توافق أممي لتشكيل لجنة تحقيق في انتهاكات حرب اليمن
٢٩ سبتمبر ٢٠١٧
بعد صراع طويل ومشاورات معقدة بين دول عربية وغربية داخل أروقة الأمم المتحدة، وافقت المنظمة الدولية أخيرا على تشكيل لجنة تحقيق تتألف من خبراء دوليين للتحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان في حرب اليمن.
إعلان
وافقت الأمم المتحدة اليوم الجمعة (29 أيلول/سبتمبر 2017) على تشكيل مجموعة خبراء للتحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان في حرب اليمن وتحديد المسؤولين عنها. وفي توافق تم التوصل إليه في اللحظة الأخيرة بين قوى غربية ودول عربية أقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتوافق الآراء قرارا قبله وفد اليمن.
وقال الوفد الهولندي نيابة عن مجموعة الدول الغربية الرئيسية في المجلس "هناك ضرورة لإجراء تحقيق دولي يحظى بمصداقية من أجل الوقوف على الحقائق والملابسات المحيطة بالانتهاكات بشكل شامل وشفاف ومستقل ونزيه بهدف وضع نهاية لدائرة الإفلات من العقاب في اليمن".
في غضون ذلك قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الجمعة إن الوضع الإنساني في اليمن "كارثة"، وإن حالات الكوليرا هناك قد تصل إلى مليون حالة بحلول نهاية العام. وقال ألكسندر فيت رئيس بعثة الصليب الأحمر في اليمن إن جميع الأطراف المتحاربة، بما فيها التحالف المدعوم من الغرب الذي تقوده السعودية، تستخدم القوة بشكل مفرط مما يؤدي إلى سقوط "عدد هائل" من الضحايا المدنيين.
وأضاف أنه بالإضافة إلى ذلك بلغ عدد الحالات التي يشتبه بإصابتها بالكوليرا 750 ألف حالة مع وفاة 2119 حالة. ويتوقع الصليب الأحمر 900 ألف حالة إصابة بالمرض على الأقل بحلول نهاية العام. وقال فيت في إفادة صحفية بجنيف "الوضع تطور في الحقيقة بطريقة درامية للغاية وأعتقد أنه أمر لا يقل عن كارثة".
ودعا فيت جميع الأطراف للسماح بفتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية التي تحمل إمدادات إغاثة ضرورية، وأن تحرز تقدما نحو السماح للصليب الأحمر بزيارة أسرى الحرب. وقال "لا أعتقد أن التسوية السلمية ستتحقق في القريب وأشعر بقلق شديد إزاء حقيقة أن امتداد الصراع سيتسبب في مزيد من المشاكل". وأضاف "هذا ما يدعو إلى إتاحة الإغاثة الإنسانية ووصول السلع الأساسية".
ميدانيا، قتل 11 مسلحا من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح اليوم الجمعة وجرح آخرون في معارك مع قوات الجيش الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي بمحافظة مأرب، حسب بيانات قوات الأخير.
ح.ع.ح/ع.ش(أ.ف.ب/د.ب.أ/رويترز)
بعد سنوات من الحرب..اليمن في عمق كارثة إنسانية
مع استمرار الحرب والدمار في اليمن، تزداد محنة المدنيين بسبب تفشي الأمراض والأوبئة، خاصة الكوليرا. كما تساهم صعوبات ومشاكل وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين في تفاقم الوضع الإنساني هناك.
صورة من: Journeyman
تزداد معاناة اليمنيين يوماً بعد يوم في ظل الحرب الدائرة هناك. و يستمرالوضع الإنساني في التدهور، بسبب تفشى الأمراض والأوبئة، خاصة الكوليرا، وارتفاع حدة المجاعة بحسب ما أعلنت عنه العديد من منظمات الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
وساهم تدمير الحرب لأجزاء مهمة من البنية التحتية للبلاد، بما فيها شبكات الصرف الصحي ومحطات تنقية المياه والمرافق الطبية، في تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
وتعاني البلاد من تفشي وباء الكوليرا بسبب تدهور الأوضاع الصحية والذي راح ضحيته ما يقرب من ألفي شخص حتى الآن، في حين سُجلت حوالي 400 ألف حالة إصابة بالمرض منذ نيسان/ أبريل 2017.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
بالإضافة إلى تفشي وباء الكوليرا يعاني ما يقارب من مليوني طفل يمني من سوء التغذية الحاد، كما أن 60 في المئة من اليمنيين لا يستطيعون الحصول على قوتهم اليومي، بحسب منظمات الأمم المتحدة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mohammed
وفي ظل انهيار النظام الصحي تطوع حوالي 16 ألف شخص لتقديم المساعدة الطبية، في حين لم يحصل أكثر من 30 ألف من العاملين في المجال الطبي على رواتبهم لأكثر من عشرة أشهر، ومع ذلك يواصل العديد منهم العمل التطوعي.
صورة من: Picture alliance/AP Photo/H. Mohammed
وتزداد التحذيرات الدولية من خطورة اتساع نطاق تفشي الأمراض والأوبئة في اليمن، إذ هناك مخاوف من أن يتخطى عدد المصابين بوباء الكوليرا 400 ألف ويصل إلى نحو 600 ألف مصاب مع نهاية العام الجاري. كما تم الكشف في الأسابيع الأخيرة عن حالات التهاب السحايا.
صورة من: Picture alliance/AP Photo
وشكت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من ضآلة أموال المساعدات لليمن. إذ بلغ حجم المساعدات التي تدفقت حتى الآن 50 في المئة فقط من قيمة المساعدات التي يحتاجها اليمن خلال هذا العام.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
كما اتهمت الأمم المتحدة التحالف العربي وأطراف الصراع في اليمن بعرقلة جهودها لإيصال المساعدات الإنسانية لليمنيين المتضررين. حيث يواجه العاملون في المجال الإنساني صعوبات في الحصول على تأشيرات الدخول. إعداد: إيمان ملوك