توسك يدعو إلى فتح الحدود مع بدء جولة بمنطقة البلقان
١ مارس ٢٠١٦
قال رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك إنه يتعين على أوروبا العودة إلى سياسة الحدود المفتوحة، وذلك مع بدء جولته في طريق الهجرة بالبلقان في فيينا. ودعا توسك إلى دعم اليونان التي تعرضت لضغوط متزايدة من المهاجرين.
إعلان
أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك اليوم الثلاثاء (الأول من مارس/آذار 2016) انه سيطلب من المسؤولين الأتراك المزيد من الالتزام في إدارة أزمة المهاجرين، وذلك بمناسبة زيارة سيقوم بها الخميس والجمعة إلى تركيا قبل قمة حاسمة في بروكسل في السابع من الشهر الجاري.
وقال توسك خلال لقاء مع الصحافيين في فيينا إن "أوروبا مستعدة وكما أظهرت ذلك لمنح مساعدة مالية كبيرة للدول المجاورة لمناطق الحرب". وأضاف "لكن في الوقت نفسه، ننتظر من شركائنا مزيدا من الالتزام وهو شرط لا مفر منه لتحاشي كارثة إنسانية. سيكون ذلك موضوع محادثاتي في تركيا".
وبدأ توسك الثلاثاء من فيينا جولة لمدة أربعة أيام ستقوده إلى البلقان وتركيا. ومن المقرر أن يلتقي الخميس في أنقرة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو والجمعة في إسطنبول الرئيس رجب طيب أردوغان. وتأتي هذه اللقاءات قبل أيام من قمة أوروبية تعقد في السابع من آذار/مارس في بروكسل تشارك فيها تركيا التي يعتبرها الأوروبيون على نحو متزايد بمثابة مفتاح لحل أزمة الهجرة التي تثير انقساما داخل التكتل الأوروبي.
ويريد قادة الاتحاد الأوروبي الحصول من أنقرة على تسريع تنفيذ خطة العمل مع تركيا التي تعهدت بالحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل الحصول على مساعدات مالية وتنازلات سياسية. وأوضح توسك الثلاثاء في فيينا حيث التقى المستشار وارنر فايمن "نفتح فصلا جديدا في تصدينا لأزمة المهاجرين. وهذا الفصل يعرف باسم "العودة إلى شينغن".
وتهدف زيارة الدول الرئيسية على طريق البلقان إلى "الاستمرار في بناء إجماع أوروبي حول كيفية التعامل مع أزمة الهجرة والتحضير للقمة مع تركيا في السابع من آذار/مارس والمجلس الأوروبي يومي 17 و18 آذار/مارس"، كما كان أعلن في وقت سابق.
ويفاقم تشديد شروط دخول المهاجرين إلى البلدان الواقعة على طريق البلقان من الاكتظاظ في اليونان، ويثير مخاوف من أزمة إنسانية في هذا البلد الذي تنتقد سلطاته القرارات التي تتخذها بعض الدول من دون التشاور مع جيرانها.
م.أ.م/ أ.ح(د ب أ، أ ف ب)
لاجئون عالقون في اليونان يواجهون خيارات صعبة
يواجه اللاجئون القادمون من مناطق آمنة لا تشهد صراعات وحروب، مصاعب كثيرة في اليونان حيث تمنع دول البلقان اجتيازهم الحدود ومتابعة طريقهم إلى ألمانيا ودول غرب أوروبا. وليس أمامهم إلا بعض الخيارات الصعبة منها العودة لبلادهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم أمواج البحر العاتية وزيادة عدد الدوريات، يصل كل يوم ألفان إلى أربعة آلاف لاجئ إلى جزيرة بيرايوس اليونانية. لدى وصول هؤلاء تقوم السلطات بتسجيلهم وأخذ بياناتهم الشخصية، وتمنحهم مهلة 30 يوما بعدها عليهم إما تقديم طلب لجوء أو مغاردة اليونان أو اعتقالهم وترحيلهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
بسبب القيود التي تفرضها دول البلقان على حدودها، حيث تسمح فقط بمرور اللاجئين القادمين من سوريا والعراق وافغانستان، هناك الكثير من اللاجئين القادمين من بلدان أخرى يبحثون عن طريق لمتابعة طريقهم إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى قبل مضي مهلة 30 يوما التي تمنحها أثنيا للاجئين. ولذلك يقع هؤلاء ضحية لشبكات تهريب الأشخاص عبر مقدونيا وألبانيا وبلغاريا إلى دول غربي أوروبا.
صورة من: DW/D. Cupolo
في ساحة فيكتوريا وسط العاصمة اليونانية أثينا، يتجمع اللاجئون والمهربون الذين يندسون بينهم ويعرضون عليهم وثائق سفر مزورة ونقلهم إلى دول أخرى مقابل مبالغ كبيرة، فعلى سبيل المثال كان المهربون يطلبون من كل لاجئ 1500 يورو مقابل نقله إلى النمسا ولكن بعد تشديد الرقابة على الحدود أصبحوا يطالبون بـ 2000 يورو مقابل اجتياز الحدود من اليونان إلى صربيا فقط.
صورة من: DW/D. Cupolo
مهلة 30 يوما تمر بسرعة بالنسبة للاجئين القادمين من بلدان آمنة وأكثرهم من إيران والمغرب، وخلال هذه الفترة هناك من يضرب عن الطعام احتجاجا على عدم السماح له باجتياز الحدود إلى دول البلقان في حين يغادر آخرون إلى جزيرة أخرى لتسجيل نفسه من جديد مدعيا أنه سوري للحصول على مهلة جديدة وتدبير أموره حتى يتمكن بطريقة ما من متابعة طريقه والوصول إلى الدولة التي يريد الاستقرار فيها.
صورة من: DW/D. Cupolo
ونظرا لتفاقم الوضع واكتظاظ أماكن إيواء اللاجئين مثلما في الملعب الأولمبي في أثنيا، تنشب خلافات ومشاجرات بينهم وقد تم اعتقال نحو 100 لاجئ بسبب ذلك وقررت الحكومة إخراج اللاجئين من الملعب ونقلهم إلى مكان آخر لم تعلن عنه. لكن هناك شائعات تقول بأنه سيتم نقل اللاجئين إلى مطار قديم مهجور خارج أثينا.
صورة من: DW/D. Cupolo
النقل من الملعب سيكون للمرة الثانية للكثير من اللاجئين الذين تم إبعادهم سابقا من منطقة إدموني القريبة من الحدود المقدونية إلى أثينا. وإن الاكتظاظ وسوء الظروف في أماكن إيواء اللاجئين وبقاء بعضهم في العراء يؤدي إلى إصابتهم بنزلات برد وسعال وغير ذلك من الأمراض.
صورة من: DW/D. Cupolo
يحظر على وسائل الإعلام الدخول إلى الملعب، لكن كاميرات الصحفيين تنتشر حوله ويستغل الصحفيون كل فرصة لإجراء حوار مع أي لاجئ يخرج من الملعب. وقد استغل أحد اللاجئين القادمين من المغرب يدعى أشرف وافي، الفرصة وأعرب عن معاناته وما يطمح إليه بالقول "إننا نريد عملا جيدا وحياة جيدة" ويتابع "المغرب مليء بالمخدرات والمافيا. إننا لا نريد تلك الحياة".
صورة من: DW/D. Cupolo
عمدة المنطقة التي يوجد فيها الملعب الأولمبي وحيث يتم إيواء اللاجئين، صرح لوسائل الإعلام أنه سيحاول اللقاء بالسلطات المقدونية وإقناعها بفتح الحدود لعبور كل اللاجئين، وهو ما فسره البعض على أنه إشارة إلى إعادة فتح الطريق أمام اللاجئين لمتابعة مشوارهم إلى غربي أوروبا. ولكن سوء الفهم والمعلومات غير الصحيحة تدفع بعض اللاجئين إلى البقاء في العراء وتحمل البرد استعدادا للتحرك وعبور الحدود.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى اللاجئين المعترف بهم والذين يسمح لهم بالعبور ومتابعة طريقهم إلى شمال أوروبا، يستعجلون ويحاولون إيجاد مأوى ووسيلة نقل بأنفسهم دون مساعدة من السطات اليونانية، مثلما فعلت مجموعة من اللاجئين السوريين التي ضلت طريقها في أحد محطات المترو خارج أثينا، قبل أن يتم إعادة توجيهها إلى المكان الذي يمكن أن تجد فيه حافلات يمكن أن تنقلهم إلى الحدود المقدونية.
صورة من: DW/D. Cupolo
لن يتم نقل اللاجئين من ملعب التايكواندو الأولمبي في أثينا وإنما من ملعب الهوكي أيضا وتجميعهم في مخيم "إليوناس" خارج أثينا. ولكن حتى هذا المخيم "مكتظ باللاجئين حيث ينام بعضهم في خيام كبيرة" يقول مدير المخيم.