ثنائية توماس مولر أمام التشيك في التصفيات المؤهلة لبطولة العالم 2018، اعتبرها المدرب لوف أنها النقطة التي وضعت حدا للغط الدائر حول "أزمة" المهاجم خاصة وأنها الثنائية الثانية له في أقل من شهر.
إعلان
في منافسات يورو فرنسا 2016 والتي خرج منها المنتخب الألماني لكرة القدم من الدور نصف النهائي إثر هزيمته أمام أصحاب الأرض بهدفين دون رد، سال مداد كثير على أعمدة الصحافة الألمانية، ترجح أن المهاجم الدولي توماس مولر دخل مرحلة "أزمة" مصيرية جعلته يصوم عن التهديف في فرنسا، وحتى فريقه بايرن ميونيخ الألماني لن يسلم بدوره من تداعياتها.
وأثناء بطولة فرنسا وبعدها تباينت المواقف بين متابعي كرة القدم الألمانية بشأن مولر، وسارع زملاؤه إلى دعمه بقوة على غرار زميله مسعود أوزيل الذي شدد على أن نجم البافاري "بحاجة إلى الهدوء". أما المهاجم نفسه، فقد ردّ باحتقان شديد على أجوبة الصحفيين قبيل المباراة التي فازت فيها ألمانيا على إيطاليا في ضربات الترجيح ضمن منافسات الدور ربع النهائي بالقول: "أنا لست بحاجة إلى طبيب نفسي!".
ويذكر أن مولر هو ذاته الذي يفتخر بالمركز الرابع إلى جانب الدولي السابق وأسطورة مونديال 1954 هيلموث ران، على قائمة الترتيب التاريخي لهدافي المنتخب الألماني لكرة القدم. وسبق لمولر أن أحرز 10 أهداف لألمانيا في مونديال جنوب إفريقيا ثم في البرازيل حين فازت ألمانيا باللقب العالمي.
والآن بعد يورو فرنسا، يسجل نجم بايرن ميونيخ هدفين من مجموع ثلاثة، ضمنت بها ألمانيا الفوز على التشيك في ثاني مباريات التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 يوم السبت الماضي (10 من أكتوبر/ تشرين الأول 2016) ليكرر ما قام به في الجولة الأولى أمام النرويج في مباراة فازت فيها أيضا ألمانيا بذات النتيجة.
يورو 2016 ـ لحظات تبقى في الذاكرة
اللحظات الأكثر إثارة في بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم 2016 المنتهية بفرنسا وفاز بها منتخب البرتغال: كرة تصطدم بالعارضة، عفريت صغير وطرد من الملعب وضربة جزاء وسيلفي، كلها صور تعكس عرسا كرويا ممتعا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Thew
تحولت إلى أغنية مشهورة، بل إلى نشيد البطولة الأوروبية، إنها أغنية Will Grigg,s on fire. لحن الأغنية طوره أحد المعجبين بمنتخب ايرلندا الشمالية ليلقى إقبالا واسعا على موقع يوتوب
صورة من: picture-alliance/dpa/Sampics/S. Pahnke
مشجعون ونساء ومتسابقون ـ كلهم يحيطون به كحشرات تحوم حول الضوء. كريستيانو رونالدو. بعد مباراة البرتغال والنمسا يدخل أحد المشجعين الملعب، وكريستيانو يمنع رجال الأمن من التصدي له، ويأخذ معه صورة سيلفي. هل كان النجم مهذبا أم هي فقط مراوغة لتحقيق مآرب تجارية؟
صورة من: picture alliance/dpa/S. Suki
وسائل التواصل الاجتماعي تبحث دوما عن شيء. فخلال المقابلة التي جمعت منتخب ألمانيا بنظيره الأوكراني رصدت الكاميرات مدرب المنتخب الألماني يوغي لوف وهو يدخل يده في ملابسه الداخلية، ما أثار الانتباه أكثر من آثار العرق التي تظهر على قميصه العادي.
صورة من: Reuters/C. Recine
أفضل مشهد للاعب جيروم بواتينغ فوق العشب عندما تصدى في حركة بهلوانية في الدقيقة الـ 37 لتسديدة رأسية ودفع الكرة إلى خارج خط المرمى لينقذ المنتخب الألماني ويرتمي في الشباك.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Thew
لم يمر كل شيء بسلام خلال هذه البطولة الأوروبية. فخلال المباراة التي جمعت كرواتيا بالتشيك ألقى مشجعون كروات بمفرقعات وسط الملعب، مما دفع الحكم إلى وقف المباراة، وجرت اشتباكات. وقرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فرض غرامات مالية على الاتحاد الكرواتي وأن لا يحصل الجناة على تذاكر دخول الملاعب
صورة من: picture alliance/CITYPRESS24
الاتحاد الأوروبي لكرة القدم كان أكثر قسوة مع الروس، إذ فرض غرامة مالية أكبر على الروس بسبب أعمال الشغب التي كان وراءها مشجعون روس خلال المقابلة ضد الإنجليز في مارسيليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/D. Zennaro
النجم السويدي زلاتان إبراهموفيتش يحمل عدة ألقاب منها "الملك"، إلا أنه لم يفز أبدا بأي لقب مع منتخب السويد. وقد خرج السويديون من البطولة بنقطة واحدة. وبالنسبة إلى زلاتان كانت المقابلة ضد بلجيكا هي آخر مشوار بقميص السويد الوطني
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Haider
حارس المرمى الذي لا يبدل أبدا سروال التدريبات، حتى خلال البطولة الأوروبية: غابور كرالي من المجر يحتفل بالفوز أمام النمسا. ففريقه انتصر بهدفين لصفر، وكان عمره 40 عاما و 74 يوما ليكون أكبر لاعب في تاريخ البطولة ويخطف اللقب بذلك من الألماني لوتار ماتيوس.
صورة من: Reuters/C. Platiau
أجمل هدف في البطولة الأوروبية بعد تمريرة من ركاردو رودريغيس حولها شردان شاكري بضربة مقص في الدقيقة الـ 83. لكن سويسرا انهزمت أمام بولندا بعد ضربات الجزاء
صورة من: Reuters/M. Rossi
انتصار ثمين في ثمن النهائي ضد إسبانيا، فبعد الانتصار بهدفين لصفر أراد حارس المرمى الأسطورة جيان لويجي بوفون التعلق بالعارضة إلا أنه سقط ولم يتمكن من النهوض مجددا بسهولة. لكن الجمهورصفق له مع ذلك .
صورة من: Reuters/C. Platiau
ماذا يفعل هنا بواتينغ؟ أحسن مدافع في العالم يرفع ذراعيه في الدقيقة الـ 78 في المقابلة أمام إيطاليا وسط منطقة الجزاء. ليوناردو بونوتشي ينفذ الضربة ليحصل التعادل.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Sohn
بعد التعادل 1 مقابل 1 تأتي الأشواط الإضافية، والمشجعون الإيطاليون يتساءلون ماذا يفعل هناك؟ سيمونه زازا يتم استبداله خصيصا لضربات الجزاء: يتقدم في خطى تشبه الرقص ويضيع الضربة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Frederic
هذا المصير حتى ولو لم يكن مهينا عانى منه ثلاثة من زملائه في الفريق وثلاثة لاعبين ألمان. كانت ضربات الجزاء الأطوال زمنيا في بطولة أوروبية وبطولة العالم. 7 ضربات لم تدخل المرمى والـ 18 هي التي حسمت المباراة وقد سددها لاعب غير معروف وهو يوناس هيكتور من فريق كولونيا
صورة من: picture alliance/dpa/C. Charisius
التصفيق المنظم الذي يبدأ بهدوء مصحوبا بصيحات هوـ هو ـ هو كان آلة التشجيع التي استخدمها الجمهور الإيسلندي لإثارة حماسة لاعبي منتخبه الذين برهنوا على لياقة بدنية قوية وتمكنوا كمبتدئين في البطولة من بلوغ ربع النهائي.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
ويلز وصلت نصف النهائي، المنتخب المبتدئ فاجأ نفسه. اللاعب المعروف في المنتخب هو غريث بيل يتمتع مع ابنته ألبا فيولي بلحظات النتيجة الإيجابية. أما الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فلا تسره هذه المشاهد، لأن البطولة الأوروبية ليست حفلا عائليا. ويراد مستقبلا منع الأطفال من دخول أرض الملعب.
صورة من: Getty Images/AFP/D, Meyer
هذا سبق وأن عايشناه في ربع النهائي مع بواتينغ ضد إيطاليا. قائد المنتخب باستيان شفاينشتايغر يرفع يده في جولة أخرى وكأن الحكم يسأل عن متطوع، علما أن الألمان كانوا أفضل في الأداء، الا أنّ الكرة أبت دخول شباك الخصم.
صورة من: Reuters/M. Dalder
لقب ب "العفريت الصغير" على ما يبدو بسبب شبهه بالعفاريت الصغيرة في فيلم رسوم متحركة. قبل سنوات لم يشأ أي ناد توقيع عقد مع أنتوان غريزمان الذي أقصى المنتخب الألماني في نصف النهائي بتسجيل هدفين واحتل بذلك صدارة الهدافين في البطولة.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gambarini
"أستحق اللقب"، ردد كريستيانو رونالدو قبل المقابلة النهائية أمام فرنسا. وبعد مرور ثمان دقائق نراه يبكي فوق العشب بعد مخالفة من ديميتري باييت ظلت بدون عقاب. إصابة في الركبة. حاول رونالدو مواصلة اللعب، إلا أنه طلب الخروج في الدقيقة الـ 25
صورة من: Reuters/C. Platiau
الفريق الذي فاز بمقابلة واحدة ضمن سبع مقابلات في الوقت الرسمي أصبح بطل أوروبا. بفضل هدف اللاعب إيدر (الصورة) خلال الشوط الإضافي في الدقيقة 109 . ليحرز البرتغاليون اللقب لأول مرة . مبروك و هنيئا
صورة من: Reuters/C. Recine
19 صورة1 | 19
بالنسبة للمدرب يواخيم لوف فإن اللغط حول مولر "وُضع له حد"، كما يقول في المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة السبت الماضي، فيما ردّ مولر بطريقته الساخرة المعهودة بالقول "لقد حررت نفسي من المستنقع الذي كنت غارقا فيه"، ليضيف، لكن بنبرة أكثر جدية: "لقد قلت دائما أنني أحاول قدر الإمكان أن لا أجعل الظروف تؤثر عليّ سواء كانت إيجابية أم سلبية".
وكان مولر يكرر رفضَه فكرة دخوله في "أزمة"، معلّلا أن الأهم من إحراز الأهداف دعم الفريق، وهو الدور الذي لم يتراجع يوما عن القيام به، بشهادة منتقديه أولا قبل معجبيه أو زملائه في صفوف المانشافت.
وحسب المتابعين فإن توماس مولر اجتاز هذه الفترة الصعبة في مسيرته بفضل روح الانضباط، فهو نموذج للماكينة الألمانية التي لا تكد على الملعب من أجل الفوز للجميع، دون الاكتراث بالنجاحات الفردية. شعار مولر الولاء للمنتخب، وهو ما يظهره أيضا على أرض الملعب، وما يفسر جرعة الحماسة وقدرته الهائلة لقطع المسافات الطويلة.
وبعودة مولر إلى التهديف، يستعيد بطل العالم جانبا من قوته الهجومية التي شهدت في يورو فرنسا تذبذبا ملحوظا، رغم الدور الهام الذي لعبه المهاجم ماريو غوميز. غير أن لاعب فولفسبورغ الألماني مصاب حاليا، ولا يمكنه الالتحاق بالمنتخب الألماني في الوقت الحالي.
وهو ما زاد من حجم التحديات التي تواجه لوف. وسبق للمدرب أن قالها صراحة قبل يوم من مباراة التشيك وخمسة أيام قبيل المباراة المرتقبة أمام إيرلندا الشمالية إن "ترجمة الفرص (إلى أهداف) تتوقف على التركيز والفنيات في اللمسة الأخيرة. وهذا أمر سيشغلنا بالتأكيد على مدار العامين المقبلين".
وأقرّ لوف أيضا بأنه "أمر مزعج أن لا نملك لاعبين آخرين مثل ماريو غوميز". في إشارة إلى افتقاد المنتخب الألماني إلى مهاجم صريح بصفوف فريقه، باستثناء غوميز المصاب. بيد أن استرجاع مولر لخطورته يقلل من هذه المخاوف بكل تأكيد، فهو الهداف وكما تقول الصحافة الألمانية "المتربص الذي يستغل جميع أطراف جسمه لإحراز الأهداف حتى وإن تعلق الأمر بأنفه".