1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تهديدات "الدولة الاسلامية" توحد أعداءها

علاء جمعة٢٠ أغسطس ٢٠١٤

رغم اختلاف الأطراف الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط في الكثير من الملفات الدولية والإقليمية، إلا أن ظهور "الدولة الإسلامية" نحّى هذه الاختلافات جانبا، وباتت العمليات العسكرية الأمريكية ضده تُشن بمباركة سعودية-إيرانية.

Propagandabild IS-Kämpfer
صورة من: picture-alliance/abaca

تشهد المنطقة العربية تحالفات سياسية جديدة، ولدت تغييراً كبيراً في المشهد السياسي الإقليمي، ولعل أوضح هذه التفاهمات الجديدة بين قوى ما تزال رغم ذلك مختلفة في ملفات أخرى، يتمثل في إعلان إيران عن تفهمها المطلق للقرار الدولي لتجفيف منابع الإرهاب وقيامها بتقديم مساعدات عسكرية لقوات البيشمركة، وتأييدها –وإن كان غير معلن- للغارات الأمريكية على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية".

وما يزيد هذه التحالفات غرابة هو انضمام السعودية إلى الرؤية الإيرانية-الأمريكية المشتركة من ملفي "الدولة الإسلامية" وتغيير رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، رغم اختلاف الرياض حتى مع حليفتها الولايات المتحدة في قضايا إقليمية أخرى، كالملف النووي الإيراني والإطاحة بالرئيس المصري الإسلامي السابق محمد مرسي. كما أيدت السعودية الجهود الدولية المشتركة للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" وتبرعت بـ100 مليون دولار للمساهمة في مكافحة الإرهاب.

الضربات الأمريكية قلصت من انتشار تنظيم الدولة الإسلاميةصورة من: picture-alliance/dpa

ظاهرة غير مسبوقة

وهذا ما يؤكده رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم اللندنية عبد الباري عطوان في حديث مع DW عربية، موضحاً أن "تنظيم الدولة الإسلامية أثار رعباً للدول الإقليمية المحيطة ودفعها للتخلي ولو مؤقتاً عن صراعاتها، فالتنظيم بحد ذاته يشكل ظاهرة غير مسبوقة تحصل لأول مرة، وهي ظاهرة عابرة للحدود، أي تجند مقاتلين من داخل وخارج العالم الإسلامي".

ويضيف عطوان بالقول: "الدولة الإسلامية موجودة في قلب الوطن العربي وليس على أطراف العالم الاسلامي كما كان الحال مع القاعدة، وهي مكتفية إسلامياً ومالياً وتسليحاً بعد استيلائها على ملايين الدولارات من مصارف المناطق التي فرضت سيطرتها عليها، فهي تملك نوعاً من الشرعية لآلاف الشبان، الذين تستقطبهم باسم إقامة الخلافة وتهميش للعنصر السني بالعراق".

وهو ما يذهب إليه أيضاً المتخصص في شؤون الإرهاب ومدير مركز دراسات الجنوب في لندن، الدكتور علي الأوسي، إذ يقول في هذا السياق: "تنظيم الدولة الإسلامية أصبح يشكل خطراً على العالم باسره وهو لا يُستبعد تدخل إيراني مباشر في العراق وسوريا ضد المتطرفين، فإيران لن تبقى صامتة وهي ترى الخطر يقترب منها، بل ستتخلى عن الأسلوب غير المباشر المنتهج من حكومات إيرانية متعاقبة في دعمها لأطراف معينة، إلى إرسال قوات عسكرية ايرانية تقاتل في العمق السوري والعراقي".

خطة غير مجدية

لكن الأوسي ينتقد في حواره مع DW عربية، خطة مجلس الأمن الدولي الداعية إلى مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" وتجفيف مصادر تمويله، واصفاً الخطة بـ"غير المجدية". وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى قراراً بموجب الفصل السابع، يهدف إلى إضعاف المقاتلين الإسلاميين المتطرفين في العراق وسوريا بتجفيف مصادر التمويل عنهم ومنعهم من تجنيد المقاتلين الأجانب، كما أدرج بناء على اقتراح بريطاني أسماء ستة قياديين إسلاميين متطرفين من الكويت والسعودية ودول أخرى، يُشتبه في تمويلهم لنشاطات إرهابية بالعراق وسوريا.

ويوضح الأوسي بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" ليس دولة حقيقة، بل هو مجرد عصابات منظمة، فهم لا يملكون مصارف أو يودعون أموالهم فيها، كما أنهم لا يملكون عقارات أو ممتلكات عامة يمكن رصدها، "لذلك لن يكون لهذا القرار قيمة ولن يمكن تطبيقه". كما ينتقد قضية إدراج أسماء معينة على لائحة الإرهاب، قائلاً بأنها مسرحية دولية، "إذ لم تضم هذه القائمة أبو بكر البغدادي رئيس التنظيم أو أي من قادته الآخرين، مما يشكك في جدوى القرار الصادر".

يرى علي الأوسي أن خطة مجلس الأمن الدولي الداعية إلى مكافحة "الدولة الإسلامية" غير المجدية.صورة من: Don Emmert/AFP/Getty Images

توحد العالم للقضاء على التطرف

من جانبه يرى عطوان أن "هذا الإجراء ولو كان ضعيفاً، إلا أنه يعد مقدمة لسلسة من الاجراءات اللاحقة، وهو له شق معنوي كبير يقضي بتوحد العالم للقضاء على التطرف ويجرم التعامل معهم تجارياً واقتصادياً، خاصة بعد استيلاء المتطرفين على آبار نفط، فإنهم سيسعون إلى بيعه وهو ما سيشكل رادعاً للمشترين بالرغم من جدواه الاقتصادية".

ويؤكد رئيس تحرير صحيفة "رأي اليوم" الألكترونية أنه "في الستة أشهر الاخيرة تغيرت الأولويات الأمريكية في المنطقة، فأصبح القضاء على التطرف الاسلامي في العراق وسوريا من الأهداف المهمة، كما تراجع عن ضرورة إسقاط النظام السوري". وحسب عطوان فإن ذلك أنعكس أيضاً على ساحة الصراع السوري، إذ توحدت أطراف متصارعة، وهي الجبهة الاسلامية والجيش الحر وجيش المجاهدين وجبهة ثوار سوريا للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامي".

"تحالف الأعداء" نجم عنه انضمام السعودية إلى الرؤية الإيرانية-الأمريكية المشتركة من ملفي "الدولة الإسلامية" والعملية السياسية في العراق.صورة من: Reuters

وبالنتيجة فإنه بُدأ التحضير لتكوين تحالف غربي-إيراني-عراقي-سعودي لمهاجمة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وكانت لبنته الأساسية تسليح الأكراد وتغيير رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي والإتيان بحكومة وحدة وطنية.

ويضيف عطوان بالقول: "قد نرى في المستقبل القريب جنوداً إيرانيين وعراقيين يحاربون جنباً إلى جنب وتحت غطاء عسكري أمريكي-بريطاني". ويبدو أن أول هذه العمليات العسكرية بدأ على المستوى المحلي العراقي، إذ دخل الأكراد في مواجهة مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في إطار قوات مشتركة مع الجيش العراقي وبغطاء جوي أمريكي، وبمباركة ودعم دوليين كبيرين.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW