تونس- إقالة رئيس الوزراء وتعليق عمل البرلمان وحصانة النواب
٢٥ يوليو ٢٠٢١
أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد أنه قرر تجميد عمل البرلمان وتعليق حصانة كل النواب وإقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها البلاد مؤخرا. والغنوشي يتهم سعيد "بالانقلاب على الثورة والدستور".
إعلان
قال الرئيس التونسي قيس سعيد مساء اليوم الأحد (25 تموز/ يوليو 2021) إنه أقال رئيس الوزراء هشام المشيشي وجمد عمل البرلمان وتعليق حصانة النواب في تصعيد كبير للنزاع السياسي بالبلد الديمقراطي عقب احتجاجات في عدة مدن.
وأضاف الرئيس أنه سيتولى رئاسة السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس وزراء جديد وذلك في أكبر تحد منذ إقرار الدستور في عام 2014 الذي وزع السلطات بين الرئيس ورئيس الوزراء والبرلمان.
وقال الرئيس في بيان بثته وسائل الإعلام الرسمية "لم نكن نريد اللجوء للتدابير على الرغم من توفر الشروط الدستورية، ولكن في المقابل الكثيرون شيمهم النفاق والغدر والسطو على حقوق الشعب". وأضاف قائلا "انبه الكثير الذين يفكرون في اللجوء للسلاح... ومن يطلق رصاصة ستجابهه القوات المسلحة بالرصاص".
وأعلن سعيّد هذه الإجراءات بموجب الفصل 80 من الدستور، عقب اجتماع طارئ في قصر قرطاج حضرته قيادات من الجيش والأمن، فيما تُواجه البلاد أزمة صحّية غير مسبوقة بسبب تفشّي فيروس كورونا وصراعات على السلطة. وينص الفصل 80 من الدستور على أن "لرئيس الجمهورية في حالة خطر داهم مهدد لكيان الوطن وأمن البلاد واستقلالها، يتعذر معه السير العادي لدواليب الدولة، أن يتخذ التدابير التي تحتمها تلك الحالة الاستثنائية".
ورد على ذلك اتهم رئيس البرلمان راشد الغنوشي، قيس سعيد "بالانقلاب على الثورة والدستور". وقال الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي في اتصال هاتفي مع رويترز "نحن نعتبر المؤسسات ما زالت قائمة وأنصار النهضة والشعب التونسي سيدافعون عن الثورة".
ونظام الحكم في تونس برلماني معدل منذ صدور دستور عام 2014 وكثيرا ما لمح الرئيس وهو أستاذ القانون الدستوري متقاعد، برغبته في الانتقال إلى نظام رئاسي، وهو ما ترفضه حركة النهضة الإسلامية الحزب الأكبر في البلاد. وتأتي هذه الخطوة عقب نزاع دستوري حول الصلاحيات امتد لأشهر بين الرئيس من جهة ورئيس الحكومة والبرلمان من جهة ثانية. ورفض سعيد تعديلا وزاريا شاملا لرئيس الحكومة في يناير/كانون الثاني الماضي كما لم يوقع على قانون يرتبط بالمحكمة الدستورية التي تأخر وضعها منذ خمس سنوات.
وأعلن سعيد في وقت سابق نفسه القائد الأعلى لقوات الجيش والأمن معا اعتمادا على تأويله للدستور. وقال الرئيس في كلمته: "نحن نمر بأدق اللحظات في تاريخ تونس بل بأخطر اللحظات لا مجال لأن نترك لأحد أن يعبث بالدولة ومقدراتها ويعبث بالأرواح والأموال". وسيتولى الرئيس سعيد رئاسة النيابة العمومية لتحريك قضايا ضد نواب مطلوبين للعدالة وقال إن خطوته "ليست تعليقا للدستور أو خروجا عن الشرعية".
خ.س/ ع.ج (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
تونس ـ وضع وبائي متدهور يفاقمه ظهور سلالة "دلتا"
تقوم السلطات التونسية بتشديد الإجراءات الصحية مع ارتفاع أعداد الإصابات، بالإضافة إلى تسجيل حالات إصابة بمتحور دلتا، شديد العدوى. الاغلاقات طالت العديد من المدن والولايات، كما تم تمديد ساعات حظر التجوال الليلي.
صورة من: Yassine Gaidi/AApicture alliance
ارتفاع مقلق في أعداد الإصابات
تشهد تونس ارتفاعا مقلقا في عدد الإصابات بفايروس كورونا. ففي الأسبوع الماضي فقط، تم الإبلاغ يوميا عن 3500 ـ 4000 إصابة جديدة، بما في ذلك رئيس الوزراء التونسي هشام مشيشي الذي تم تأكيد إصابته. وذكرت وزارة الصحة أنها سجلت 5251 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا الثلاثاء (29 يونيو/ حزيران) و106 وفيات ليصل العدد الإجمالي للوفيات إلى نحو 15 ألفا.
صورة من: Jdidi Wassim/SOPA Images/picture alliance
حظر التجول والإغلاق
مددت الحكومة التونسية مؤخرا ساعات حظر التجول ليلا في مسعى لوقف الانتشار السريع لفيروس كورونا من الثامنة مساء وحتى الخامسة صباحا وقد فرض حظر التجول ليلا في جميع أنحاء البلاد - منذ أكتوبر 2020. وفرضت الحكومة إغلاقات على المدن والولايات التي سجلت نسبة إصابات كبيرة كما هو الحال هنا في مدينة منوبة في الشمال الشرقي. كما شهدت ولايات باجة وسليانة (شمال غرب) وزغوان (شمال) والقيروان.
صورة من: Adel Ezzine/Xinhua News Agency/picture alliance
القيروان مغلقة
تقع القيروان على بعد حوالي 150 كيلومترا جنوب غرب العاصمة تونس العاصمة. ويوجد في المدينة التي يقطنها نحو 120 ألف نسمة حاليا واحد من أعلى معدلات الإصابة بأكثر من 400 إصابة لكل 000 100 نسمة. الساحة أمام المسجد عادة ما تكون مليئة بالناس والحركة. لكن القيروان مغلقة حاليا وتذكرنا بمدن الأشباح.
صورة من: Yassine Gaidi/AApicture alliance
العيادات الخارجية
ولا يزال عدد قليل فقط من الباعة المتجولين وبعض المحلات التجارية تستقبل الزبائن. فيما تقف سيارات الإسعاف على أهبة الاستعداد لنقل المصابين بالفايروس إلى مستشفيات القيروان التي أصبحت تواجه عبئا طبيا متزايدا مع ارتفاع أعداد الإصابات. وتم فتح عيادات خارجية لتسع الأعداد المتزايدة.
صورة من: Yassine Gaidi/AApicture alliance
إنشاء مناطق عزل خاصة
ومع ارتفاع معدل الإصابات، تحاول المستشفيات التونسية توفير أجنحة خاصة أو أماكن معزولة لاستقبال مرضى كورونا وذلك منعا لانتشار العدوى بين المرضى. وحذر أطباء في مستشفيات داخلية من أن وضع النظام الصحي مهدد بالانهيار بسبب النقص الشديد في أسرة الإنعاش والأكسجين.
صورة من: Yassine Gaidi/AApicture alliance
نقص في أعداد العاملين في الرعاية الصحية
وأصيب بعض الأطباء وبعض أطقم التمريض بالفايروس، ما أدى إلى نقص في أعداد العاملين في الرعاية الصحية. وتعاني المستشفيات من ضغط شديد ونسبة إشغال تجاوزت طاقة الاستيعاب القصوى في معظم الولايات، وفق بيانات وزارة الصحة.
صورة من: Yassine Gaidi/AApicture alliance
ارتفاع عدد الوفيات
وفاقت نسبة الضغط على الأسرّة التي توفر الأكسجين 73 % وعلى أسرّة الإنعاش 89 % في المستشفيات الحكومية في كامل البلاد، وبلغ معدل الوفيات اليومي خلال الأسبوع الفائت 83 وفاة، حسب وزارة الصحة. وقامت السلطات الصحية بتوزيع المرضى بين المستشفيات المكتظة في بعض المناطق وأقامت مستشفيات ميدانية. معدل الوفيات اليومي الناتج عن الفايروس بلغ من 8ـ 10 يوميا.
صورة من: Yassine Gaidi/AApicture alliance
متحور "دلتا"
تم حتى الآن رصد 18 حالة إصابة بمتحور دلتا في تونس، وهو ما أثار القلق في الأوساط الصحية. سبع من هذه الإصابات موجودة في القيروان، منهم أطفال، فيما تتوزع الإصابات الأخرى بالمتحور، شديد العدوى، عل كامل التراب التونسي.
صورة من: Yassine Gaidi/AApicture alliance
حملة التطعيم البطيئة
تواجه الحكومة انتقادات واسعة النطاق لبطء وتيرة حملة التطعيم وامتلاء وحدات الرعاية الفائقة بالمستشفيات عن آخرها، فمن بين حوالي 11.5 مليون نسمة في البلاد، لم يتم تطعيم سوى أقل بقليل من 1.8 مليون شخص حتى الآن، وحصل 500,000 منهم على حماية كاملة من التطعيم، وفقا لوزارة الصحة التونسية. (ديانا الهودلي/ علاء جمعة)
صورة من: Adel Ezzine/Xinhua News Agency/picture alliance