أوقفت شرطة باريس فلسطيني بشبهة مهاجمة حاخام بكرسي في حادث أثار غضب الجالية اليهودية والحكومة. وأكد مكتب المدعي العام وقوع الهجوم على الخام، الذي قال إنها المرة الثانية خلال أسبوع يتعرض لاعتداء.
قال الحاخام الذي أصيب بجرح في جبهته إنه تعرض لواقعة مماثلة الأسبوع الماضي في دوفيل، شمال غرب فرنساصورة من: Geisler-Fotopress/picture-alliance
إعلان
أفاد مكتب المدعي العام في دائرة نانتير الفرنسية بتعرض حاخام لهجوم وإصابة في رأسه، اليوم الجمعة (السادس من يونيو/حزيران 2025) بعدما ضربه رجل بمقعد بينما كان جالسا في شرفة أحد المقاهي في ضاحية بالعاصمة باريس.
وتم احتجاز المشتبه به لدى الشرطة ويجرى التحقيق معه بتهمة ارتكاب عمل عنف جسيم. وأكد مكتب المدعي العام أنه فتح تحقيقا بتهمة الاعتداء المشدد. وبحسب المدعي العام تم احتجاز المتهم في البداية لدى الشرطة، وبعد إجراء فحص نفسي له، تم إدخاله إلى عيادة في المستشفى.
وقال مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس إن الموقوف هاجم الحاخام إيلي ليميل الذي كان يجلس على شرفة مقهى في نويي سور سين، بأن رماه بكرسي أصابه في وجهه. وأضاف: "وجدت نفسي على الأرض، وشعرت على الفور بالدماء تسيل".
"أمر مفجع"
وقال الحاخام الذي أصيب بجرح في جبهته إنه تعرض لواقعة مماثلة الأسبوع الماضي في دوفيل، شمال غرب فرنسا، عندما تلقى ضربه في بطنه. وأضاف في تصريح للتلفزيون الفرنسي: "أشعر وكأننا نواجه ... تصنيفاً على أساس الهيئة، وهذا أمر مفجع". وقال الحاخام إنه كان يرتدي غطاء رأس يهودي "كيباه" وكان يمكن التعرف عليه كيهودي.
وذكر أنه شعر بالذهول بغد الحادث ولم يكن متأكداً من طبيعة ما حدث، إذ ظن في البداية أن شيئا ما سقط من نافذة أو سطح مبنى قبل أن يفطن إلى
أنه تعرض لهجوم. وقال: "لسوء الحظ، ونظراً للحيتي وغطاء الرأس، شككت في أن هذا هو السبب على الأرجح، وهو أمر مؤسف للغاية".
إسرائيليون وفلسطينيون ضد العنف
26:05
This browser does not support the video element.
وقال مصدر مطلع على الملف إن المشتبه به فلسطيني يعيش في ألمانيا بصورة غير نظامية ولديه وثيقة تسمح له بالتنقل داخل مقاطعته. وذكرت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية أن الرجل ولد في رفح جنوبي قطاع غزة وكان يحمل تصريح إقامة مؤقتاً في ألمانيا. وكان غير مسلح لكنه كان يحمل نسخة من القرآن، ولم تؤكد السلطات ذلك.
وقال رئيس الوزراء فرانسوا بايرو "من الواضح أنه اعتداء، لأن المظهر الخارجي للمُعتدى عليه ... أثار غضب شخص ما وكراهيته وعدوانيته". وأعرب رئيس الحكومة عن أسفه لأن "حالة المجتمع تُؤدي إلى تطرف النقاش العام".
إدانة شديدة
وعلى منصة إكس، دان المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (CRIF) "بأشد العبارات الهجوم المعادي للسامية ". وقال رئيس المجلس إيلي كورشيا "ينبغي عدم التسامح مطلقا مع الأعمال المُعادية للديانة".
وطُلي نصب الهولوكوست التذكاري وثلاثة معابد يهودية ومطعم في باريس بطلاء أخضر في نهاية أيار/مايو، مما أثار غضباً في إسرائيل وإدانةً شديدة في فرنسا التي تعيش فيها أكبر جالية يهودية في أوروبا.
تحرير: ع.ج.م.
في صور.. الهجمات على الكنس اليهودية في ألمانيا
محاولة الهجوم الأخيرة على كنيس يهودي في هاله بشرق البلاد ليست الأولى من نوعها في ألمانيا. إذ حتى بعد أهوال الحقبة النازية، مايزال الأفراد والنصب التذكارية وأماكن العبادة اليهودية هدفاً لهجمات معادية للسامية.
صورة من: Imago Images/S. Schellhorn
كولونيا، 1959: الصليب المعقوف وخطاب الكراهية
في أيلول/سبتمبر 1959، قام رجلان من الحزب النازي الألماني، برسم الصليب المعقوف وكتابة شعار "الألمان يطالبون بخروج اليهود"، على جدران الكنيس في كولونيا. انتشر بعد ذلك عبر ألمانيا رسومات وشعارات جدارية ضد السامية، تمكنت الشرطة من اعتقال الجناة، وقام البرلمان بتمرير قانون ضد "تحريض الناس"، والذي لازال حبراً على ورق.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Joko
لوبيك 1994: أول حريق متعمد على معبد منذ عقود
أصيب العالم بالصدمة بعد إحراق كنيس يهودي شمال لوبيك في آذار/مارس 1994، في هجوم يعتبر الأول من نوعه منذ عقود. تم في النهاية إدانة أربعة أشخاص من اليمين المتطرف. في اليوم التالي للحريق، تجمع 4000 شخص في الشارع، حاملين شعارات "لوبيك تحبس أنفاسها"، ولكن في العام 1995 تعرض ذات الكنيس إلى هجوم آخر.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Büttner
إيسن 2000: إلقاء حجارة داخل كنيس قديم
قام أكثر من 100 فلسطيني من لبنان، بإلقاء الحجارة على كنيس قديم في إيسن بغرب ألمانيا في تشرين الأول/أكتوبر 2000. جاء الحادث بعد مظاهرة ضد "العنف في الشرق الأوسط". أصيب خلال الهجوم شرطي ألماني، فيما نفى نائب رئيس الوفد العام لفلسطين في ألمانيا(الممثلية الفلسطينية) محمود علاء الدين تورطه.
صورة من: picture-alliance/B. Boensch
دوسلدورف 2000: حريق متعمد وحجارة
قام شاب فلسطيني، 19 عاماً، وآخر مغربي، 20 عاماً، بتخريب كنيس يهودي جديد في دوسلدورف باستخدام الحجارة ومواد حارقة في تشرين الأول/أكتوبر 2000، "انتقاماً" من اليهود وإسرائيل. وصرح المستشار الألماني، آنذاك، جيرهارد شرودير :"يجب أن يثور الناس ضد معاداة السامية". وعلى إثر الحادث قامت السلطات الفيدرالية وعدة مؤسسات غير ربحية بإطلاق حملات ضد التطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ماينز 2010: هجوم بقنبلة مولوتوف بعد وقت قصير من افتتاح كنيس
بعد وقت قصير من افتتاح كنيس في ماينز، قام متطرفون بإحراق الكنيس الجديد في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2010. المبنى المدهش، من تصميم المعماري مانويل هيرز، أنشئ فوق كنيس قديم تم إحراقه على يد النازيين عام 1938.
صورة من: picture-alliance/akg/Bildarchiv Steffens
فوبرتال 2014: مواد حارقة
في يوليو 2014، ألقى ثلاثة شبان فلسطينيين مواد حارقة بالقرب من الباب الأمامي لكنيس في فوبرتال. إلا أن المحكمة أقرت بعدم وجود "دليل قاطع" على معاداة السامية. أثار القرار الجدل بشكل واسع، وتسبب بموجة غضب وسط الجالية اليهودية في ألمانيا ووسائل الإعلام الأجنبية. وعليه أعلن رئيس الجالية اليهودية فوبرتال أن الحكم "دعوة لمزيد من الجرائم".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Seidel
برلين 2019: مهاجم وسكين
تسلق رجل وفي حوزته سكينًا حاجزًا يقع في المعبد اليهودي الجديد في برلين مساء يوم السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وذلك خلال الفترة المقدسة بين عطلتي "رأس السنة" ويوم كيبور. استطاع رجال الأمن السيطرة على المهاجم، الذي ظلت دوافعه غير واضحة. وقامت الشرطة لاحقاً بإطلاق سراحه، وهو قرار وصفه زعماء يهود بأنه "فشل" في تحقيق العدالة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Avers
هاله 2019: إطلاق نار في يوم الغفران
تجمع حوالي 80 شخصًا في الكنيس بعد ظهر الأربعاء للمشاركة في مراسم يوم الغفران، والذي يعتبر أقدس يوم في التقويم اليهودي. وبحسب ما ورد، حاول المهاجم المزعوم إطلاق النار على المعبد، ولكن لم يتمكن من المرور عبر باب الأمان. قتل اثنين من المارة وأصيب آخرين بإطلاق النار. وقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الفاعل، ليثبت لاحقاً أن لديه سجلا من الخطاب اليميني المتطرف ومعاداة السامية وكراهية النساء.