أوقفت شرطة لندن نحو 900 شخص خلال مظاهرة السبت تدعم مجموعة "بالستاين أكشن" المؤيدة للفلسطينيين المحظورة والمصنفة "إرهابية" في المملكة المتحدة. وقالت الشرطة إنها واجهت "أعمال عنف" بينما انتقدت منظمات الحظر والتوقيفات.
أعلنت شرطة لندن توقيف 890 شخصا خلال مظاهرة جديدة امس السبت ضد حظر مجموعة "بالستاين أكشن" المؤيدة للفلسطينيينصورة من: Carlos Jasso/REUTERS
إعلان
أعلنت شرطة لندن اليوم الأحد (السابع من سبتمبر/أيلول 2025) أنها أوقفت 890 شخصا خلال مظاهرة جديدة خرجت أمس السبت دعما لمجموعة "بالستاين أكشن" (التحرك من أجل فلسطين) المصنفة "إرهابية" في الممكلة المتحدة والمحظورة منذ بداية تموز/يوليو الماضي.
وتجمع مئات الأشخاص أمام مبنى البرلمان البريطاني، متحدّين خطر التوقيف، وحمل بعضهم لافتات كتب عليها "أنا أعارض الإبادة الجماعية. أنا أدعم بالستاين أكشن".
وجاء ذلك غداة تحذير الشرطة الجمعة من أنها لن تتردد في توقيف أي شخص يعرب صراحة عن دعمه للمجموعة المحظورة.
وقالت شرطة لندن في بيان إنها أوقفت 890 شخصا، من بينهم 857 بسبب دعم منظمة محظورة و33 آخرين بسبب مخالفات منهم 17 بتهمة العنف ضد عناصر الشرطة.
وأوضحت نائبة مفوض الشرطة كلير سمارت في بيان أن "أعمال العنف التي واجهناها خلال العملية كانت منسقة ونفذتها مجموعة من الأشخاص، يضع العديد منهم أقنعة لإخفاء هوياتهم، بهدف إثارة أكبر قدر من الفوضى".
ونددت سمارت بمستويات "غير مقبولة" من العنف، مشيرة الى تعرض الشرطة إلى اللكم والركل كما بصق على عناصرها.
حذرت الشرطة من أنها لن تتردد في توقيف أي شخص يعرب صراحة عن دعمه لمجموعة "بالستاين أكشن".صورة من: Carlos Jasso/REUTERS
ووقعت مناوشات بين الشرطيين والمشاركين في التظاهرة الذين حاولوا منع التوقيفات، بحسب مراسل فرانس برس.
وقبل تظاهرة السبت، أوقف أكثر من 800 شخص، ووجهت إلى 138 منهم تهم دعم أو التحريض على دعم "منظمة إرهابية". ويواجه معظمهم عقوبة السجن ستة أشهر، بينما يواجه من يعتبرون من منظمي التظاهرات عقوبة سجن تصل إلى 14 عاما.
انتقادات للحظر والتوقيفات
وأضيفت مجموعة "بالستاين أكشن" إلى قائمة المنظمات "الإرهابية" في المملكة المتحدة مطلع تموز/يوليو، عقب أعمال تخريب نفذها ناشطون ينتمون إليها، شملت خصوصا قاعدة لسلاح الجو الملكي، وتسببت بأضرار قدرت قيمتها بحوالى 7 ملايين جنيه استرليني (10 ملايين دولار).
ونددت منظمة العفو الدولية التي طالما انتقدت القرار الذي تعتبره "مفرطا ومبهما للغاية" السبت بالقول على إكس "عندما تعتقل الحكومة أشخاصا بموجب قانون مكافحة الإرهاب بسبب احتجاجهم السلمي، فهذا يعني أن هناك أمرا لا يسير على مايرام هنا في المملكة المتحدة".
أضيفت مجموعة "بالستاين أكشن" إلى قائمة المنظمات "الإرهابية" في المملكة المتحدة مطلع تموز/يوليو، عقب أعمال تخريب نفذها ناشطون ينتمون إليها، شملت خصوصا قاعدة لسلاح الجو الملكي، وتسببت بأضرار قدرت قيمتها بحوالى 7 ملايين جنيه استرليني (10 ملايين دولار).
واستنكرت جهات حقوقية بينها الأمم المتحدة ومنظمات مثل العفو الدولية وغرينبيس، الحظر معتبرة أنه تجاوز للقانون وتهديد لحرية التعبير.
وحصلت هدى عموري، المؤسسة المشاركة لمجموعة "بالستاين أكشن"، على إذن للطعن قضائيا في حظر المجموعة، ومُنحت الحكومة حق استئناف هذا الإذن.
تحرير: عبده جميل المخلافي
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م