تواصل المعارك في رفح.. وإصلاح الرصيف البحري
٧ يونيو ٢٠٢٤قصفت إسرائيل مناطق بوسط قطاع غزة وجنوبه مجددا، الجمعة (7 يونيو/ حزيران 2024)، مما أسفر عن مقتل 28 فلسطينيا، كما تقدمت الدبابات الإسرائيلية صوب الأطراف الغربية لمدينة رفح، وذلك في ظل غياب أي مؤشر على إحراز تقدم في جهود الوسطاء الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ويكثف الوسطاء القطريون والمصريون، بدعم من الولايات المتحدة، جهودهم للتوصل إلى اتفاق يوقف الأعمال القتالية ويضمن إطلاق سراح رهائن إسرائيليين ومحتجزين فلسطينيين فضلا عن تدفق المساعدات للقطاع المدمر لتخفيف الأزمة الإنسانية هناك، لكن مصادر قريبة من المحادثات قالت إنه لا توجد مؤشرات على تحقيق انفراجة.
وذكر سكان أن قوات تقودها دبابات تقدمت نحو الأطراف الجنوبية الغربية لرفح المتاخمة لحدود قطاع غزة مع مصر، وذلك بعد شهر من اقتحام المدينة، فيما قالت إسرائيل إنه هجوم للقضاء على آخر الكتائب التابعة لحركة حماس. وقالوا إن الدبابات تمركزت في حي العزبة بالقرب من ساحل البحر المتوسط، بينما اتخذ قناصة من بعض المباني والأماكن المرتفعة مواقع لهم، وحاصروا عددا من السكان في منازلهم، مضيفين أن نيران البنادق الآلية الإسرائيلية جعلت الخروج خطيرا للغاية.
وصرح مسؤولون من قطاع الصحة التابع لحماس بأن فلسطينيين قتلا وأصيب عدد آخر في غرب رفح جراء قصف الدبابات. كما أفاد مسعفون فلسطينيون في وسط غزة بأن 15 شخصا على الأقل قتلوا في الهجمات الإسرائيلية الليلة الماضية. وأوضح مسعفون أن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب آخرون، من بينهم أطفال، في غارة جوية شنتها إسرائيل على منزل في مدينة خان يونس شمالي رفح. وقال عمال إنقاذ إن ثلاثة فلسطينيين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على مدرسة في مدينة غزة كانت تؤوي بعض الأسر النازحة.
وذكرت حماس اليوم الجمعة أن مسلحين في دير البلح بوسط القطاع قصفوا منزلا تحصن فيه جنود إسرائيليون، مما أسفر عن قتلى ومصابين. أضافت أن طائرات هليكوبتر شوهدت تهبط لإجلاء الوحدة الإسرائيلية المستهدفة.
وقال الجيش الإسرائيلي في آخر تحديث له إنه قتل "عشرات" المسلحين وعثر على أنفاق أخرى ودمر المزيد من البنية التحتية للمسلحين في عملياته المستمرة في البريج ودير البلح بوسط غزة.
وتلقي إسرائيل باللوم على حماس في ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة متهمة إياها بالعمل داخل الأحياء المكتظة بالسكان والمدارس والمستشفيات، وهو ما تنفيه الحركة، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
"الهجمات على أهداف مدنية يجب أن يكون متناسبا"
ويتهم مسؤولون في الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية إسرائيل باستخدام القوة غير المتناسبة في الحرب، وهو ما تنفيه إسرائيل. وأثار الهجوم الإسرائيلي على مبنى مدرسة تشغلها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة، انتقادات شديدة اللهجة وجدلا دوليا محتدما.
وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في جنيف اليوم الجمعة، إن القانون الإنساني الدولي "يحظر شن هجمات سيكون الفقدان العرضي المتوقع في الأرواح المدنية، وإصابة المدنيين، وإلحاق أضرار بالأعيان المدنية أو مزيجا مما سبق مفرطا بالنسبة للمزايا العسكرية الملموسة والمباشرة التي سيتم تحقيقها من هذا الهجوم المعين".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إنه يجب على أطراف الصراع أن تتخذ كل الإجراءات الاحترازية لتفادي أو تقليل خسارة الأرواح البشرية أو إصابة المدنيين والإضرار بالأعيان المدنية. وقال مسعفون فلسطينيون وحركة حماس أمس الخميس إن العشرات من المدنيين قتلوا في غارة إسرائيلية على في وسط غزة. وهو الأمر الذي تنفيه إسرائيل.
ومن جهتها أعلنت السلطات الصحية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة في بيان الجمعة أن 36731 شخصا على الأقل قتلوا في القطاع خلال ثمانية أشهر من الحرب بين إسرائيل والمقاتلين الفلسطينيين. وقال البيان إن هذه الحصيلة تشمل 77 قتيلا على الأقل سقطوا خلال 24 ساعة حتى صباح الجمعة، مضيفا أن 83530 شخصا أصيبوا في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
إصلاح الرصيف البحري وإعادته لغزة
وفي تطور آخر، أعلن الجيش الأمريكي أنه أعاد الجمعة الرصيف العائم المخصص لإدخال المساعدات إلى شاطئ غزة، بعد أن تعرض هيكله لأضرار بسبب عاصفة وإصلاحه في ميناء إسرائيلي قريب.
وقالت القيادة العسكرية المركزية (سنتكوم) المسؤولة عن الشرق الأوسط في بيان إنها "نجحت في إعادة الرصيف المؤقت إلى غزة، ما يتيح الاستمرار في توصيل المساعدات الإنسانية التي تشتد حاجة سكان غزة إليها". وأضافت "في الأيام المقبلة، ستقوم القيادة المركزية الأمريكية بتيسير حركة المواد الغذائية الحيوية وغيرها من إمدادات الطوارئ، دعما للوكالة الأميركية للتنمية الدولية".
وتم تسليم نحو ألف طن من المساعدات الإنسانية عبرالرصيف في وقت سابق من هذا الشهر، لكنه تضرر نتيجة أمواج عاتية بعد حوالي أسبوع من بدء عمليات التسليم. وجرى إصلاح الرصيف في ميناء أسدود الإسرائيلي قبل إعادته إلى ساحل غزة وتشغيله مجددا الجمعة.
وبدأت جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة يوم الأربعاء عندما التقى مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز بمسؤولين كبار من قطر ومصر في الدوحة لمناقشة اقتراح أيده الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطاب الأسبوع الماضي.
ص.ش/ف.ي (رويترز، د ب أ، ا ف ب)