توغل دبابات وقصف واشتباكات في قطاع غزة ونزوح جماعي من رفح
١٤ مايو ٢٠٢٤
توغلت دبابات إسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة وسط تواصل النزوح. ودارت معارك ضارية في جباليا بشمال القطاع. وتبادلت مصر وإسرائيل اتهامات إغلاق معبر رفح، فيما أعلنت محكمة العدل نظرها في طلب عاجل لسحب قوات إسرائيل من رفح.
إعلان
تواصلت المعارك بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي في مناطق عدة من قطاع غزة، وترافقت مع قصف إسرائيلي عنيف على القطاع، وهو ما دفع موجات جديدة من الفلسطينيين إلى النزوح يوم الثلاثاء (14 مايو / أيار 2024).
وتوغلت الدبابات الإسرائيلية بشرق رفح ووصلت إلى بعض المناطق السكنية اليوم الثلاثاء في تصعيد لهجوم إسرائيل على المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة والتي يحتمي بها أكثر من مليون شخص مما أثار مخاوف من تزايد عدد القتلى المدنيين.
وشهدت مدينة رفح اشتباكات وقصفا إسرائيليا دفع 450 ألف شخص إلى النزوح منها، وفق الأمم المتحدة التي تقول إن "لا مكان آمنا" في غزة. وعاد القتال بقوة إلى مدينة غزة ومخيم جباليا في شمال القطاع ومخيم النصيرات في وسطه، بعد أن كان الجيش الإسرائيلي أعلن تفكيك حماس في هذه المناطق.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التصعيد العسكري في رفح بـ"المروِّع". ونقل عنه المتحدث باسمه فرحان حق قوله "هذه التطورات تعيق بشكل أكبر وصول المساعدات الإنسانية وتؤدي إلى تفاقم الوضع المأساوي"، مندداً في الوقت ذاته بإطلاق الصواريخ على نحو "عشوائي" من جانب حركة حماس المجموعة المسلحة الفلسطينية الإسلاموية التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وقال سكان إن معارك ضارية بالأسلحة النارية دارات في جباليا بشمال القطاع وقالت حماس وحركة الجهاد الإسلامي إنهما قاتلتا القوات الإسرائيلية هناك. وقال مسعفون إن غارة على منزل في بيت لاهيا شمال قطاع غزة أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة عدد آخر. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قضى على عشرات من مقاتلي حماس في جباليا.
وقال مسؤول أمريكي اليوم الثلاثاء إن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان يعتزم زيارة السعودية وإسرائيل مطلع الأسبوع المقبل، وذلك مع تقدم دبابات إسرائيلية في شرق رفح، ما أجج مخاوف إزاء سقوط مزيد من القتلى من المدنيين. وتأتي الزيارة في ظل مواصلة الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل لإرجاء توغل بري عسكري كبير في رفح التي يلوذ بها أكثر من مليون نازح فلسطيني.
وحذر حلفاء دوليون وجماعات إغاثة إسرائيل من مخاطر أي توغل بري كبير في رفح. وأفاد موقع أكسيوس الإخباري نقلا عن مسؤول أمريكي كبير اليوم الثلاثاء بأن إدارة الرئيس جو بايدن والحكومة الإسرائيلية توصلتا إلى تفاهم بأن أي عملية في المدينة المكتظة بالنازحين لن "تتوسع بشكل كبير" قبل زيارة سوليفان.
النازحون إلى رفح ينزحون منها وعودة القتال إلى شمال القطاع
02:01
مصر وإسرائيل تتبادلان الاتهامات
وقالت إسرائيل اليوم الثلاثاء إن مصر مسؤولة عن إعادة فتح معبر رفح والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الأمر الذي دفع القاهرة إلى استنكار ما وصفتها بمحاولات إسرائيلية "يائسة" لتحميل مصر المسؤولية عن عدم وصول المساعدات. وتراكمت المساعدات على الجانب المصري من الحدود منذ سيطرة إسرائيل على المعبر في السابع من مايو / أيار 2024 مع تكثيف حملتها العسكرية حول رفح.
ويوم الثلاثاء اعتبرت الدوحة -التي تتوسط مع واشنطن والقاهرة في المفاوضات بشأن التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس- أن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح "أعادتنا إلى الوراء" في المحادثات التي وصلت إلى "حالة من الجمود تقريباً".
من جانبه قال مسؤول السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط بدأت تُظهر مؤشرات "إرهاق"، ودعا التكتل الأوروبي إلى بذل مزيد من الجهود نحو إقامة دولة فلسطينية.
وعلى صعيد آخر أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها فتحت تحقيقاً بعدما قام نشطاء يمينيون بإيقاف ونهب ما لا يقل عن سبع شاحنات مساعدات إنسانية كانت متجهة إلى غزة، في الضفة الغربية، وقد جاءت من الأردن. واحتفلت إسرائيل الثلاثاء بذكرى استقلالها وسط أجواء غلب عليها الحزن والتوتر بسبب الحرب المتواصلة منذ أكثر من سبعة أشهر. وكان الموضوع الطاغي على الاحتفالات بذكرى قيام دولة إسرائيل، ملف الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
من جانب آخر اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الثلاثاء القوات الإسرائيلية بقصف ما لا يقل عن ثماني قوافل ومنشآت تابعة لمنظمات إنسانية في قطاع غزة منذ بدء الحرب.
وغداة إعلان الأمم المتحدة مقتل أحد عناصر الأمن التابعين لها في إطلاق نار على مركبة في غزة أكدت الثلاثاء أنها كانت أبلغت السلطات الإسرائيلية بتحرك المركبة. وقال الجيش الإسرائيلي إن المركبة التي كانت تقل اثنين من موظفي الأمم المتحدة كانت في "منطقة قتال نشطة" عندما تعرضت لإطلاق النار.
وفي مدينة لاهاي الهولندية أعلنت محكمة العدل الدولية -أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة- أنها ستعقد جلسات يومي الخميس والجمعة للنظر في طلب جنوب إفريقيا فرض إجراءات عاجلة على إسرائيل لسحب قواتها من رفح في جنوب قطاع غزة.
وكان عدد سكان مدينةرفح -قبل السادس من مايو / أيار 2024 تاريخ دخول القوات الإسرائيلية إليها- 1,4 مليون، غالبيتهم من الهاربين من الحرب في مناطق أخرى. ولم تحدّد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة إلى أين توجه النازحون الجدد من رفح. غير أنها أشارت إلى "استمرار العائلات بالفرار بحثا عن الأمان"، مضيفة أن "الناس يواجهون الإرهاق والجوع والخوف".
واشتد وطيس القتال في أنحاء القطاع في الأيام القليلة الماضية -بما في ذلك الشمال- مع عودة الجيش الإسرائيلي للمناطق التي زعم أنه فكك فيها حماس قبل أشهر. وفرَّ 100 ألف شخص من منازلهم في شمال غزة بحسب ما ذكرت الأمم المتحدة، وهذا يعني أن حوالى ربع سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2,4 مليون شخص نزحوا مجددا خلال ما يزيد قليلاً عن أسبوع.
ع.م/خ.س (أ ف ب، رويترز)
السلطة الفلسطينية.. مسار متعثر نحو تحقيق هدف الدولة المستقلة
تأسست السلطة الفلسطينية عام 1994 بموجب اتفاقية أوسلو الأولى، لتكون هيئة حكم ذاتي انتقالي نحو دولة فلسطينية مستقلة، لكنها فشلت في تحقيق ذلك، وسط تجمد مؤسساتها وانقسامات وصراعات داخلية وضغوط خارجية، ورفض إسرائيلي.
صورة من: Justin Lane/epa/dpa/picture alliance
ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جديد في الجمعية العامة
يرتقب أن تدعم الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة 10 مايو أيار 2024، المساعي الفلسطينية من خلال الاعتراف بأحقية دولة فلسطين في العضوية الكاملة بالمنظمة الدولية وإحالة الطلب مجددا لمجلس الأمن الدولي "لإعادة النظر في الأمر بشكل إيجابي". وتفيد تقارير بأن أيرلندا وإسبانيا وسلوفينيا ومالطا تنتظر التصويت وتدرس الاعتراف بدولة فلسطينية على نحو مشترك في 21 مايو أيار.
صورة من: Shannon Stapleton/REUTERS
الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد اعتراف كامل بدولة فلسطينية
منعت الولايات المتحدة الخميس (18 أبريل/ نيسان 2024) قرارا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يمنح دولة فلسطين المراقبة العضوية الكاملة في المنظمة الدولية. وصوتت 12 دولة عضو في مجلس الأمن لصالح القرار، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده، وامتنعت بريطانيا وسويسرا عن التصويت. وأدانت السلطة الفلسطينية في بيان الفيتو الأمريكي، فيما رحبت به إسرائيل.
صورة من: Yuki Iwamura/AP/picture alliance
الفيتو الأمريكي كان متوقعا
قدّمت الجزائر، بصفتها العضو الممثّل للمجموعة العربية في مجلس الأمن، مشروع قرار يوصي الجمعية العامة بـ"قبول دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة". وأعلنت البعثة الدبلوماسية المالطية التي تتولّى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لنيسان/أبريل أنه سيتم التصويت على مشروع القرار على الرّغم من أنّ الولايات المتّحدة، التي تتمتّع بحقّ الفيتو، عبّرت صراحة عن معارضتها له.
صورة من: Yuki Iwamura/AP/picture alliance
اتفاقية أوسلو عام 1993..مرحلة التأسيس
تأسست السلطة بموجب اتفاقية أوسلو الأولى - اتفاقية إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي- التي تم توقيعها في واشنطن بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في سبتمبر/أيلول 1993.
صورة من: Avi Ohayon/GPO
الاعتراف المتبادل وسلطة منتخبة
نص الاتفاق على بنود أبرزها اعتراف متبادل بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وإعلان مبادئ تحقيق السلام وانسحاب إسرائيلي تدريجي من الضفة الغربية وقطاع غزة. لكنه نص أيضا على تشكيل سلطة فلسطينية تكون منتخبة وتتمتع بصلاحيات محدودة.
صورة من: J. David Ake/AFP/Getty Images
اتفاقيات تفصيلية لاحقة مع إسرائيل
بُني على اتفاقية أوسلو توقيع اتفاقيات أخرى بين السلطة وإسرائيل سواء لأغراض سياسية أو اقتصادية أو أمنية. في 29 أبريل/نيسان 1994، جرى توقيع "بروتوكول باريس" ليمثل الشق الاقتصادي لاتفاقية أوسلو. وفي أكتوبر / تشرين أول 1998، جرى توقيع "مذكرة واي ريفر" وبعدها "اتفاقية المعابر" في عام 2005.
صورة من: Palestinian Presidency /Handout/AA/picture alliance
هيكل السلطة الفلسطينية
يتألف هيكل السلطة الفلسطينية من المؤسسة التشريعية (المجلس التشريعي) ومؤسسات تنفيذية مثل الرئاسة ومجلس الوزراء بالإضافة إلى أجهزة أمنية أبرزها "قوات الأمن الوطني" و "الأمن الوقائي".
صورة من: MUHAMMED MUHEISEN/AP/picture alliance
رام الله مقر السلطة
اتخذت السلطة الفلسطينية من مدينة رام الله بالضفة الغربية مقرا لمؤسساتها الرئيسة الثلاثة وهي الرئاسة والحكومة والمجلس التشريعي. وتهيمن حركة فتح ذات التوجه العلماني على منظمة التحرير، التي تعد المكون الرئيسي في السلطة.
صورة من: AFP/F. Arouri
1996 ..أول انتخابات
جرت أول انتخابات في عهد السلطة في يناير / كانون الثاني عام 1996 لانتخاب أعضاء المجلس التشريعي وتحت إشراف دولي بمشاركة 88% من الناخبين الذين يحق لهم التصويت في غزة و70% في الضفة الغربية.
صورة من: ENRIC MARTI/AP/picture alliance
وفاة عرفات وبدء حقبة أبو مازن
توفي ياسر عرفات، أول رئيس للسلطة، في نوفمبر / تشرين الثاني 2004. وخلفه محمود عباس "أبو مازن" في رئاسة منظمة التحرير ورئاسة السلطة بعد فوزه بالانتخابات. لاقى وصول عباس إلى السلطة ترحيبا من إسرائيل ودول غربية بسبب انتقاده لأعمال العنف خلال "الانتفاضة الثانية" على النقيض من عرفات.
صورة من: Awad_Awad/dpa/picture-alliance
انتخابات 2006.. فوز حماس
مثل فوز حركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا ودول أخرى على قائمة الإرهاب، بأغلبية المقاعد في الانتخابات التشريعية لعام 2006 مفاجأة للسلطة ومنظمة التحرير. وفي 28 مارس/آذار 2006، تولى إسماعيل هنية ـ رئيس المكتب السياسي لحماس حاليا ـ رئاسة الحكومة.
صورة من: Mohamed Hams/EPA/picture alliance/dpa
2007.. طرد السلطة من غزة
عقب ذلك، توترت العلاقة بين فتح وحماس حيث خاض الفصيلان مواجهات مسلحة لفترة قصيرة قبل طرد السلطة من غزة عام 2007. ومنذ ذلك الوقت أصبح القطاع تحت إدارة حركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا ودول أخرى على قائمة الإرهاب.
صورة من: Hatem Moussa/AP/picture alliance
تعطل إجراء انتخابات
لم تعقد أي انتخابات رئاسية منذ انتخاب محمود عباس في عام 2005 كما لم تعقد انتخابات برلمانية منذ عام 2006. ولم يعقد المجلس التشريعي الفلسطيني أي جلسة منذ عام 2007. ومع انتهاء فترة ولايته التي استمرت أربع سنوات في عام 2009، اعتبرت حماس محمود عباس رئيسا غير شرعي.
صورة من: Safadi/dpa/picture-alliance
تدني نسبة التأييد
حسب استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في شهر مارس / آذار الماضي، اعتبر 63% من المشاركين في الضفة الغربية وغزة أن السلطة تشكل عبئا على الفلسطينيين. وذكر الاستطلاع أن 84% يريدون استقالة محمود عباس.
صورة من: Abbas Momani/Getty Images/AFP
تنامي الضغوط على السلطة
تتعرض السلطة لضغوط دولية متنامية في أعقاب هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول وما تلى ذلك من عمليات عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة. يتزامن هذا مع انتقادات واسعة النطاق للسجل الحقوقي للسلطة والفساد داخل أجهزتها.
صورة من: Ayman Nobani/dpa/picture alliance
طلب نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة
في الثالث من أبريل/نيسان 2024 جددت السلطة الفلسطينية طلبها نيل "العضوية الكاملة" في الأمم المتحدة، وهو الطلب الذي كانت قد قدّمته السلطة في 2011. وتتمتّع فلسطين منذ نهاية 2012 بصفة "دولة مراقب غير عضو في الأمم المتّحدة". وترفض إسرائيل "حل الدولتين" وأي " اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية ".