تتجه الأنظار إلى مدينة لويفيل مسقط رأس الملاكم الأسطورة محمد علي في ولاية كنتاكي الأمريكية، إذ من المقرر أن يدفن في مراسم أعدت بدقة شديدة. وسيشارك الرئيس التركي في مراسم الدفن، بينما لم تتأكد مشاركة الرئيس أوباما.
إعلان
أعلن ناطق باسم عائلة محمد علي كلاي الاثنين (السادس من حزيران/ يونيو 2016) أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيحضر جنازة أسطورة الملاكمة العالمي الجمعة في مدينة لويفيل الأميركية. وقال بوب غونيل لوكالة فرانس برس "نعم سيأتي وسيحضر" الجنازة، في إشارة لأردوغان. وقال منظمو مراسم التشييع في بيان أن أردوغان طلب أن يلقي كلمة خلال التشييع الذي يتوقع أن يشارك فيه آلاف الأشخاص ويتابعه العالم أجمع.
ويلقى محمد علي تقديرا في العالم الإسلامي منذ اعتناقه الإسلام في 1964 وبسبب دفاعه عن القيم السلمية والعالمية للإسلام طوال حياته. ولم يؤكد غونيل مشاركة الرئيس الأميركي باراك أوباما إذ أن البيت الأبيض لم يصدر أي بيان في هذا الشأن. لكنه أكد مشاركة الرئيس الأسبق بيل كلينتون الذي سيلقي خطاب تأبين خلال التشييع.
وكانت عائلة محمد علي قد نقلت جثمان أسطورة الملاكمة العالمي إلى مدينة لويفيل مسقط رأسه حيث ستنظم جنازته الجمعة المقبل (العاشر من يونيو/ حزيران 2016). ونقل جثمان بطل الملاكمة من مدينة فينيكس بولاية اريزونا إلى مركز لدفن الموتى في لويفيل بولاية كنتاكي. وكان محمد علي،الذي طبعت شخصيته القوية القرن العشرين، توفي عن 74 عاما في فينيكس حيث يقيم منذ حوالي عشر سنوات.
ونقل جثمان الرجل، الذي انتصر في معارك في أغرب وأبعد أماكن العالم، بتكتم في رحلة خاصة أقلت أبناءه أيضا. ووضع النعش بعد ذلك على عربة في مطار لويفيل ثم نقل بلا ضجيج إعلامي إلى مركز دفن الموتى حيث كان بانتظاره بضع عشرات من المعجبين. ومراسم التكريم العامة ستجرى الجمعة بموكب جنائزي يعبر شوارع في لويفيل تحمل منذ فترة طويلة اسم الرجل الذي تلقى أصلا تقديرا كبيرا في مدينته.
من جهته، عبر دونالد لاسير رئيس مركز محمد علي الصرح الثقافي الكبير المخصص لحياة الملاكم، الذي اعتنق الإسلام في العام 1964 "نأمل أن يأتي عدد كبير من الأشخاص من الخارج". واستمر تدفق المعجبين بمحمد علي ليضعوا باقات ورود أمام المنزل الذي عاش فيه طفولته.
وكان مسؤولون من مختلف الديانات قد التقوا في مركز إسلامي في لويفيل للبحث في ذلك. وقال القس ديريك بينويل من كنيسة تلامذة المسيح "بينما يدفعنا مرشح إلى أقوى منصب في العالم إلى الخوف من الناس المختلفين عنا، نحتاج إلى صوت محمد علي وحضوره"، في إشارة إلى التصريحات المعادية للإسلام التي أدلى بها المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب.
أ.ح/و.ب (أ ف ب، رويترز)
نهاية أسطورة.. رحيل "الملاكم الأعظم" محمد علي
لم يكن الملاكم محمد علي أحد أشهر الرياضيين الذين عرفتهم الحلبة في القرن العشرين فحسب، بل كان "الأعظم" كما كان يصف نفسه، والملاكم الأكثر جاذبية في تاريخ رياضة الفن النبيل، وصاحب مواهب فريدة، ناهيك عن شخصيته المثيرة للجدل.
صورة من: Neil Leifer
وبدأ كاسيوس كلاي وهو اسمه الأصلي قبل أن يعتنق الإسلام والمولود في 17 كانون الثاني/يناير 1942 في لويزفيل (ولاية كنتاكي)، ممارسة الملاكمة بعد أن حاول الثأر من ولد صغير سرق دراجته.
صورة من: picture-alliance/AFP
ولد محمد علي في لويزفيل في كنتاكي بالولايات المتحدة تحت اسم كايسوس مارسيليوس كلاي جونيور في 17 كانون الثاني/ يناير عام 1942.
صورة من: Getty Images/Keystone/K. Gavin
توج بطلا للعالم في الوزن الثقيل في 25 شباط/فبراير 1964 بعد فوزه على مواطنه سوني ليستون حامل اللقب في ميامي بالضربة القاضية خلال الجولة السادسة. وكرر فوزه على ليستون في مباراته الأولى دفاعا عن لقبه في 25 أيار/مايو 1965 بالضربة القاضية في الجولة الأولى.
صورة من: Thomas Hoepker
استبعد علي من المباريات وجرد من الألقاب التي حصل عليها عام 1967 لرفضه الانخراط بالجيش الأميركي في حرب فييتنام ومنع من ممارسة الملاكمة لثلاث سنوات ونصف السنة. قال "لست في نزاع مع الفيتناميين.. لم يطلق علي أي فيتنامي اسم زنجي".
صورة من: Thomas Hoepker
ناضل علي ضد قرار منعه حتى وصل إلى المحكمة العليا التي نقضت الحكم وعاد الى الحلبة عام 1971 ومني في أولى مبارياته بهزيمته الأولى كمحترف أمام مواطنه جو فرايزر بالنقاط، لكنه ثأر لنفسه من فرايزر في 1975 وهزمه بالضربة القاضية في الجولة الرابعة عشرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
أصبح علي مجددا بطل العالم في 1974 حسب تصنيف الجمعية العالمية والمجلس العالمي بفوزه بالضربة القاضية في الجولة الثامنة على جورج فورمان في ما أطلق عليه تسمية "معركة في الأدغال" في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا).
صورة من: imago/UPI Photo
محمد علي في منازلة مع أنتونيو إنوكي في طوكيو عام 1976.
صورة من: picture alliance/IMAGNO
كاسيوس كلاي غير اسمه بعد اعتناقه الإسلام في 1964، إلى كاسيوس اكس تكنيا بزعيم "المسلمين السود" مالكولم اكس. وبعد شهر اعتنق الإسلام وغير اسمه إلى محمد علي دون لقب كلاي لأنه يذكره بالعبودية. (في الصورة مع القيادي المسلم مالكوم إكس).
صورة من: AP
خسر محمد علي لقبه بالنقاط أمام ليون سبينكس في 15 شباط/فبراير 1978، ثم استعاده في 15 أيلول/سبتمبر من السنة نفسها. وانسحب في 1979 لكنه اضطر للعودة إلى الحلبة بعد سنتين وفي سن التاسعة والثلاثين بسبب إساءته إدارة ثروته. لكن هذا لم يكن في مصلحته. في 1981 مني بهزيمة ساحقة أمام مواطنه لاري هولمز الذي كان أقوى منه بكثير. في السنة نفسها هُزم أمام تريفور بيربيك وكانت تلك آخر مباراة يخوضها.
صورة من: Picture-Alliance/dpa
لم يكن محمد علي أسطورة ملاكمة فقط، بل إنه أصبح شخصية محورية كممثل لحركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة. منح في عام 2005، وسام الحرية الرئاسي وهو أرفع وسام مدني في الولايات المتحدة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Vucci
في عام 1996 بدا مريضا في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في أتلانتا، حيث أضعفه داء باركنسون. بعدها أصبح ظهوره علنا نادرا تدريجيا.