1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

توافق وحكومة شراكة، هل يتوقف النزيف؟

١١ نوفمبر ٢٠١٠

بعد مطالب قضائية باسترجاع رواتب النواب في البرلمان وتقدر بعشرات ملايين من الدولارات، وبعد أن طرح العاهل السعودي مبادرته لحل المشكلة السياسية في العراق، جاءت مبادرة الزعيم الكردي بارزاني لتحل المأزق.

صورة من: AP

مبادرة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أتت أُكُلها وانفرجت العقدة المستعصية، جلال طالباني تولى منصب رئيس الجمهورية، نوري المالكي رئيسا للحكومة، وأسامة النجيفي رئيسا لمجلس النواب .

ولكن العنف الذي يستهدف العراقيين، والذي يقتل كل ساعة في تفجيرات عمياء حاقدة تريق الدم العراقي لتحقيق أهداف سياسية لهذا الطرف أو ذاك، ما زال مستمرا. وأغرب ما في الأمر أن المأزق تمخض عن حكومة توافق وشراكة، وهذا يجعل الناس تتساءل: لماذا الانتخابات إذا؟

لكن الصراع السياسي قد يستمر في العراق ما دامت أطراف دولية وإقليمية عديدة تؤثر فيه وتؤججه.

من يوقف نزيف الدم؟صورة من: AP

من بغداد نقل المحلل السياسي د. واثق الهاشمي تفاصيل المشهد مشيرا إلى أن المخاض العسير صار رديفا لأي قرار عراقي مصيري، ولكن اجتماع اربيل تكلل بحكومة شراكة وطنية، ويوجد( حاليا في ساعة البث) اجتماع للقائمة العراقية لتقاسم المناصب المخصصة لها، حيث من المرجح أن يكون د/ أياد علاوي رئيسا لمجلس السياسات الإستراتيجية، وأسامة النجيفي أو طارق الهاشمي رئيسا لمجلس النواب . ولكن مشكلة أخرى سوف تظهر بعد هذا الاتفاق، وهي الدخول في نفق توزيع الحقائب الوزارية، لأن هذا التوزيع خاضع لاعتبارات سياسية.

كما تطرق الهاشمي إلى إعطاء حقيبة وزارة الخارجية لصالح المطلك

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د واثق الهاشمي: صالح المطلك لوزارة الخارجية والنفط للتحالف الكردستاني)

الكاتبة السياسية د. ناهدة التميمي سلطت الضوء على منصب رئيس الوزراء الذي احتفظ به نوري المالكي معللة ذلك بحصوله على أعلى نسبة أصوات شخصية، ولكن السؤال هو كيف سيكون هذا المنصب دون صلاحيات ما دام مجلس السياسات الإستراتيجية هو الذي يتولى إصدار القرارات. واعتبرت التميمي ان الدوامة التي عاشها العراقيون خلال ثمانية أشهر سببها الصراع على المناصب، فمصلحة الناس غائبة تماما والمصالح الخاصة هي الحاضرة، وإذا كان الصراع على المناصب فلماذا انتخب الناس إذا، وذهبت التميمي إلى أن المشهد السياسي يجب أن لا يرتبط بالانتخابات ما دام الأمر ينتهي دائما بالتوافق والشركة، وتساءلت من سيحل مشكلة الكهرباء، والعراق الغني بالنفط لا كهرباء فيه منذ 7 أعوام؟

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د ناهدة التميمي: لم يتصد قيادي واحد لمشكلة الكهرباء)

أما الكاتب والمحلل السياسي داوود البصري فأثنى على تحليل الدكتورة ناهدة التميمي مشيرا إلى انه يتفق معها في كل ما ذهبت إليه، ومبينا أن الدستور لم ينص على مجلس السياسات الدستورية، وما يحصل في العراق الآن هو خروج على الشرعية الدستورية، وهو عبارة عن صراع على تقاسم الكعكة (المحروقة) وتوزيع المناصب، ومجلس السياسات الإستراتيجية هو تنظيم عائم، فهل يكون علاوي هو الحاكم الناهي، وهل يكون هذا لغما جديدا يهدد بانهيار المشهد السياسي، والأحزاب تتصارع على السلطة والمال والجاه.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: داوود البصري :مجلس السياسات الإستراتيجية فاصلة اعتراضية أتت لإرضاء جميع الإطراف)

إعادة انتخاب طالباني لولاية ثانيةصورة من: AP

وشرح واثق الهاشمي أسباب تمسك التحالف الكردستاني مبينا أنّ وراءه سببين، الأول يتعلق بالوضع داخل إقليم كردستان ، حيث لا يتحمل الإقليم وجود زعيمين، فدستور كردستان ينصّ على رئاسة دورية كل أربع سنوات ولو عاد طالباني إلى المشهد فسوف يطالب باستحقاقه وهذا مالا يقبله بارزاني، والسبب الثاني هو مخالفة دستورية واضحة، فهناك خروقات دستورية كبيرة، فالكرد يقولون إن منصب رئيس الجمهورية هو حق قومي لهم لأنهم الأغلبية الثانية بعد العرب، وهذا غير موجود في الدستور.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د. واثق الهاشمي: منصب رئاسة الجمهورية للأكراد لأنهم يطالبون به ولأن كردستان لا تتحمل وجود زعيمين)

ناهدة التميمي أشارت إلى أن ظهور صالح المطلك إلى المشهد، رغم ما قيل عن اجتثاثه ومنعه من الترشح، يؤشر تدخلات دول الجوار. وبيّنت أنها غير معترضة عليه شخصيا لكنها تتساءل كيف تم اجتثاثه وما سر عودته؟ وأشارت إلى أن هناك دعما إقليميا وقد يكون من السعودية لبعض الشخصيات، وهذا يفسره تراجع القيادات السياسية عن قرار الاجتثاث بحق صالح المطلك.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د. ناهدة التميمي: دول الجوار هي التي تقرر من يبقى ومن يذهب)

داوود البصري بيّن أن السياسة هي فن الممكن وليس فيها عداء دائم أو وفاق دائم، بل هناك مصالح مشتركة، وأعرب عن اعتقاده أن أسامة النجيفي سيغير من مواقفه المعادية للتحالف الكردستاني، وأمام المصالح السياسية تذوب الخلافات، وكل هذا تفسره المساومات و(الفوضى غير الخلاقة).

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: داوود البصري: المساومات هي التي تقرر من يبقى ومن يذهب)

الكاتبة السياسية د. ناهدة التميميصورة من: Nahida El Tamimi

وعاد واثق الهاشمي ليبين أن حزب البعث سيكون في الغالب جزءا من المشهد السياسي القادم وهذا يأتي بضغط أمريكي، وقد جرت ليلة أمس تعديلات هامة على قانون المساءلة والعدالة، وبقي الاختلاف حول نقطة واحدة منه، وهناك مجتثون جرت إعادتهم لتولي مناصب مهمة في الحكومة القادمة، وهو ما يضع مصداقية القادة السياسيين موضع تساؤل لدى الشعب، وكثير من القضايا تمرر اليوم من خلال الدستور وهي في الحقيقة تجاوز فاضح على الدستور.

وفي ملف العنف برز مرة أخرى استهداف المسيحيين، حول ذلك أجرت أميرة محمد حوارا مع السيدة باسكال وردة وزيرة الهجرة والمهجرين السابقة وسألتها بداية عن من يستهدف المسيحيين في العراق فقالت:

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: باسكال وردة: استهداف مسيحيي العراق جزء من استهدافهم في الشرق الأوسط)

ناهدة التميمي اعتبرت أن استهداف المسيحيين في العراق في هذه المرحلة يثير أكثر من سؤال، موضحة أن ذلك يذكر بما جرى لليهود في العراق حيث جرى استهدافهم وإجبارهم على الهجرة، مؤكدة ان الدفع باتجاه التهجير تعود لسببين، إما إن يكون العراق مقبلا على كارثة كبرى وما يجري للمسيحيين يستهدف إنقاذهم من المحنة القادمة، وإما أن هناك من يسعى إلى إخلاء العراق من النخب المثقفة القادرة على مد جسر التواصل مع أوروبا.

داوود البصري اعتبر أن من السذاجة اعتبار الولايات المتحدة الأمريكية قد رفعت يدها عن الملف العراقي، فهذه الدولة التي صاغت سياسة العالم بعد الحرب العالمية الثانية تمتلك مشروعا في العراق والمنطقة لا أحد يعرفه، وعاد البصري ليؤكد أن الجمهوريين الأمريكيين عائدون للسلطة لأن اوباما لا يمثل مصالح الولايات المتحدة، وما يتفق عليه الساسة الأمريكيون لا يستطيع أي رئيس أمريكي أن يغيره، وما يجري في العراق منذ عام 2003 يجري بإرادة أمريكية، وما نراه من عنف هو نجاح لسياسة الولايات المتحدة في تحويل العراق إلى منطقة قتل للقاعدة والتنظيمات الإرهابية، فبدلا من أن تجري المعارك على الأراضي الأمريكية، تجري اليوم في العراق.

الكاتب والمحلل السياسي داوود البصريصورة من: DW

وتحدث واثق الهاشمي عن المبادرة السعودية مشيرا إلى أنها قد أتت في وقت متأخر. وأشار إلى أن مصالح الأحزاب العراقية متشابكة مع مصالح دول عديدة، وكتلة دولة القانون كانت ترفض الذهاب إلى السعودية وكذلك كتلة التحالف الكردستاني التي جاء زعيمها بمبادرة ثبت اليوم أنها هي الناجحة لحل الأزمة، وبين الهاشمي أن ذهاب الكتل إلى هذا البلد سيبيح لكتل أخرى أن تدعو إلى حل مشكلاتها في إيران أو تركيا أو سوريا أو غيرها، أي أن هذه المبادرة ستفتح الباب لتدخلات أخرى.

ناهدة التميمي أيدت ما ذهب إليه داوود البصري وتساءلت كيف لا تستطيع الولايات المتحدة التي تخطط لسياسة العالم، أن تسيطر على المشهد في العراق؟ كما تساءلت كيف لا تسيطر الدولة العظمى على صادرات النفط العراقي التي تسيل منذ 7 أعوام دون حساب ودون وجود عدادات للنفط ؟

وبيّنت أنها تعتقد أن التوافق الذي تم الآن تم بإجازة أمريكية لتمرير موافقة كل الكتل السياسية على تنفيذ المادة 140 من الدستور.

داوود البصري عقّب على ما ذهبت إليه التميمي بالقول إن الولايات المتحدة تسعى لتطمئن على مصالحها في العراق، وتساءل كيف ترضى الولايات المتحدة بشراكة مع إيران بشأن النفوذ في العراق؟ وهي تعطي الوقت للأحزاب العراقية لتثبت في النهاية للناس أنها أحزاب عاجزة وفاشلة بمعنى الكلمة.

واثق الهاشمي اتفق مع ما ذهب إليه داوود البصري مبينا أن الأحزاب السياسية في العراق لا تمتلك ثوابت واضحة، بل أن كل مواقفها آنية ومرحلية وتكتيكية، وهي تعمل في ظل غياب إستراتيجية واضحة لها، وضرب مثلا على ذلك بموقف التيار الصدري خلال الأشهر الثمانية الماضية الذي تغير سبعة مرات.

ودعونا المستمعين إلى مشاركتنا الحوار بالإجابة عن سؤالنا:

كيف تفسّر تأخر تشكيل الحكومة الجديدة رغم التفجيرات وأعمال العنف؟

فذهب حسين الخفاجي إلى أن هناك من يريد تفريغ العراق من النخبة الخيرة، وأعلن استنكاره وإدانته للتفجيرات التي استهدفت المسيحيين، كما دعا الساسة إلى أن يهتموا بالمواطن ومعالجة مشكلاته، وأشار إلى أن الهم الأول للنواب هو الحصول على رواتبهم وطالب بإلغاء رواتبهم لاختبار صدق نواياهم.

ملهم الملائكة

مراجعة يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW