عبرت أسر ضحايا الثورة التونسية عن غضبها مما اعتبرته تخاذلا في إنصاف ذويهم الذين قتلوا أو جرحوا خلال الانتفاضة على الرئيس التونسي الأسبق بن علي. وألقت مطالب الضحايا بظلالها على حفل إحياء الذكرى الرابعة للثورة التونسية.
إعلان
تسببت احتجاجات قامت بها أسر شهداء الثورة وجرحاها اليوم الأربعاء (14 كانون الثاني/ يناير 2015) في تونس إلى إنهاء الاحتفال الرسمي بالذكرى الرابعة لـ "ثورة الحرية والكرامة" قبل أوانه. فبعدما أنهى الرئيس الباجي قائد السبسي خطابه بالمناسبة وبدأ بتقليد المكرمين أوسمة، ارتفعت أصوات الاحتجاج في القاعة. وهتف أفراد أسر شهداء الثورة وجرحاها الحاضرين "أين العدالة لأبنائنا؟" ورددوا عبارة "أوفياء أوفياء لدماء الشهداء".
وقالت محجوبة نصري، التي قتل زوجها في كانون الثاني/ يناير 2011 "هذه مسخرة، نحن لم نأت من أجل سماع خطب رنانة، جئنا لأجل تكريم رمزي على الأقل على من فقدنا". وحاول قائد السبسي الذي بدا منزعجا من الضجة التي أحدثها أسر الشهداء والجرحى، مواصلة الحفل وخاطب الجمع المحتج قائلا "لو كان الشهداء أحياء لما وافقوكم على ما تفعلون".
وحين استمر الأمر عاد من جديد بعد دقائق وخاطب الجمع بلهجة لا تخلو من بعض العتاب قبل أن يغادر القاعة قائلا "كل الشهداء في بالنا وسيتم توسيمهم. ما تفعلون ليس ضروريا. هيا ليساعدكم الله".
2014.. عام استثنائي لتونس يتوج بانتقال سلمي للسلطة
بعد فوزه في الإنتخابات الرئاسية، يتسلم الإربعاء 31 كانون الأول 2014 المخضرم ذو 88 عاما، الباجي قائد السبسي رئاسة الجمهورية من سلفه المنصف المرزوقي. وبذلك تطوي تونس عاما حافلا بإنجازات حاسمة في تاريخها.
صورة من: picture-alliance/epa/Mohamed Messara
أدى رئيس الجمهورية المنتخب باجي قائد السبسي اليمين الدستورية في آخر يوم من سنة 2014 أمام نواب البرلمان، وتحول بعدها مباشرة إلى قصر قرطاج لتسلم منصبه الجديد كخامس رئيس للجمهورية.
صورة من: picture-alliance/AA/Landoulsi
في الـ26 يناير 2014 صادق المجلس التأسيسي بأغلبية ساحقة على دستور جديد لتونس، حافظ على مدنية الدولة وكرس حقوق الإنسان وضمن المساواة التامة بين المرأة والرجل.
صورة من: picture-alliance/epa/Mohamed Messara
بعد أن تخلى حزب حركة النهضة الإسلامي عن الحكم، تسلم المستقل مهدي جمعة (يسار الصورة) في الـ29 من يناير من علي العريض (يمين) مهمة تسيير حكومة تكنوقراط لتنظيم انتخابات للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Messara
هيئة الحقيقة والكرامة هي مؤسسة دستورية جديدة لتفعيل العدالة الإنتقالية وترأسها الحقوقية سهام بن سدرين، بيد أن منعها من نقل الأرشيف الرئاسي الأسبوع الماضي قد يكون خطوة إلى الوراء.
صورة من: DW/M. Slimi
2014 يعتبر عاما أسودا للمؤسسة الأمنية والعسكرية، إذ أن الجماعات الإرهابية ضربت أكثر من مرة بقوة مما أسفر عن حصيلة ثقيلة، حيث قتل 30 عنصرا أمنيا وعسكريا.
صورة من: picture-alliance/epa/Mohamed Messara
لكن التهديدات الإرهابية لم تثن التونسيين عن تقرير مصيرهم عبر صناديق الاقتراع. إذ توجه يوم 26 اكتوبر الملايين لانتخاب أول برلمان ديمقراطي، وحلَ حزب نداء تونس، الليبرالي العلماني أولا ثم حزب النهضة الإسلامي ثانيا.
صورة من: Getty Images/Afp/Fadel Senna
بعد حصوله على نسبة 55.68 بالمائة من الأصوات، يتولى السبسي رئاسة الجمهورية لمدة 5 سنوات، ومن جهته أعلن المرزوقي إطلاق مبادرة "حراك شعب المواطنين" لمواجهة "أي محاولة للعودة إلى نظام الاستبداد".
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أثنت عدة دول وصحف عالمية على عملية الانتقال الديمقراطي وسلميتها في تونس مهد الربيع العربي. وقد اختارت مجلة "ذي إيكونومست" البريطانية تونس "كبلد العام 2014" تكريما لمسيرتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
تعتبر سياسة التوافق ومنهج التعقل اللذان اتبعاه كل من راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي والباجي قايد السبسي رئيس حزب نداء تونس، الليبرالي العلماني، من بين أسرار نجاح الانتقال الديمقراطي في تونس. الكاتب: سميح عامري
صورة من: picture-alliance/dpa/Messara
9 صورة1 | 9
ويؤكد الحادث أن هذا الملف المؤلم "لشهداء" الثورة التونسية وجرحاها لم يغلق بعد مرور أربع سنوات على "ثورة الحرية والكرامة". وبحسب حصيلة رسمية فإن قمع الثورة التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي قد أدت إلى مقتل أكثر من 300 شخص ومئات الجرحى بمن فيهم أشخاص قتلوا أو جرحوا في الأيام التي تلت فرار الدكتاتور السابق.
يذكر أن منظمة هيومن رايتس ووتش تنتقد بدورها تعامل السلطات التونسية مع ضحايا الثورة وتعتبر أن إجراءات بيروقراطية ومشاكل في التحقيق حالت دون إنصاف الضحايا.