يُعْرف فريق بايرليفركوزن في الدوري الألماني بأنه "الثاني دائما"، بمعنى أن أكثر مركز يحتله الفريق في تاريخ مشاركاته في البطولة الألمانية الأهم هو المركز الثاني، حتى لو ظل متربعا على عرش البطولة قبل نهايتها بقليل، وسواء كان الفائز بايرن ميونيخ أو شالكه أو أي فريق آخر. صحيح أن ليفركوزن يحتل هذا الموسم المركز الرابع في ترتيب فرق البطولة لكنه يحتل المركز الأول من حيث عنف لاعبيه.

وقال موقع فوكوس الألماني إن من سيواجه قلبي دفاع بايرليفركوزن عليه أن يتوقع أن يلحق به الأذى ليس فقط فوق أرضية الملعب، فالمدافع التركي الألماني عُمَر توبراك (25 عاما) وزمليه البوسني إمير سباهيتش (34 عاما) هما حاليا أعنف مدافعي البوندسليغا، بحسب موقع فوكوس الإلكتروني، الذي يرى أن الخطط الهجومية للمدرب روجر شميت مدرب ليفركوزن لم تكن لتنجح لهذه الدرجة لولا المجهود الكبير الذي يبذله توبراك وسباهيتش في خط الدفاع لقطع كل الهجمات وإبعاد كل الكرات عن مرمى الفريق. لذلك فإن شباك بايرليفركوزن هي أقل الشباك تلقيا للأهداف هذا الموسم في البوندسليغا بجانب فريق مينشينغلادباخ أيضا.

حصيلة عنف مقلقة

ارتكب سباهيتش وهو لاعب دولي 40 خطأ ضد المنافس، أما توبراك وهو دولي أيضا فارتكب 39 خطأ. وبهذا يحتل اللاعبان المركزين الثالث والرابع بين أعنف المدافعين في الدوري الألماني. وحتى الآن تلقى سباهيتش سبع بطاقات صفراء في 23 مباراة أي أقل بثلاث بطاقات عن حامل الرقم القياسي المدافع البرازيلي لويز غوستافو مدافع فولفسبورغ. أما توبراك فقد نال البطاقة الصفراء خمس مرات في 22 مباراة علما بأنه اللاعب الوحيد هذا الموسم الذي طرد مرتين من الملعب لحصوله على بطاقتين صفراوين في كل مرة.

وبدا المدافعان سباهيتش وتوبراك في منتهى السوء في آخر مبارتين لفريق ليفركوزن. ففي مباراة هامبورغ دعس توبراك كاحل الكرواتي إيفو إليتشفيتش لاعب هامبورغ مرتين متتاليتين، لكنه وفريقه كانا محظوظين لأن الحكم لم يعاقبه على فعلته، والمباراة لم يمض على بدايتها سوى 14 دقيقة، وكان من المفروض أن يطرد منها. والأكثر من ذلك هو أنها انتهت بفوز ليفركوزن بأربعة أهداف نظيفة. ومن شدة فظاعة ما فعله توبراك قال راينر كالموند الرئيس السابق لبايرليفركوزن إن "ما فعله توبراك كان يستحق الطرد تماما"، ومن المعروف أن توبراك فاز عام 2008 مع منتخب ألمانيا للشباب تحت 19 عاما ببطولة أمم أوروبا، لكنه قرر بعد ذلك اللعب مع منتخب تركيا للكبار.

وفي مباراة بايرليفركوزن في دور الثمانية بكأس ألمانيا التي خسرها الفريق بصعوبة عبر ركلات الترجيح أمام بايرن ميونيخ يوم الأربعاء (8 أبريل/ نيسان 2015)، تدخل سباهيتش بعنف مع قائد بايرن فيليب لام. لكن هذا لا يقاس مع ما فعله بعد انتهاء المباراة بخسارة فريقه.

عنف خارج الملعب ربما يكلفه الكثير

بعد خسارة بايرليفركوزن أمام بايرن ميونيخ فقد سباهيتش أعصابه واشتبك مع عدد من القائمين على النظام في ملعب ليفركوزن "باي أرينا" لدرجة أنه سدد ضربة بالرأس لأحدهما. وتساءل موقع فوكوس عما إذا كان ما حدث بعد المباراة سيكون النهاية بين ليفركوزن واللاعب الدولي البوسني الذي مدد عقده حتى يونيو/ حزيران 2016.

ونشرت صحيفة "بيلد" في موقعها على الإنترنت مقطع فيديو لما حدث بعد المباراة يظهر فيه اللاعب يشارك في شجار مع المنظمين، وقد شاهد مدرب الفريق روجر شميت الفيديو وأعرب عن صدمته مما وقع من لاعبه. كما تعهد نادي ليفركوزن بالتحقيق جديا واتخاذ عقوبات. وعلق المدرب شميت الجمعة (العاشر من أبريل/ نيسان 2015) على الفيديو قائلا "أنا لا أعرف هذا الجانب من اللاعب. إمير كان يجسد الشراسة لكنه لم يكن إطلاقا غير مهذب، حتى عندما يكون خارج الملعب. وبالنسبة لي من الصعب تفهم (ما حدث). لقد كان لاعبا مهما بالنسبة لنا."

ويرى موقع فوكوس أن كلمات المدرب عن سباهيتش بصيغة الماضي توحي بأن اللاعب ربما يتم الاستغناء عنه خصوصا وأن ليفركوزن أعلن أنه سيكون هناك تحقيق " شامل ولا يعرف الهوادة". وذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن شميت أكد أن سباهيتش نفسه شعر بالصدمة مما حدث، وأنه سيغيب عن الفريق لعدة أسابيع بسبب إصابة في الكاحل وأنه من الممكن نظريا "أن يعود للمشاركة قبل نهاية الموسم".

واعتبر البعض أن القول بإصابة سباهيتش، الذي تلقى حتى الآن في مسيرته البطاقة الحمراء إحدى عشرة مرة، مسألة تكتيكية لكن صحيفة بيلد نقلت عن ماينولف شبرينك رئيس قسم التواصل بنادي ليفركوزن أن الحديث عن إصابة تكتيكية هراء، وأضاف: "لقد تعرض إمير سباهيتش لإصابة في الكاحل خلال المنظر (الشجار بعد المباراة) الذي شاهده في التلفزيون عشرة ملايين شخص. وهذه الإصابة ستبعده عن المواجهات طيلة أسابيع".