وزير الدفاع الأمريكي يتوقع أن ترسل السعودية والإمارات قوات خاصة إلى سوريا من أجل دعم مقاتلي المعارضة في معركة استعادة مدينة الرقة، معقل تنظيم "داعش" في سوريا. ولم يؤكد الوزير توقيت إرسال تلك القوات أو عددها.
إعلان
قال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إنه يتوقع أن ترسل السعودية والإمارات قوات خاصة إلى سوريا لمساعدة مقاتلي المعارضة في معركتهم ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لاستعادة مدينة الرقة.
ولم يفصح كارتر - الذي طالما سعى إلى مشاركة أكبر من الحلفاء العرب السنة في سوريا - عن عدد القوات الخاصة الذي يتوقع أن تنشرها الدولتان ولا موعد تنفيذ ذلك، إلا أنه أشار إلى أن تلك القوات سيكون لها دور كبير في استعادة السيطرة على الرقة، معقل "داعش".
وقال كارتر، الجمعة (12 فبراير/ شباط)، للصحفيين الذين يرافقونه في بروكسل: "سنحاول أن نتيح الفرص، خاصة للعرب السنة في سوريا الذين يريدون استعادة أراضيهم من داعش، لا سيما الرقة". وأدلى كارتر بتلك التصريحات بعد محادثات أجراها مع نظيريه الإماراتي والسعودي يومي الخميس والجمعة على التوالي.
داعش..الخطر المتمدد في العراق وسوريا
بعد سيطرته الكاملة على تدمر، بات تنظيم"الدولة الإسلامية" يسيطر على نحو نصف التراب السوري. كما تمكن التنظيم الإرهابي في العراق من السيطرة على مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار. تقدم استراتيجي خطير لا يخلو من الإخفاقات.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
سيطر تنظيم " الدولة الإسلامية" مساء الخميس 21 مايو/ أيار 2015 على آخر معبر للنظام السوري مع العراق، وذلك بعد انسحاب قوات النظام السوري من معبر الوليد الواقع على الحدود السورية، المعروف باسم "معبر التنف".
صورة من: picture alliance/AP Photo
قبل ذلك بساعات سيطر التنظيم الارهابي "داعش" الخميس على مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي والواقعة في محافظة حمص وهو ما فتح له الباب للتوجه إلى الحدود العراقية حيث "معبر تنف"، حيث تمكن من الاستيلاء على عدد من النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة.
صورة من: picture-alliance/CPA Media/Pictures From History/D. Henley
تمكن تنظيم "الدولة الإسلامية "داعش"، يوم الأحد الماضي 17 مايو/ أيار 2015، من بسط سيطرته بالكامل على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار في غرب العراق. وهو ما يعد أكبر تقدم ميداني له في العراق منذ سيطرته على مدينة الموصل قبل نحو عام. تطور تسبب في نزوح مئات الآلاف من سكان المدينة.
صورة من: Reuters/Stringer
فرض مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" سيطرتهم على مدينة الموصل مركز محافظة نينوي، التي تعد ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة بغداد. وذلك في 10 يونيو/ حزيران 2014. وهو ما اعتبره المتتبعون آنذاك تطورا خطيرا، خاصة وأن التنظيم تمكن من بسط سيطرته على المدينة بسرعة فائقة بعد أن انسحب الجيش العراقي من المنطقة.
صورة من: picture-alliance/abaca
سيطر داعش بمساعدة العشائر العراقية المحلية، على مدينة الفلوجة الواقعة في محافظة الانبار بغرب العراق في مطلع 2014. ويعتبر ذلك أول نجاح كبير في حملة عسكرية واسعة النطاق من قبل التنظيم الإرهابي في العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد الاستيلاء على جبل سنجار حيث قتل وتشريد الآلاف من الأقلية الايزيدية، واجه داعش هجوما مضادا من مختلف الميليشيات الكردية. كما قم التحالف الدولي بتوجيه ضربات جوية ضد التنظيم.
صورة من: Reuters/A. Jalal
بعد عدة محاولات فاشلة من قبل الحكومة العراقية لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، ساعدت الميليشيات الشيعية في طرد عناصر التنظيم من المدينة في نيسان/ أبريل الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
يسيطر تنظيم "داعش" منذ صيف 2013، على أغلب مناطق محافظة الرقة باستثناء بعض القرى التي استولى عليها المقاتلون الأكراد. وتعتبر محافظة الرقة المعقل الأساسي للتنظيم "|الدولة الإسلامية" في سوريا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
تمكن التنظيم الإرهابي السنة الماضية من السيطرة أيضا بشكل شبه كامل على محافظة دير الزور في سوريا، كما استطاع تنظيم "داعش" من السيطرة على معبر البوكمال بريف دير الزور الذي يصل بين مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية.
صورة من: Ahmad Aboud/AFP/Getty Images
يسيطر التنظيم أيضا على الجزء الشمالي الشرقي من محافظة حلب باستثناء بلدة عين العرب (كوباني) الكردية ومحيطها. وقد نجح داعش تقريبا في اجتياح هذه المدينة الكردية الواقعة في شمال سوريا. غير أن الضربات الجوية الأمريكية والهجمات المضادة المنسقة من قبل الميليشيات الكردية أدت في نهاية المطاف إلى استعادة المنطقة بالكامل تقريبا من التنظيم في كانون ثان/ يناير الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa
تمكنت قوات البيشمركة الكردية نهاية السنة الماضية أيضا من إجبار مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" على الانسحاب من جسر الزرقا الاستراتيجي بالقرب من كركوك شمالي العراق.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
11 صورة1 | 11
وساعدت الضربات الجوية الروسية المستمرة منذ أربعة أشهر الرئيس السوري بشار الأسد على استعادة أراض من أيدي المعارضة المسلحة التي تقاتل القوات الحكومية، مما أثار قلق دول الخليج الداعمة للمعارضة المسلحة.
وركزت السعودية جهودها العسكرية خلال العام الماضي على الصراع في اليمن، الذي تقود فيه تحالفاً أغلبه من قوات خليجية لمحاربة المقاتلين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء.
وشاركت السعودية ودول الخليج أمس الخميس في أكبر تجمع حتى الآن لوزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف الأمريكي ضد "داعش"، وهو اجتماع عقده كارتر في مقر حلف شمال الأطلسي ببروكسل.
وقال كارتر إن الوزراء وافقوا بالإجماع على خطة لشن حملة تهدف لاستعادة السيطرة على المعقلين الرئيسيين للتنظيم في الرقة بسوريا والموصل بالعراق، بالإضافة إلى مكافحة انتشار التنظيم خارج حدود دولته التي أعلن قيامها من جانب واحد.
لكن تلك الخطة لا تشمل نشر قوات برية أجنبية على نطاق واسع في العراق وسوريا. وشدد كارتر على أن القوات الخاصة التابعة للحلف تستهدف دعم القوات المحلية لا أن تحل محلها.
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت بالفعل مجموعة صغيرة من القوات الخاصة إلى سوريا. وصرح كارتر بأن حلفاء آخرين بخلاف السعودية والإمارات يبحثون نشر قوات خاصة أيضاً، مضيفاً أن "البعض لا يودون حتى الاعتراف بعمليات القوات الخاصة. لكن هناك عدداً منهم. نحن المنظمون لهم".
وبسؤاله عما إذا كان للسعودية والإمارات قوات بالفعل في سوريا، قال كارتر: "لا. لكن كان لهم نوع من الاتصالات هناك ... نحن نتحدث عن تعزيز ذلك".