دخلت مدينة بن قردان، الواقعة في جنوب تونس، إضرابا عاما دعا له الاتحاد الجهوي للشغل احتجاجا على غلق معبر راس الجدير، المعبر الرئيسي مع ليبيا، الذي يعد المتنفس التجاري الوحيد لأهالي المنطقة.
إعلان
دخلت مدينة بن قردان، الواقعة في أقصى الجنوب التونسي، في إضراب عام اليوم الأربعاء (11 مايو/ أيار 2016) احتجاجا على غلق معبر راس الجدير، المعبر الرئيسي والحيوي للتجارة في المنطقة مع ليبيا منذ أسابيع.
وأغلقت جميع المرافق العمومية في المدينة وأغلب المحال التجارية أبوابها اليوم باستثناء المخابز والصيدليات والمستشفى الجهوي واختبارات طلبة الباكالوريا (الثانوية العامة).
وكان الاتحاد الجهوي للشغل قد دعا إلى الإضراب مساء أمس الثلاثاء في أعقاب احتجاجات شهدتها المدينة منذ أول أمس الاثنين ضد غلق المعبر الرئيسي راس جدير مع ليبيا ما أدى إلى تعطل أنشطة التجارة، وهي المتنفس الاقتصادي الوحيد في المنطقة.
وأفاد ناشط من المجتمع المدني في المدينة يدعى عبد السلام الرقاد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأن الإضراب في المدينة نجح بنسبة فاقت 70 بالمائة، فيما يحتشد المئات من المتظاهرين أمام مقر اتحاد الشغل لتنظيم مسيرة سلمية في وقتل لاحق اليوم. وأضاف الرقاد "المطلب الرئيسي في بن قردان هو إعادة فتح معبر رأس جدير واستئناف النشاط التجاري".
احتجاجات ممستمرة في بن قردان
ومثل هذه الاحتجاجات متواترة في بن قردان وكانت قد اندلعت الاثنين الماضي مع تعرض اثنين من المحتجين إلى إصابات ناجمة عن طلق ناري من وحدات الجيش لعدم الامتثال إلى إشارات التوقف في منطقة عازلة. كما منع الجيش مرور العشرات من السيارات المحملة بالمحروقات المهربة عبر ليبيا في نفس المنطقة وهو وما عزّز حالة الاحتقان في صفوف التجار في المدينة.
الربيع العربي- انتكاسة يتخللها بريق أمل
في الذكرى الخامسة لما عُرف إعلاميا بالربيع العربي، والذي انطلق من تونس وامتد إلى مصر وليبيا وسوريا والبحرين فاليمن، تقرع موجات اللاجئين والنازحين المليونية أبواب الإنسانية. حصيلة العام الخامس "للربيع العربي" في صور.
صورة من: Reuters/P. Hanna
بدأت احداث "الربيع العربي" في تونس بمدينة سيدي بوزيد بعد أن احرق الشاب محمد البوعزيزي نفسه احتجاجا على مصادرة عربته مصدر رزقه، فخرج الشباب والعاطلون عن العمل وعمال النقابات متظاهرين محتجين ونجحوا في وقت قياسي في اسقاط حكومة زين العابدين بن علي الذي فرّ من البلد الى السعودية .
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Salah Habibi
ارسى التغيير في تونس ديمقراطية ودستورا جديدا شاركت في صياغته مختلف القوى السياسية. ونجحت القوى الإسلامية متمثلة بحزب النهضة بالفوز في الانتخابات التشريعية لكنها فشلت في تحقيق مطالب الشعب. وفي انتخابات 2014 نتحقق التغيير الديمقراطي وفازت أحزاب جديدة في البرلمان، رغم ذلك ما زالت فئات كبيرة من الشعب ترى أنها لم تنل أي نصيب من "الكعكة الديمقراطية".
صورة من: DW/S. Mersch
أراد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2011 الاحتفال بيوم الشرطة التقليدي ومنع التظاهرات خوفا من شرارة قد تقود إلى انتفاضة ضد حكمه، رغم ذلك خرجت تظاهرات حاشدة عمت مدن مصر ونادت بإسقاط نظام حكم مبارك الذي تربع على راس هرم السلطة لثلاث عقود.
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
التغير في مصر أوصل "الإخوان المسلمين" ومحمد مرسي إلى الحكم، لكن فئات كبيرة من الشعب استاءت من تعامل "التنظيم الإسلامي" مع السلطة وخرجوا بالملايين مدعومين من الجيش مطالبين بإسقاط "حكم الإخوان". البعض عد ذلك "نكسة للديمقراطية" فيما وصفه آخرون بـ"العملية التصحيحية".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Khalil Hamra
مر الربيع العربي في ليبيا بشكل مختلف تماما عن تونس ومصر، إذ لم تستطع القوى المدنية إنهاء حكم معمر القذافي الذي قمع الثورة بشتى الطرق، وسرعان ما تحولت الثورة بعد ذلك إلى صراع مسلح تمكن فيه "الثوار" بمساعدة قوات الناتو من قتل القذافي واسقاط نظامه، لكنهم عجزوا بعدها عن الاتفاق على نظام بديل.
صورة من: DW/E. Zouber
العملية الديمقراطية في ليبيا بدأت وما زالت متعثرة حتى اليوم رغم الاتفاقات الكثيرة التي حصلت بين الأطراف المتصارعة. ومنذ صيف عام 2014 تتنافس حكومتان إحداهما في طرابلس والأخرى في الشرق على إدارة البلد. وفي تطور جديد أعلن المجلس الرئاسي الليبي هذا الشهر عن تشكيل حكومة وفاق وطني جديدة، في إطار خطة الأمم المتحدة لتوحيد الفصائل المتناحرة في ليبيا.
صورة من: imago/Xinhua
"الربيع العربي" ربيع الشباب في اليمن، انطلق في شباط/ فبراير 2011، مطالبا بإنهاء حكم علي عبد صالح الذي استمر لأكثر من ثلاثين عاما. وبعد ضغط محلي وخليجي كبير وافق صالح على تسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي وغادر اليمن في كانون الثاني/ يناير 2012.
صورة من: picture-alliance/dpa
نفي علي عبد ألله صالح من اليمن لم ينه نفوذه في البلد. وبقيت فئات من الشعب والجيش موالية له عشائريا وسياسيا. في 2015 نجح "الثوار" الحوثيون وبالتعاون مع قوات موالية لصالح في نزع السلطة من الرئيس هادي، ما جعل دول الخليج وبقيادة السعودية تدخل حربا مباشرة لإعادة السلطة لهادي.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تظاهرات الربيع العربي بدأت سلمية في سوريا في مارس/ آذار 2011 مطالبة بإنهاء سلطة حزب البعث و حكم عائلة الأسد المستمر منذ عام 1971. لكن بشار الأسد واجه "التظاهرات" بإصلاحات "شكلية" تضمنت منح الأكراد بعض الحقوق ورفع حالة الطوارئ وتشكيل حكومة جديدة، فيما واصل قمعه للمحتجين وبدأ بشن عمليات عسكرية ضدهم.
صورة من: dapd
بعد أشهر من الاحتجاجات اتخذ الربيع العربي في سوريا منحى آخر وأصبح البلد يعج بكثير من الفصائل المسلحة التي فشلت في توحيد صفوفها ضد النظام. الفراغ الأمني والسياسي في سوريا هيأ الأجواء لتنظيمات مسلحة ذات توجهات إسلامية إيدلوجية متطرفة، مثل تنظيم "داعش"و" النصرة" للسيطرة على مناطق واسعة من البلد.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Aboud
في البحرين بدأت الاحتجاجات في شباط / فبراير 2011 في ساحة اللؤلؤة ونادت بتغييرات سلمية وإصلاحات سياسية لصالح الأغلبية الشيعية في البلد وإنهاء سيطرة العائلة المالكة على الحكم وسلطة مجلس الوزراء التابع لها، ما أثار حفيظة دول الخليج وخاصة السعودية فأرسلت قوات تحت مظلة قوات درع الجزيرة وقمعت الحركة، لكن الاضطرابات ما زالت تتفجر من وقت لآخر.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد مرور خمسة أعوام على " الربيع العربي" لم يتبق من هذا التغيير إلا بعض النقاط المضيئة، كما في التجربة التونسية وبعض الامتيازات للشباب في مصر. اما ليبيا واليمن وسوريا والبحرين فما زالت ابعد ما تكون عن الاستقرار، والمستقبل فيها يبدو بلا افق مضيء. نتاج الربيع العربي قوافل من النازحين ، وملايين اللاجئين يتدفقون على اوروبا والمانيا على وجه الخصوص.
صورة من: Reuters/P. Hanna
12 صورة1 | 12
وكانت السلطات الليبية قد أغلقت معبر راس جدير من جانبها منذ الأسبوع رئيسي الأخير من نيسان/أبريل الماضي بدعوى تعرض مواطنين ليبيين إلى مضايقات لدى عبورهم إلى تونس. ويعتمد التجار والأهالي في بن قردان على أنشطة التجارة الموازية وجلب السلع والمحروقات من ليبيا، لكنهم يشكون أيضا من المضايقات وأعمال العنف من الجانب الليبي.
وأعلنت الحكومة في وقت سابق عن حزمة من الإجراءات الاقتصادية والاجتماعية في الجهة بعد تعرضها إلى هجوم فاشل من مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" في آذار/مارس الماضي، في أكبر هجوم إرهابي تشهده تونس منذ تصاعد عمليات مكافحة الإرهاب.