تواصل الجدل السياسي في ولاية بافاريا الألمانية بعد صدمة الانتخابات المحلية
٢ أكتوبر ٢٠٠٨ما تزال تداعيات الهزيمة الكبيرة التي مني بها الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري في الانتخابات المحلية في الولاية يوم الأحد الماضي والتي كانت قد بدأت باستقالة رئيس الحزب أرفين هوبر، وتبعتها استقالة رئيس حكومة الولاية جونتر بيكشتاين، تتفاعل في الساحة السياسية البافارية. ففي هذا السياق أطلق بيكشتاين وهوبر بعد استقالتهما تصريحات نارية انتقدا فيها سلفهما السياسي المخضرم ادموند شتويبر، الذي كان يشغل منصب رئيس حكومة الولاية ورئيس الحزب المسيحي الاجتماعي حتى عام 2007 .
وفي مقابلة مع صحيفة "باساور نويه بريسه" الصادرة اليوم الخميس أكد بيكشتاين أن أكبر الأخطاء التي ارتكبها خلال فترة ترأسه لحكومة الولاية تمثلت في أنه لم يسلط الضوء بشكل واضح على التصحيح السياسي الذي قام به بعد أن تولى المنصب خلفا لشتويبر. وقال بيكشتاين إن شتويبر ضيع فترة ليست بالقصيرة العام الماضي بين قرار إعلان استقالته وتنفيذها وقال: "هذه الفترة الانتقالية التي امتدت نحو تسعة أشهر كانت صعبة بشكل استثنائي".
"إنجاز وعبء في الوقت ذاته"
كما لم يسلم شتويبر أيضا من انتقادات لاذعة وجهها له هوبر في تصريحات نشرتها صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" اليوم، حيث أشار فيها إلى أن أخطاء على المستوى السياسي ارتكبها شتويبر قد ساهمت في هذه الأزمة التي تعصف بالحزب. واعتبر في الوقت ذاته السياسي البافاري نفسه ليس طرفا في هذه الأزمة مع عدم تحميله المسؤولية لأي جهة. كما شدد على أن سياسة الإصلاح التي اتبعها الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري منذ عام 2003 كانت "إنجازا وعبئا في الوقت نفسه".
زلزال سياسي في بافاريا
وفي ضوء استقالة هوبر وبيكشتاين اندلع صراع شديد بين عدة شخصيات سياسية تسعى إلى الوصول إلى المنصبين الذين كانا يتقلدهما هذان الرجلان. وفي هذا الإطار يتنافس أربعة مرشحين على هذين المنصبين وهم: هورست زيهوفر وزير الزراعة والمرشح أيضا لتولي رئاسة الحزب ووزير داخلية الولاية يواخيم هيرمان ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب جيورج شميد ووزير ثقافة الولاية توماس جوبيل.
وفي ظل هذه التنافس الشديد فمن المقرر أن يتم إعلان اسم رئيس حكومة الولاية في موعد أقصاه الثامن من شهر تشرين أول/أكتوبر الجاري. يشار إلى أن الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري قد حصل في الانتخابات الأخيرة على 4. 43 في المائة فقط من الأصوات في أسوأ نتيجة يحققها منذ قرابة نصف قرن. وبعد أن حكم الحزب بافاريا منفردا لأكثر من 40 عاما سيتعين عليه السعي لتشكيل ائتلاف مع أحد الأحزاب الصغيرة لكي يحتفظ بالسلطة في الولاية.