انطلقت في جنوب أفريقيا أعمال قمة مجموعة العشرين للاقتصادات الرائدة في العالم، والتي قاطعتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وجه اتهامات لجنوب أفريقيا المستضيفة لها. فما هي الأسباب؟
أدت المقاطعة الأمريكية إلى تثبيط خطط الرئيس سيريل رامابوسا للترويج لدور جنوب أفريقيا في تعزيز الدبلوماسية متعددة الأطرافصورة من: Jerome Delay/dpa/picture alliance
إعلان
افتتح رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا، قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ بالتأكيد على أهمية "التعددية" كوسيلة لمواجهة التحديات العالمية.
وقال رامافوسا "لا يمكن مواجهة التهديدات التي تعترضنا إلا من خلال التعاون والشراكات"، مؤكدا أن اعتماد القادة الحاضرين لإعلان مشترك سيُمثل "إشارة مهمة على أن التعددية قادرة على تحقيق نتائج، وهي تُحققها بالفعل".
وقد بدأت قمة مجموعة العشرين للاقتصادات الرائدة اليوم السبت (22 نوفمبر تشرين الثاني 2025)، وتستمر يومين في مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، والتي يخيم عليها غياب العديد من زعماء العالم، فضلا عن نقاش حاد حول الخطة الأمريكية للسلام في أوكرانيا.
إعلان
إلغاء ثلاثي
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ، من بين الزعماء الذين ألغوا أيضا مشاركتهم في قمة مجموعة العشرين التي تعقد لأول مرة في القارة الأفريقية. كما لن يحضر رئيسا الأرجنتين والمكسيك.
وتقاطع إدارة ترامب المحادثات بالكامل لأنها تتهم حكومة جنوب أفريقيا بالقمع الشديد للمزارعين البيض. وترفض جنوب أفريقيا هذه الاتهامات باعتبار أن لا أساس لها. وجعل مضيف القمة، رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا، التركيز ينصب خلال فعالياتها على موضوعات التضامن والمساواة والاستدامة. وتشمل أكبر أولوياته تخفيف عبء الديون عن الدول الناشئة والنامية والتحول العادل في مجال الطاقة والاستخدام العادل والنظيف للمعادن النادرة والتقاسم العادل للأعباء في حماية المناخ والأمن الغذائي.
هناك سعي حثيث للتوصل إلى اتفاق بشأن مسودة إعلان تم إعداده دون مشاركة الولايات المتحدةصورة من: Rao Aimin/Xinhua News Agency/picture alliance
ودعا الأمين العام للأمم المتحدةأنطونيو غوتيريش يوم أمس الجمعة أعضاء مجموعة العشرين إلى "استخدام نفوذهم وأصواتهم لإنهاء الصراعات التي تسبب الكثير من الموت والدمار وزعزعة الاستقرار في جميع أنحاء العالم".
السعي للتوصل إلى اتفاق دون أمريكا
هناك سعي حثيث للتوصل إلى اتفاق بشأن مسودة إعلان تم إعداده دون مشاركة الولايات المتحدة في خطوة مفاجئة وصفها مسؤول كبير في البيت الأبيض بأنها "مخزية". واتفقت وفود مجموعة العشرين مطلع الأسبوع في جوهانسبرغ، على مسودة إعلان القادة قبل القمة، والتي يدور عدد من أهم بنود جدول أعمالها حول تغير المناخ. وقالت أربعة مصادر مطلعة أمس الجمعة إن المسودة وُضعت دون السعي لتوافق مع أمريكا.
وأدت المقاطعة الأمريكية إلى تثبيط خطط الرئيس سيريل رامابوسا للترويج لدور جنوب أفريقيا في تعزيز الدبلوماسية متعددة الأطراف، لكن بعض المحللين أشاروا إلى أن ذلك قد يفيدها، إذا تبنى الأعضاء الآخرون جدول أعمال القمة وأحرزوا تقدما في إعلان جوهري.
ولم يكن من الواضح ما هي التنازلات التي يجب تقديمها بشأن اللغة لجعل الجميع يوافقون على ذلك. وكانت الولايات المتحدة قد اعترضت على أي ذكر للمناخ أو الطاقة المتجددة في المناقشة، وغالبا ما يتحفظ بعض الأعضاء الآخرين على ذلك.
تفاصيل الاتفاق
وتتعلق ثلاثة من أصل أربعة بنود من البنود الأربعة الرئيسية المخطط لها في جدول أعمال جنوب أفريقيا بتغير المناخ، وهي الاستعداد لمواجهة الكوارث الناجمة عن تغير المناخ وتمويل الانتقال إلى الطاقة الخضراء وضمان أن يفيد الإقبال الكبير على المعادن النادرة المنتجين. أما البند الرابع فيتعلق بنظام أكثر إنصافا للاقتراض للبلدان الفقيرة.
وستستضيف الولايات المتحدة قمة مجموعة العشرين في عام 2026، وقال رامابوسا إنه سيتعين عليه تسليم الرئاسة الدورية إلى "مقعد فارغ"، إذ رفضت رئاسة جنوب أفريقيا عرض البيت الأبيض إرسال القائم بالأعمال الأمريكي لتسلم رئاسة مجموعة العشرين.
تحرير: عارف جابو
تغير المناخ .. هل يؤدي إلى زيادة النشاط البركاني في أيسلندا؟
يعتقد باحثون أن ذوبان الأنهار الجليدية يتسبب في تراكم المزيد من الصهارة تحت أيسلندا، وقد يزيد من احتمالات الانفجارات البركانية.
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
حفرة الجحيم
تُظهر صورة التقطتها طائرة مسيرة الحفرة الجميلة والخطيرة المعروفة باسم فيتي، والتي اشتُقت من الكلمة الأيسلندية التي تعني الجحيم. في عام 2021، اكتشف الباحثون أن بركان أسكجا توسع بسرعة، حيث نما بمقدار 11 سنتيمترًا (4 بوصات) في غضون بضعة أشهر فقط. ومنذ ذلك الحين، نما أسكجا بمقدار 80 سنتيمترًا إضافيًا.
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
قياس فقاعات ثاني أكسيد الكربون
يعتقد باحثون أن بركان أسكجا قد نما بسبب تراكم 44 مليون متر مكعب من الصهارة تحت البركان، مما دفعه إلى الأعلى وجعل الانفجارات أكثر احتمالية. تقوم ميشيل باركس، عالمة البراكين في هيئة الأرصاد الجوية الأيسلندية، وهي من أصل أسترالي، بقياس درجة الحرارة بانتظام في فيتي. ويشير الارتفاع الحاد في درجة الحرارة إلى أن الانفجار قد يكون وشيكًا.
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
جليد أقل.. صهارة أكثر؟
لا أحد يعلم متى أو إذا ما كان بركان أسكجا سوف ينفجر. وتريد باركس وفريقها معرفة السبب وراء تراكم هذا الكم الهائل من الصَهارة (مزيج من صخور منصهرة وشبه منصهرة ومعادن وغازات ذائبة) تحت البركان. وهم يتابعون فرضية يمكن أن يكون لها عواقب ليس فقط على أيسلندا، بل وعلى الناس في أنحاء العالم: هل يؤدي تراجع الأنهار الجليدية نتيجة لتغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان إلى زيادة تراكم الصهارة تحت البراكين؟
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
السباحة في بحيرة الحفرة
بعض السياح الشجعان يذهبون للسباحة في فوهة بركان فيتي. بينما ينصب تركيز الباحثين على دراسة نظرية بسيطة، وهي أن الوزن الهائل للأنهار الجليدية يدفع البراكين إلى الأسفل. وعندما يتراجع الجليد، يقل الضغط على قشرة الأرض وغطائها. وقد يحفز هذا التغير في الضغط القوى الديناميكية تحت البراكين لإنتاج المزيد من الصهارة، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى الانفجارات.
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
سباق مع الزمن
قالت عالمة البراكين ميشيل باركس لوكالة رويترز للأنباء: "أيسلندا هي في الأساس واحدة من أفضل الأماكن في العالم لدراسة هذا الأمر، لأننا نمتلك كلاً من النشاط البركاني والأنهار الجليدية". ومازالت الأنهار الجليدية موجودة على أكثر من نصف الأنظمة البركانية النشطة في أيسلندا، لكنها تذوب بسرعة بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
"أصدقاء" يختفون
تتصفح المرشدة السياحية إيريس راجنارسدوتير بيدرسن ألبومًا يحتوي على صور لنهر سكيدارارجوكول الجليدي. لقد كانت هي ووالدها، وهو مراقب متطوع للنهر الجليدي، يراقبان تراجع الجليد لسنوات. هذا العام، أظهر النهر الجليدي تراجعًا بمقدار 300 متر (984 قدمًا). قالت راجنارسدوتير بيدرسن: "إنه أمر مدمر حقًا أن ترى ذلك. إنه مثل مشاهدة أصدقائك يختفون".
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
تفكك الأنهار الجليدية
لايتعلق الأمر فقط بذوبان نهر سكيدارجوكول، بل إن كتل الجليد هذه (الصورة) انفصلت عن نهر فيالسجوكول. وعلى مدى الأعوام المائة والثلاثين الماضية، فقدت الأنهار الجليدية في أيسلندا نحو 16% من حجمها، ونصف هذا الرقم (8%) تعود للعقود الثلاثة الماضية وحدها. ويتوقع العلماء أن يختفي نحو نصف حجم المتبقي من تلك الأنهار بحلول نهاية هذا القرن.
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
المخاطر من القارة القطبية الجنوبية إلى ألاسكا
إلى غاية الآن، لم تُجر سوى دراسات قليلة حول التفاعل بين ذوبان الجليد والنشاط البركاني في أجزاء أخرى من العالم. ومع ذلك، يعتقد باحثون في الولايات المتحدة أن 245 بركانًا حول العالم قد تتأثر، من جبال الأنديز إلى ألاسكا وكامتشاتكا في روسيا. ويعيش حوالي 160 مليون شخص في مناطق مجاورة لأحد هذه البراكين، ومن بينهم 20 ألفًا في المناطق المجاورة مباشرة.
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
كميات كبيرة من الصهارة
تتصاعد الغازات البركانية فوق حافة جبل أسكجا. وقد توصلت نتائج أولية لمشروع باركس إلى أن كمية الصهارة التي تشكلت تحت أيسلندا خلال الثلاثين عامًا الماضية تعادل ضعفين إلى ثلاثة أمثال الكمية التي كانت ستتشكل إذا لم يكن هناك تراجع للأنهار الجليدية. وتقول باركس "إن المزيد من الصهارة تتجمع تحت أيسلندا، ونحن لا نحتاج إلى المزيد منها.. لدينا ما يكفي".
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
بلدة مهددة بالغرق
وفي الوقت نفسه، تؤكد ميشيل باركس أنه من السابق لأوانه إقامة علاقة سببية بين تغير المناخ المتسبب في ذوبان الأنهار الجليدية وزيادة النشاط البركاني، إذ يتعين على الباحثين في مختلف أنحاء العالم أولاً جمع المزيد من المعلومات. وهناك أمر واحد مؤكد وهو أن بلدة فيك الأيسلندية الصغيرة التي نراها هنا سوف تغمرها مياه ذوبان الأنهار الجليدية إذا ثار بركان كاتلا القريب.