أمام موجة الهجرة الكبيرة التي تشهدها أوروبا بسبب أزمة اللاجئين، ناشد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك المهاجرين لأسباب اقتصادية إلى عدم القدوم إلى أوروبا، مؤكدا على أن اليونان لن تبقى بلد عبور بعد الآن.
إعلان
دعا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الخميس (الثالث من مارس/آذار 2015) المهاجرين لأسباب اقتصادية إلى عدم القدوم إلى أوروبا وذلك خلال زيارته إلى أثينا غداة الإعلان عن مساعدة أوروبية غير مسبوقة للدول الأعضاء لمواجهة أزمة الهجرة.
ويستكمل توسك جولته على الدول الواقعة على طريق الهجرة إلى أوروبا بزيارته اليونان وبعدها تركيا اللتين تعتبران بوابة عبور المهاجرين، قبل قمة أوروبية مرتقبة الاثنين لبحث أسوأ أزمة هجرة تواجهها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال توسك خلال مؤتمر صحافي في أثينا بعد لقائه رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس "أناشد كل المهاجرين غير الشرعيين لأسباب اقتصادية من أينما أتوا، عدم المجيء إلى أوروبا" متوجها إليهم بالقول "لا تصدقوا المهربين ولا تجازفوا بحياتهم وأموالكم. كلها ستذهب هباء". وأضاف "لن تبقى اليونان ولا أي دولة أوروبية أخرى بلد عبور بعد الآن. سيتم تطبيق بنود اتفاقية شنغن مجددا".
وتابع أن "استثناء اليونان من منطقة شنغن ليس غاية أو وسيلة في هذه الأزمة. اليونان جزء من اتفاقية شنغن ومنطقة اليورو والاتحاد الأوروبي وستبىقى كذلك".
لاجئون عالقون في اليونان يواجهون خيارات صعبة
يواجه اللاجئون القادمون من مناطق آمنة لا تشهد صراعات وحروب، مصاعب كثيرة في اليونان حيث تمنع دول البلقان اجتيازهم الحدود ومتابعة طريقهم إلى ألمانيا ودول غرب أوروبا. وليس أمامهم إلا بعض الخيارات الصعبة منها العودة لبلادهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم أمواج البحر العاتية وزيادة عدد الدوريات، يصل كل يوم ألفان إلى أربعة آلاف لاجئ إلى جزيرة بيرايوس اليونانية. لدى وصول هؤلاء تقوم السلطات بتسجيلهم وأخذ بياناتهم الشخصية، وتمنحهم مهلة 30 يوما بعدها عليهم إما تقديم طلب لجوء أو مغاردة اليونان أو اعتقالهم وترحيلهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
بسبب القيود التي تفرضها دول البلقان على حدودها، حيث تسمح فقط بمرور اللاجئين القادمين من سوريا والعراق وافغانستان، هناك الكثير من اللاجئين القادمين من بلدان أخرى يبحثون عن طريق لمتابعة طريقهم إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى قبل مضي مهلة 30 يوما التي تمنحها أثنيا للاجئين. ولذلك يقع هؤلاء ضحية لشبكات تهريب الأشخاص عبر مقدونيا وألبانيا وبلغاريا إلى دول غربي أوروبا.
صورة من: DW/D. Cupolo
في ساحة فيكتوريا وسط العاصمة اليونانية أثينا، يتجمع اللاجئون والمهربون الذين يندسون بينهم ويعرضون عليهم وثائق سفر مزورة ونقلهم إلى دول أخرى مقابل مبالغ كبيرة، فعلى سبيل المثال كان المهربون يطلبون من كل لاجئ 1500 يورو مقابل نقله إلى النمسا ولكن بعد تشديد الرقابة على الحدود أصبحوا يطالبون بـ 2000 يورو مقابل اجتياز الحدود من اليونان إلى صربيا فقط.
صورة من: DW/D. Cupolo
مهلة 30 يوما تمر بسرعة بالنسبة للاجئين القادمين من بلدان آمنة وأكثرهم من إيران والمغرب، وخلال هذه الفترة هناك من يضرب عن الطعام احتجاجا على عدم السماح له باجتياز الحدود إلى دول البلقان في حين يغادر آخرون إلى جزيرة أخرى لتسجيل نفسه من جديد مدعيا أنه سوري للحصول على مهلة جديدة وتدبير أموره حتى يتمكن بطريقة ما من متابعة طريقه والوصول إلى الدولة التي يريد الاستقرار فيها.
صورة من: DW/D. Cupolo
ونظرا لتفاقم الوضع واكتظاظ أماكن إيواء اللاجئين مثلما في الملعب الأولمبي في أثنيا، تنشب خلافات ومشاجرات بينهم وقد تم اعتقال نحو 100 لاجئ بسبب ذلك وقررت الحكومة إخراج اللاجئين من الملعب ونقلهم إلى مكان آخر لم تعلن عنه. لكن هناك شائعات تقول بأنه سيتم نقل اللاجئين إلى مطار قديم مهجور خارج أثينا.
صورة من: DW/D. Cupolo
النقل من الملعب سيكون للمرة الثانية للكثير من اللاجئين الذين تم إبعادهم سابقا من منطقة إدموني القريبة من الحدود المقدونية إلى أثينا. وإن الاكتظاظ وسوء الظروف في أماكن إيواء اللاجئين وبقاء بعضهم في العراء يؤدي إلى إصابتهم بنزلات برد وسعال وغير ذلك من الأمراض.
صورة من: DW/D. Cupolo
يحظر على وسائل الإعلام الدخول إلى الملعب، لكن كاميرات الصحفيين تنتشر حوله ويستغل الصحفيون كل فرصة لإجراء حوار مع أي لاجئ يخرج من الملعب. وقد استغل أحد اللاجئين القادمين من المغرب يدعى أشرف وافي، الفرصة وأعرب عن معاناته وما يطمح إليه بالقول "إننا نريد عملا جيدا وحياة جيدة" ويتابع "المغرب مليء بالمخدرات والمافيا. إننا لا نريد تلك الحياة".
صورة من: DW/D. Cupolo
عمدة المنطقة التي يوجد فيها الملعب الأولمبي وحيث يتم إيواء اللاجئين، صرح لوسائل الإعلام أنه سيحاول اللقاء بالسلطات المقدونية وإقناعها بفتح الحدود لعبور كل اللاجئين، وهو ما فسره البعض على أنه إشارة إلى إعادة فتح الطريق أمام اللاجئين لمتابعة مشوارهم إلى غربي أوروبا. ولكن سوء الفهم والمعلومات غير الصحيحة تدفع بعض اللاجئين إلى البقاء في العراء وتحمل البرد استعدادا للتحرك وعبور الحدود.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى اللاجئين المعترف بهم والذين يسمح لهم بالعبور ومتابعة طريقهم إلى شمال أوروبا، يستعجلون ويحاولون إيجاد مأوى ووسيلة نقل بأنفسهم دون مساعدة من السطات اليونانية، مثلما فعلت مجموعة من اللاجئين السوريين التي ضلت طريقها في أحد محطات المترو خارج أثينا، قبل أن يتم إعادة توجيهها إلى المكان الذي يمكن أن تجد فيه حافلات يمكن أن تنقلهم إلى الحدود المقدونية.
صورة من: DW/D. Cupolo
لن يتم نقل اللاجئين من ملعب التايكواندو الأولمبي في أثينا وإنما من ملعب الهوكي أيضا وتجميعهم في مخيم "إليوناس" خارج أثينا. ولكن حتى هذا المخيم "مكتظ باللاجئين حيث ينام بعضهم في خيام كبيرة" يقول مدير المخيم.
صورة من: DW/D. Cupolo
10 صورة1 | 10
وأعلنت السويد والدنمارك الخميس تمديد تدابير المراقبة التي أقرت على حدودهما في 4 كانون الثاني/يناير وتم تمديدها في 2 و23 شباط/فبراير.
وأعلن وزير الداخلية السويدي اندرس ايغمان في بيان أن "أوروبا لم تنجح في الحفاظ على حدودها الخارجية" مشيرا إلى تمديد الإجراءات على الحدود حتى 8 نيسان/ابريل، فيما أفادت كوبنهاغن عن تمديد التدابير المتخذة على حدودها مع ألمانيا حتى 3 نيسان/ابريل.
وفي بروكسل، أعربت المفوضية الأوروبية عن رغبتها في معاودة العمل بنظام شنغن بصورة "طبيعية" قبل تشرين الثاني/نوفمبر وذلك من خلال إزالة تدابير المراقبة التي تفرضها بعض الدول حاليا على الحدود الداخلية لفضاء شنغن للحد من تدفق المهاجرين.