا ساخنة تغلب على الأجواء الاحتفالية
لم تتركز الأجواء في هذا المؤتمر الانتخابي على شرب الجعة، كما هي العادة في المؤتمرات الانتخابية في بافاريا، بل إن النقاشات كانت ساخنة ومتعلقة بالكثير من القضايا الراهنة على الساحة الألمانية، ومن بينها النقاش حول مسألة وضع حد أقصى للاجئين الذين تستقبلهم ألمانيا سنويا.
صورة من: DW/P. Böll
عندما يفشل السياسي في إقناع الناخب
لا يقتصر الحضور في المؤتمرات الانتخابية لحزب ما، على أنصار هذا الحزب، بل إن هذه المؤتمرات أحيانا تجتذب رافضي برنامج الحزب نفسه، كما هو الحال مع هذا الرجل الذي أعرب عن تشككه في ما جاء خلال مؤتمر الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري. وأعرب بعض الحضور خلال المؤتمر صراحة عن نيتهم التصويت لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي المناوئ للمهاجرين.
صورة من: DW/P. Böll
السيلفي والكلمات الحماسية قبل الوقوف أمام الكاميرا
رجال الأمن يحيطون بمارتين شولتس -منافس المستشارة أنغيلا ميركل على كرسي المستشارية- قبيل دخوله الاستديو للقاء تليفزيوني. وفي هذه اللحظات لم ينس شولتس أنه في خضم حملة انتخابية، إذ حرص على التقاط "السيلفي" مع أنصاره وأدلى ببعض التصريحات الحماسية قبل أن يواجه الكاميرا للمرة الأخيرة قبل الانتخابات.
صورة من: DW/R. Oberhammer
حملة انتخابية في مقهى للشيشة
التقى أنصار حزب "الحزب" الساخر، في مؤتمر انتخابي بمدينة فرانكفورت على نهر الأودَر بشرق ألمانيا. واختار أنصار الحزب أحد مقاهي الشيشة كنقطة تجمع لهم، كما حرصوا على الظهور بملابس رسمية تضفي طابعا جديا على تجمع الحزب الساخر. إعداد: زيلكِه فونش/ ابتسام فوزي