تهمة جديدة تضاف إلى 37 تهمة ضد ترامب والأخير يعتبرها "سخيفة"
٢٨ يوليو ٢٠٢٣
أضاف المدّعون الفدراليّون الأمريكيون تهمة جديدة ضد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في قضية الوثائق السرية، وهي تهمة اعتبرها ترامب "سخيفة" و "تدخلات انتخابيا" من قبل خلفه بايدن. الرئيس السابق يواجه 37 تهمة على الأقل.
إعلان
شدد المدعون العامون الفدراليون الخميس (27 تموز/يوليو 2023) التهم الموجهة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في إطار قضيّة تعامله المتهوّر مع وثائق سرّية عندما غادر البيت الأبيض، آخذين عليه محاولته حذف مشاهد التقطتها كاميرات مراقبة تثير اهتمام المحققين.
وتضاف هذه التهم الجديدة إلى ملفّ من المقرّر أن تنطلق المحاكمة فيه بتاريخ 20 أيّار/مايو 2024 في فلوريدا في خضم الانتخابات التهميدية في الحزب الجمهوري التي يعتبر فيها دونالد ترامب الأوفر حظاً لنيل البطاقة الجمهورية للاقتراع الرئاسي المقبل.
وينفي الرئيس السابق، الذي يواجه متاعب قضائية أخرى، أن يكون أقدم على ذلك. وسبق أن وجه الاتهام إلى ترامب مطلع حزيران/يونيو في إطار هذا الملف. لكن في وثيقة قضائيّة نُشرت الخميس، يتّهم المدّعون الفدراليّون الرئيس السابق بأنّه حاول محو لقطات كاميرا مراقبة من مقرّ إقامته في فلوريدا، تجنّباً لوقوعها في أيدي المحقّقين.
ويُتّهم ترامب واثنان من مساعديه بأنّهم طلبوا من موظّف في مقرّ الإقامة "حذف لقطات كاميرا مراقبة من نادي مارالاغو تجنّباً لتسليم هذه الصور" إلى القضاء.
وكان أحد المساعدَين، وولت نوتا، قد اتُهم سابقاً إلى جانب ترامب، في حين أنّها أوّل مرّة يُوجَّه فيها اتّهام إلى المساعد الثاني كارلوس دي أوليفيرا.
ويؤخذ على الرئيس السابق أيضاً الاحتفاظ بوثيقة عسكرية سرية إضافية. وقد عرضها ترامب ووصفها أمام أشخاص عدة بعدما غادر البيت الأبيض، بأنها "سرية جداً" ولم تنزع عنها "صفة السرية" على ما جاء في تسجيل.
37 تهمة
وعلق ترامب على الاتهامات الجديدة عبر موقع محطة "فوكس نيوز" الالكتروني بقوله إنها "سخيفة"، متهماً مرة أخرى خلفه جو بايدن بالوقوف وراء التحقيق الذي يجريه القضاء الفدرالي. وأكد "هذا تدخل انتخابي. لو لم نكن متقدمين بأشواط على بايدن في الكثير من استطلاعات الرأي (..) لما حصل ذلك".
وكانت وجهت إلى ترامب حتى الآن 37 تهمة من بينها "احتفاظ غير قانوني بمعلومات متعلقة بالأمن القومي" و"عرقلة عمل القضاء" و"شهادة زور" في إطار هذه القضية التي دفع ببراءته في إطارها أمام محكمة فدرالية في ميامي في حزيران/يونيو الماضي.
وهو متهم بأنه عرّض أمن الولايات المتحدة للخطر باحتفاظه بوثائق سرية بعد مغادرته البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير 2021 من بينها خطط عسكرية ومعلومات حول أسلحة نووية في مقر إقامته في فلوريدا بدلا من تسليمها إلى الأرشيف الوطني كما ينص القانون. ويحظر قانون آخر الاحتفاظ بأسرار دولة في أماكن غير مرخصة وغير مضبوطة أمنياً.
وفي وقت سابق الخميس، قال ترامب إن محاميه اجتمعوا خلال النهار مع ممثلين عن وزارة العدل قبل توجيه اتهام جديد محتمل في إطار قضية أخرى مرتبطة بمحاولات قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية في 2020 التي خسرها.
في 18 تموز/يوليو أعلن ترامب أنه تلقى رسالة من جاك سميث يبلغه فيها أن التحقيق الفدرالي يطاله شخصياً حول محاولات قلب نتيجة هذه الانتخابات ولا سيما الهجوم على مقر الكونغرس في السادس من كانون الثاني/يناير 2021. في إطار هذه القضية، قد توجه إليه ثلاث تهم وهي التآمر على الدولة وعرقلة عملية رسمية وحرمان من الحقوق. وسيضاف احتمال توجيه اتهام فدرالي له في هذا الملف الأخير إلى ذلك الموجه إليه في إطار أرشيف البيت الأبيض وذلك الذي تجريه ولاية نيويورك حول دفع أموال مشبوهة إلى ممثلة أفلام إباحية.
وقد يواجه ترامب متاعب إضافية. فيتوقع أن تعلن مدعية عامة في جورجيا بحلول أيلول/سبتمبر نتائج تحقيقها حول الضغوط التي مارسها في محاولة لتغيير نتائج الانتخابات الرئاسية 2020 في هذه الولاية الجنوبية.
خ.س/ع.ج.م (أ ف ب)
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ