1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الهزات الارتدادية للزلازل.. ما أسبابها ومدى خطورتها؟

٩ سبتمبر ٢٠٢٣

مخاوف من هزات ارتدادية قوية عقب زلزال المغرب، بعد نحو سبعة أشهر من هزات تلت زلزال وتركيا وسوريا، ما أسفر عن خسائر فادحة. فما ما هي توابع الزلزال؟ ومتى يمكن أن تحدث وما مدى خطورتها؟ وما علاقة الصفائح التكتونية بذلك؟

آثار الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب في مراكش (09.09.2023)
الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب أسفر عن مقتل أكثر من 800 شخصصورة من: Fadel Senna/AFP/Getty Images

مئات الأشخاص قضوا ليلتهم في ساحة جامع الفنا الشهيرة بمدينة مراكش خشية هزات ارتدادية بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب ليل الجمعة السبت (8/ 9 أيلول/سبتمبر 2023) وأسفر عن 820 قتيلًا و672 جريحًا، بحسب وزارة الداخلية، وذلك بعد أكثر من سبعة أشهر من زلزال مدمر خلف خسائر بشرية ومادية كبيرة في تركيا وسوريا في السادس من فبراير/شباط 2023.

فلم يكد سكان تركيا وسوريا أن يفيقوا من هول الزلزال المدمر حتى حدثت هزات ارتدادية أخرى أو ما يُطلق عليها "توابع الزلزال". وتسبب زلزال تركيا وسوريا المدمر في  وفاة آلاف الأشخاص  بسبب حدوث هزات ارتدادية أخرى أدت إلى انهيار المباني المتضررة والمتصدعة من الزلزال الأول.

توابع الزلزال. ما هي؟

يلي حدوث زلزال كبير هزات ارتدادية أو "توابعه" وتكون قوية خلال الـ 48 ساعة عقب الزلزال الأول وقد تستمر لأسابيع وربما لسنوات في بعض الحالات فيما تبلغ قوة توابع الزلزال بداية من درجة أقل من قوة الزلزال الأول فإذا بلغت شدة الزلزال 7 درجات على مقياس ريختر، فإن العلماء يتوقعون حدوث هزة ارتدادية تالية بقوة تبلغ 6 درجات.

وفي مقابلة DW، قال روجر موسون، الباحث الفخري في  هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، إن هذا يعد معدل وقوع توابع الزلازل، "لكن قد يقع الأمر في بعض الأحيان على خلاف ذلك إذ قد تفوق قوة توابع الزلزال شدة الزلزال الرئيسي، لذلك بصفتي عالم زلازل، يجب أن أكون دائما على استعداد لأي مفاجأة قد تُحدثها الأرض". يشار إلى أن المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا تعرضت لهزات ارتدادية أخرى كانت بنفس قوة الزلزال الأول.

لا يعتبر العلماء الزلزال حدثا فرديا إذ حدث بين الخط الأول والثاني من خطوط الصدع بعيدا عن الزلزال السابق لأن الهزات الارتدادية أو توابع الزلزال تحدث نتيجة محاولة الصفائح التكتونية  للأرض العودة إلى مكانها على طول خط الصدع.

وقال العلماء إنه وقع أكثر من مئة هزة ارتدادية أخرى منذ حدوث كارثة الزلزال في تركيا وسوريا.

ويقول موسون إنه قد لا تحدث هزات ارتدادية إذا كانت قوة الزلزال  ضعيفة، لكن في حالة وقوع زلزال قوي، فإن حدوث هزات ارتدادية بعده يعد أمرا مسلما به.

الأسباب وراء تزايد قوة توابع الزالزل؟

بلغت قوة الهزة الارتدادية التي وقعت عقب زلزال تركيا وسوريا 7.5 درجة على مقياس ريختر في معدل يقترب من قوة الزلزال الأول والتي بلغت 7.8 درجة فيما يقول العلماء إن هذا الأمر يعد غير شائع.

ويرجع موسون، الذي يُجري أبحاثا في جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة، السبب وراء ذلك إلى أن الزلزال الأول  لم يحدث على طول خط صدع واحد وإنما يمكن القول بأنه حدث في منطقة صدع شرق الأناضول المعروفة بنشاطها الزلزالي.

وأضاف أن هذا الأمر يشبه حدوث تصدع كبير بما يشمل تجمع خطوط صدع ثانوية حوله، مشيرا إلى أن الزلزال الأول أدى إلى حدوث "تجمع" للزلازل على طول الصدوع الجديدة التي نجمت عن الصدع الرئيسي وهو الأمر المغاير للهزات الارتدادية النموذجية التي تحدث على طول خط الصدع للزلزال الرئيسي.

 

متى تقع توابع الزلزال وما فترة حدوثها؟

لكن الأمر يثير تساؤلات حيال متى يُتوقع حدوث توابع الزلزال وما إلى متى يمكن أن تستمر؟ وفي ذلك، يقول العلماء إن الأمر يعتمد على قوة شدة الزلزال الأول.

قد تسبب توابع الزلزال في أضرار جسيمة في ضوء أن المباني تصبح متصدعة بعد وقوع الزلزال الأولصورة من: Sertac Kayar/Reuters

بدوره، قال موسون إنه رغم أن توابع الزلزال الأكثر شدة سوف تتوقف على الأرجح بعد حوالي يومين من وقوع الزلزال الأول، إلا أنه من الممكن أن تتضاءل توابع الزلزال تدريجيا، لكنها لن تتوقف تماما حتى بعد عام من حدوث الزلزال الرئيسي.

وتشير أبحاث أخرى إلى أنه في بعض المناطق ذات النشاط الزلزالي مثل خط الصدع الزلزالي "نيو مدريد"  بولاية ميسوري الأمريكية، فإن توابع الزلازل الصغيرة قد تستمر لعدة قرون بعد حدوث الزلزال الأول.

ما مخاطر الهزات الارتدادية في المغرب؟

وفيما يتعلق بزلزال المغرب، يقول العلماء إنه يتعين الانتظار ليوم أو يومين للحصول على رؤية واضحة حيال مخاطر حدوث هزات ارتدادية أخرى إذ يمكن أن يؤدي تنشيط خط الصدع إلى حدوث هزات ارتدادية أخرى.

وأضاف العلماء أن توابع الزلزال قد تظل خطيرة ومدمرة إذ قد تسبب هزة صغيرة في انهيار مبنى متصدع جراء الزلزال الأول وهو ما يخلف دمارا كبيرا.

وفي ذلك، قال موسون إنه في الغالب تتسبب الهزة الارتدادية في ضرر غير متناسب مع قوتها، لكن الأمر يعود إلى أن المباني باتت متضررة جراء الزلزال الأول، مضيفا "هذا يعد أحد الأسباب التي تدفع سلطات الدفاع المدني إلى التجول في المنطقة المنكوبة جراء الزلزال الكبير من أجل تمييز المباني المتضررة وغير الآمنة من أجل تحذير السكان  من مغبة العودة إليها".

كلير روث و كارلا بليكر/ م.ع/م.ع.ح

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW