توقيف جندي ألماني بشبهة الإرهاب ادعى أنه لاجئ سوري
٢٧ أبريل ٢٠١٧
أعلنت السلطات الألمانية أنه تم إلقاء القبض على جندي ألماني متهم بالتخطيط لهجوم إرهابي "خطير" بالإضافة إلى شريك محتمل له، وبين الدعاء العام أن الجندي ادعى أنه لاجئ سوري، وعاش حياة مزدوجة.
إعلان
ألقت السلطات الألمانية القبض على جندي بالجيش الألماني، وصديق له بتهمة الاشتباه في التخطيط لعمل إرهابي "خطير". وذكر الادعاء العام اليوم الخميس(27 نيسان/ أبريل) في مدينة فرانكفورت أن الجندي الذي قبض عليه في ولاية بافاريا ادعى أنه لاجئ سوري، وأنه حصل على أموال من مخصصات اللجوء، وذلك تحت اسم مستعار.
وأكد الجيش الألماني اعتقال الجندي 28 عاما، حيث يتهم بالإعداد لعمل عنيف يعرض الدولة لخطر شديد. وكانت السلطات النمساوية قد ألقت القبض على الجندي الألماني وذلك لشكها في احتمالية تنفيذه لهجوم على مطار فينا، قبل أن تطلق سراحه، إلا أن السلطات الألمانية قامت باعتقاله مجدداً. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية فون دير لاين في وقت لاحق من اليوم الخميس على هامش لقاء مع نظرائها من الاتحاد الأوروبي في العاصمة المالطية فاليتا: "هناك تحقيقات جارية بالادعاء العام. لا يمكنني استباقها أو التعليق عليها بأي شكل".
يذكر أن 90 فردا من أفراد الشرطة تابعين للمكتب الاتحادي لمكافحة الجرائم ولأجهزة الشرطة المحلية في ولايتي هيسن وبافاريا وكذلك السلطات الأمنية الفرنسية والنمساوية قاموا بحملات تفتيش 16 مكانا في ألمانيا والنمسا وفرنسا أمس الأربعاء على خلفية التحقيقات حول هذا الاشتباه.
ووفقا للمصادر الأمنية فإن الشرطة الألمانية اكتشفت علاقة الجندي بطالب ألماني آخر من منطقة أوفينباخ بالقرب من فرانكفورت يبلغ من العمر 24 عاما، حيث وجدت الشرطة مواد متفجرة وأسلحة لديه، وبينت التحقيقات الأمنية تواصلا مستمرا عن طريق البريد الإلكتروني بين الجندي المعتقل والطالب، وأظهرت المراسلات عداء للأجانب.
وأوضحت المتحدثة باسم الادعاء أنه يمكن استنتاج وجود دافع معادي للأجانب لدى الجندي الألماني الذي تم اعتقاله بتهمة الاشتباه بالتخطيط لهجوم إرهابي. وقالت: "علمنا من رسائل صوتية متعددة أن كلا المتهمين لديهما موقف عدائي تجاه الأجانب. اتضح ذلك من المحادثات". ولكنها أشارت إلى أنه لم يتم معرفة أهداف محددة للهجوم حتى الآن.
ووفقا للتحقيقات فإن الجندي الألماني والذي كان يعمل في فترة التجنيد في فرنسا، قدم طلب لجوء في مدينة غيسن في ولاية هيسن في أواخر عام 2015، بصفته لاجئ سوري وذلك بعد تغيير أسمه، ولم يتم تبيين كيفية إقناعه السلطات بذلك بالرغم من عدم إجادته اللغة العربية، ولا كيف غادر موقعه العسكري، إلا أن بيانا للجيش الألماني أكد أنه لم يكن مطلوبا منه التواجد الدائم في فرنسا، وهو ما استغله الجندي.
وأعلن الادعاء العام أن الجندي كان يعيش حياة مزدوجة. وقالت متحدثة باسم الادعاء اليوم الخميس: "إنه كان يقوم بكل شيء بشكل متوازي. إنه نوع من الحياة المزدوجة". وتابعت قائلة: "لم اعرف شيء كذلك من قبل. أرى أنها قصة استثنائية تماما".
وتم إلقاء القبض على الجندي28/ عاما/ خلال دورة تدريبية في بلدة هاملبورج في ولاية بافاريا أمس.
ع.أ.ج/ ح ع ح(د ب ا)
مظاهر متعددة للتطرف في شرق ألمانيا
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.