أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اليوم الخميس (الثالث من سبتمبر/ أيلول 2020) إعادة نشر الصحيفة الفرنسية ( شارلي إيبدو) لرسوم كاريكاتورية تسخر من النبي محمد. وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي  في بيان صحفي  أصدره الاتحاد، الذي يتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا له، إن "هذه الرسوم تعد استخفافا بالمسلمين، وقلة احترام بحقهم".

وأضاف أن من شأن هذا تأجيج مشاعر المسلمين في كل مكان الأمر الذي يساعد على إثارة الفتن بين المسلمين وغيرهم لأنها تؤدي إلى زيادة الحقد والكراهية بين أصحاب الأديان المختلفة وضرب السلام الاجتماعي بين الناس".

وفي البيان الذي تلقت وكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ) نسخة منه، طالب القره داغي "العالم الحر بالوقوف في وجه هذه الإساءات المتكررة للرسول  محمد والمسلمين"،  مشيرا إلى أنه "لا يمكن أبدا بأي حال من الأحوال تبرير هذه الأفعال غير المسؤولة بحرية الصحافة والتعبير ".

وأشار الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى أن "هذه الأفعال تدخل ضمن مضمون ازدراء الأديان المرفوض الذي يخالف الشرائع والقوانين والأعراف والفطرة السليمة التي تستنكر هذه الاساءات البشعة في حق الرموز والأديان والمعتقدات".

وكانت مؤسسة الأزهر بمصر قد نددت أمس الأربعاء بقرار صحيفة شارلي إيبدو إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية، مع بدء محاكمة شركاء الجهاديين، الذين قضوا على هيئة تحريرها في كانون الثاني/ يناير 2015.

وقال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في بيان على فيسبوك إن "الإصرار على جريمة إعادة نشر هذه الرسوم المسيئة، يرسخ لخطاب الكراهية ويؤجج المشاعر بين أتباع الأديان".

وقالت الصحيفة التي تعد منارة لحرية التعبير للبعض لكن مثيرة للجدل بالنسبة للآخرين الثلاثاء أن "إعادة نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية هذا الأسبوع الموافق لبدء محاكمة شركاء منفذي الهجوم الإرهابي في كانون الثاني/يناير 2015 يبدو أمر ضروري بالنسبة لنا".

لكنّ الأزهر اعتبر قرار إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية "استفزازا غير مبرر لمشاعر ما يقارب الملياري مسلم حول العالم".

ودانت وزارة الخارجية التركية في بيان إعادة نشر الرسوم وقالت: "ندين بشدّة قرار شارلي إيبدو إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لديانتنا ونبيّنا". كما هاجمت الخارجية التركية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب دفاعه ليل الثلاثاء عن "حرية التجديف" في فرنسا في معرض تعليقه على نشر الرسوم الكاريكاتورية.

ويأتي ردّ الفعل التركي في وقت تتصاعد فيه التوتّرات بين أنقرة وباريس على خلفية عمليات التنقيب عن الغاز التي تقوم بها تركيا في مياه تؤكّد اليونان سيادتها عليها في شرق البحر المتوسط.

ص.ش/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)