تواصل الغارات الأمريكية في اليمن.. و"ملايين اليمنيين في خطر"
١٠ أبريل ٢٠٢٥
أفاد الحوثيون بمقتل ثلاثة اشخاص في ضربات استهدفت صنعاء نسبتها الميليشيا الموالية لإيران إلى الولايات المتحدة. تزامن هذا مع تأكيد العفو الدولية من أن "ملايين اليمنيين في خطر" بعد خفض المساعدات الأمريكية.
أفاد الحوثيون بمقتل ثلاثة اشخاص في ضربات استهدفت صنعاء (ارشيف)صورة من: Khaled Abdullah/REUTERS
إعلان
أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن الخميس (العاشر من أبريل/نيسان 2025) مقتل ثلاثة أشخاص في ضربات نُسبت إلى الولايات المتحدة على العاصمة صنعاء ليل الأربعاء الخميس.
ونقلت وكالة "سبأ" الرسمية للأنباء التابعة للحوثيين عن وزارة الصحة والبيئة بيانا أن الغارات استهدفت منطقة النهدين بمديرية السبعين في العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ عام 2014.
وكانت الوزارة قد قالت في وقت سابق إن أربع غارات استهدفت منطقة رجام في مديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء فضلا عن استهداف جزيرة كرمان في محافظة الحديدة.
وبحسب وزارة الصحة التابعة للحوثيين فقد أسفرت ضربات نفذت ليل الثلاثاء الأربعاء على محافظة الحديدة الساحلية في مقتل 13 شخصا وإصابة 15 آخرين.
وكان الحوثيون قد أعلنوا الأربعاء عن اسقاط مسيرة أمريكية من طراز "أم كيو 9"، إضافة إلى استهداف "هدف عسكري" في إسرائيل بطائرة مسيّرة، كما مهاجمة حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" بعدد من المسيّرات.
ولم يصدر أي تعليق فوري من القيادة المركزية الأمريكية، المسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة، لكنها تؤكد على تواصل عملياتها ضد الحوثيين.
ومنذ 15 مارس/آذار الجاري، تشنّ الولايات المتحدة ضربات جوية كثيفة ضد الحوثيين الذين قالوا إنهم ردوا باستهداف حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر مرات عدة.
ومنذ ذلك التوقيت، تشهد المناطق التي تسيطر عليها الجماعة في اليمن غارات تنسبها إلى الولايات المتحدة بوتيرة شبه يومية.
ملايين اليمنيين في خطر
وفي سياق متصل، حذّرت منظمة العفو الدولية الخميس (العاشر من أبريل/نيسان) من أن قطع المساعدات الأمريكية، مصحوبا بالضربات على المتمردين الحوثيين، ستكون لها عواقب وخيمة على الشعب اليمني الذي يعتمد أكثر من نصفه على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
وفرض ترامب في كانون الثاني/يناير تجميدا للمساعدات الخارجية ريثما تخضع لمراجعة. وأعلنت واشنطن عقب ذلك إلغاء 83% من برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
حذرت العفو الدولية من أن ملايين اليمنيين في خطر بعد خفض المساعدات الأمريكية.صورة من: AHMAD AL-BASHA/AFP/Getty Images
وأشارت المنظمة الحقوقيةإلى أن الولايات المتحدةكانت أكبر مانح إنساني لليمن لسنوات، مشيرة الى أن هذه التخفيضات تهدّد بتعميق إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وقالت الباحثة في شؤون اليمن بمنظمة العفو الدولية ديالا حيدر إن "التخفيضات المفاجئة وغير المسؤولة في المساعدات الأمريكية ستكون لها عواقب كارثية على الفئات الأكثر ضعفا وتهميشا في اليمن، بمن فيهم النساء والفتيات والأطفال والنازحون داخليا".
وأضافت "سيُترك ملايين الأشخاص في اليمن دون دعم هم في أمسّ الحاجة إليه" إذا لم يُلغ تخفيض المساعدات.
وأفادت منظمة العفو بأن الولايات المتحدة قدّمت نصف خطة الاستجابة الإنسانية المنسقة لليمن، إذ منحت دعما بقيمة 768 مليون دولار في العام 2024 وحده.
م.ف /ع.ج.م (أ ف ب)
باب المندب - مضيق لا تتراجع أهميته الاستراتيجية عبر التاريخ
أعلنت السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم "وقفا مؤقتا" لعبور صادراتها البترولية من مضيق باب المندب بعدما هاجم الحوثيون في اليمن ناقلتي بترول. وتظهر من جديد أهمية أمن باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
أهمية منذ فجر التاريخ
لأن مضيق باب المندب يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، أحد أهم البحار من الناحية التجارية والاستراتيجية منذ قدم التاريخ، بدأ الصراع للسيطرة عليه وتأمين عبور السفن فيه منذ أقدم العهود، بداية من مصر القديمة (الفرعونية) ومرورا بالإمبراطوريات المتعاقبة، وحتى القوى العظمى والإقليمية في عصرنا الحاضر.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
باب الدموع
كلمة المندب في اللغة العربية تعني البكاء والنواح على الميت، ولذلك تُحكى حول سبب تسميته بباب المندب حكايات كثيرة، منها ما يُقال أن أمهات الأفارقة على الجانب الغربي، كن يقفن ينحن على أولادهن، الذين أخذهم العرب عبيدا، إلى الشاطئ الآخر من المضيق.
داخل المياه الإقليمية لثلاث دول
وفقا للقانون الدولي فإن المياه الإقليمية لأي دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلا بحريا (حوالي 22 كيلومتر) إلى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعا ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول، هي اليمن وجيبوتي وإريتريا، حيث يبلغ عرضه حوالي 30 كيلومتر بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيان غربا.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
اليمن والسيطرة على باب المندب
في قلب مضيق باب المندب تقع جزيرة بريم اليمينة، التي تقسمه إلى ممرين بحريين أحدها شرقي ضيق، عرضه أقل من 4 كيلومتر وآخر غربي واسع (حوالي 21 كيلومتر) لكن توجد به أيضا جزر أخرى صغيرة تجعل اتساعه أقل من 18 كيلومتر. ويقول العالم العراقي عبدالزهرة شلش العتابي إن من يسيطر على عدن بالدرجة الأولى وجيبوتي بالدرجة الثانية يسيطر على مضيق باب المندب.
صورة من: Imago/photothek
أهمية استراتيجية
رغم أهميته الاستراتيجية منذ القدم، ازداد مضيق باب المندب أهمية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، حيث أصبح الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلا عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتعبر المضيق حاليا من الجنوب للشمال والشمال للجنوب نحو 21 ألف قطعة بحرية سنويا.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الطريق الرئيسي لناقلات البترول
مع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي ازدادت أهمية باب المندب مرة أخرى حيث إنه يربط منطقة الانتاج (الجزيرة العربية) بمناطق الاستهلاك في أوروبا والولايات المتحدة. ويمر منه يوميا ما لا يقل عن 4 ملايين برميل نفط ، حسب الباحث المصري أحمد التلاوي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثغرة أمن قومي لدول عديدة
يشكل أمن مضيق باب المندب مسألة أمن قومي بالنسبة لدول إقليمية مثل مصر وإسرائيل ودول الخليج العربية، خصوصا السعودية. وهناك مخاوف من سيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران على المضيق. واعترفت مصر في عام 2016 بوجود قوات بحرية لها في باب المندب "لوقف إمدادات الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجستية".ا
صورة من: picture-alliance/dpa
القراصنة الصوماليون
قبل تهديد الحوثيين لأمن باب المندب كان هناك القراصنة الصوماليون، الذين ظهروا بقوة عام 2008، حيث بدأوا في مهاجمة السفن العملاقة في منطقة القرن الإفريقي مهددين الملاحة في باب المندب. غير أن التدخل الدولي جعل القرصنة تتراجع تماما منذ عام 2012.
صورة من: picture alliance/AP Photo/F.Abdi Warsameh
أهمية مزدوجة لدول الخليج
لا شك أن الاقتصاد العالمي يتأثر بأمن المضيق لكن بالنسبة لدول الخليج العربية فإن أمن باب المندب أهميته مزدوجة، فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية، ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتي من الحوثيين المدعومين إيرانيا. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين أعلنت السعودية (الأربعاء 25/7/2018) وقفا مؤقتا لمرور نفطها في باب المندب. وارتفعت أسعار النفط عالميا.