تصاعد التوتر مجددا بين أنقرة وواشنطن عقب تصريحات أدلى بها الموفد الأميركي لدى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بريت ماكغورك الذي لمّح إلى أن تركيا فسحت مجالا لتشكيل معقل لتنظيم القاعدة في إدلب بالقرب من حدودها مع سوريا.
إعلان
نددت تركيا الثلاثاء (الأول من آب/أغسطس 2017) بتصريحات بريت ماكغورك الموفد الأميركي لدى التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" "داعش"، الذي لمّح إلى احتمال أن تكون أنقرة أفسحت مجالا لتشكيل معقل لتنظيم القاعدة بالقرب من الحدود مع سوريا، وذلك في إشارة إلى مدينة إدلب.
وكان ماكغورك قد لمّح في خطاب إلى أن أنشطة تركيا سمحت بطريقة غير مباشرة لفصائل مرتبطة بالقاعدة، مثل "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقا) بالسيطرة على محافظة إدلب في شمال سوريا. وقال ماكغورك "تشكل إدلب مشكلة كبيرة اليوم. فهي معقل للقاعدة قريب جدا من الحدود. وهي مسألة سنناقشها حتما مع الأتراك".
واستنكر إبراهيم كالين الناطق باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشدة هذه التصريحات، واصفا إياها بغير المقبولة. وأكد في مقابلة تلفزيونية أن "تلميحا من هذ القبيل يربط بين تركيا وهذه المنظمة الإرهابية في إدلب غير مقبول". وأضاف أن تصريحات المسؤول الأميركي لم تأت "بنية حسنة".
واحتجت وزارة الخارجية التركية على تصريحات ماكغورك واصفة إياها بـ "المستفزة". ولمحت الوزارة إلى أن أنقرة لا تستحب المبعوث الأمريكي ولا تنظر بعين الرضا إلى علاقاته مع المقاتلين الأكراد في سوريا، فهم بنظر تركيا امتداد "لانفصاليي حزب العمال الكردستاني".
فيما وصفت صحيفة تركية حكومية ماكغورك بـ "زعيم الإرهابيين" والمسؤول عن مقتل 46 ألف مدنيا، وذلك في ظل تصاعد غضب تركيا من واشنطن بسبب سوريا. وكتبت صحيفة يني شفق في عنوان لها " أنت قاتل 46 ألف مدني". وينصب الغضب التركي على المبعوث الأمريكي على خلفية علاقته القوية بالميليشيا الكردية السورية .
كما دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حتى إلى تنحي ماكغورك في أيار/مايو غير أن واشنطن أكدت تأييدها لمبعوثها. وتعتبر الولايات المتحدة المقاتلين الأكراد في سوريا، من قبيل وحدات حماية الشعب، القوات الوحيدة في ساحة المعركة التي في وسعها التصدي لعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" ميدانيا وهي تزودهم بالأسلحة، ما يثير حفيظة تركيا.
ي.ب/ أ.ح (د ب أ، ا ف ب)
منشآت طبية ومدارس تحت رحمة القصف في سوريا
لم تسلم المنشآت الطبية والمدارس من نيران القصف في شمال سوريا، وهو ما يتسبب في سقوط قتلى معظمهم من المدنيين. الأمم المتحدة نددت بشدة بهذه الضربات ووصفتها بـ"الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي".
صورة من: Getty Images/AFP/T. Mohammed
أنقاض مستشفى تعرضت للقصف بالقرب من منطقة معرة النعمان في محافظة ادلب. منظمة أطباء بلا حدود قالت إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا وفقد ثمانية آخرون جراء هذا القصف، الذي يتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان روسيا بالوقوف ورائه.
صورة من: Getty Images/AFP
من بين المفقودين في القصف الذي تعرضت له مستشفى معرة النعمان أيضا موظفون تابعون لمنظمة أطباء بلاحدود. وحسب شهود عيان فإن أربعة صواريخ سقطت على هذه المستشفى في انتهاك واضح للقوانين الدولية التي تمنع استهداف منشآت مدنية كالمستشفيات والمدارس.
صورة من: Reuters/Social Media Website
الصيدليات بدورها لم تسلم من القصف، كما هو الحال هنا في مدينة حريتان الواقعة على بعد 10 كيلومترات شمال غرب حلب. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن القصف الجوي الأخير، الذي استهدف خمس مؤسسات طبية على الأقل، أسفر عن مقتل نحو خمسين مدنيا بينهم أطفال.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الغارات على مستشفيات في شمال سوريا رأى فيها البعض على أنها قد ترقى لجرائم حرب، مثلما صرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، والذي طالب أيضا بإجراء تحقيق بخصوص هذه الغارات. هاموند أضاف بهذا الخصوص ".. ينبغي على روسيا أن توضح موقفها، وتظهر بتصرفاتها أنها ملتزمة بإنهاء الصراع وليس تأجيجه".
صورة من: Reuters/K. Ashawi
صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أوضح أن أطفالا قتلوا أيضا في القصف الذي استهدف مؤسسات طبية شمال سوريا. وذكرت اليونيسيف بأن ثلث المستشفيات وربع المدارس في سوريا لم تعد قادرة على العمل بسبب الأضرار الناتجة عن القصف المستمر منذ خمسة أعوام.
صورة من: picture-alliance/dpa/S.Taylor
حي الكلاسة في حلب كان هدفا لمجموعة من الغارات الجوية حولته لأنقاض، وهو ما دفع بالآلاف إلى مغادرة المدينة والنزوح إلى الحدود التركية. ونددت أنقرة بشدة بالضربات الجوية، واتهمت موسكو بأنها "تقصف بدون أي تمييز بين المدنيين والأطفال والعسكريين". في حين نفت موسكو أكثر من مرة الاتهامات.